السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

رحلة "الفوفوزيلا" من الأدغال إلى الكرملين!

رحلة الفوفوزيلا من
رحلة "الفوفوزيلا" من الأدغال إلى الكرملين!
تقرير - اميرة بهاء الدين

روايات خاصة من شهود عيان: تسبب الإزعاج.. وتشتت اللاعبين

 

وكأن لقب الأدغال لم يأتِ من فراغ  "طقس حار.. أصوات تشبه الأفيال.. ولا مانع من استخدام بعض أوراق الشجر في التشجيع"مذاق خاص وحالة فريدة تعيشها بمجرد دخولك ملعب في بطولات القارة السمراء،

حتى أثناء جلوسك لمتابعة المباريات من المنزل وقبل مشاهدة الصورة فبمجرد سماعك لأصوات المدرجات الممتلئة بصوت الفيلة الذي قد يطغى أحيانًا على صوت المعلق الرياضي، قد تدرك حينها أنها مباراة بدور المجموعات أو نهائيات بطولة افريقية.

 

دائمًا ما ترتبط كل دولة بصوت وشكل خاص لمدرجاتها، فنجد أنغام السامبا بالبرازيل، في حين تسمع أجراس البقر في أرجاء مدرجات الملاعب السويسرية، بينما قدمت المكسيك إلى العالم موجاتها الشهيرة، وعلى جانب آخر ارتبطت  تشجيعات الأولتراس وأصوات الطنابير بالبرازيل في البداية ثم أوروبا ثم انتقلت للوطن العربي ومصر وبالأخص بدول شمال افريقيا، التي ما زالت حتى الآن تشتهر بالأغاني الحماسية والتشجيع الجنوني على أضواء شعلات الشماريخ، وقد كان للقارة السمراء بقيادة جنوب افريقيا طابع فريد من نوعه أيضًا بالملاعب تصدرته "الفوفوزيلا".

 

"الفوفوزيلا" هكذا أطلق على ألة البوق ذات الصوت الذي يشبه أصوات الفيلة والتي جعلت من مباريات افريقيا بشكل عام وجنوب افريقيا بشكل خاص حالة غير متكررة قد ترتبط بذكريات سعيدة مع البعض وحزينة مع البعض الآخر.

 

تاريخ الفوفوزيلا

كانت بداية "الفوفوزيلا" بجنوب افريقيا عندما ارتبط اسم هذه الآلة المصنوعة من اللدائن أو المعدن في بعض الأحيان، والبالغ طولها متر تقريبًا، بحالات الإنذار من البيض في الدولة عند تعرضهم لهجوم من السود نظرًا للعنصرية التي انتشرت بجنوب القارة السمراء منذ قرون، وذلك طبقًا لروايات البعض، وبدأ استعمالها أيضًا كأداة لدعوة الناس إلى الاجتماعات طبقًا لروايات البعض الآخر، إلا أنها بشكل أو بآخر أصبحت جزء من تاريخ جنوب افريقيا على الجانب الاجتماعي قبل دخولها للملاعب.

 

ارتبطت أيضًا الألة الافريقية بالحفلات والأفراح بجنوب افريقيا وأصبحت جزء أصيل من الاحتفالات الرسمية وغير الرسمية،

فوسط صفارات الفوفوزيلا البلاستيكية وأغنيات تعود لأيام الكفاح ضد التفرقة العنصرية  عام 2013 شارك أبناء جنوب أفريقيا والمشاهير والرؤساء من حول العالم في حفل تأبين رئيس البلاد الأسبق "نلسون مانديلا"، وكانت الفوفوزيلا جزء رئيسي من الحفل وغيره من الاحتفالات بالعاصمة الجنوب افريقية.

 

أصبحت الفوفوزيلا آلة ترمز لدولة جنوب افريقيا في عام 2004 بعد قبول طلب جنوب افريقيا لاستضافة كأس العالم، وبعدها شهدت العديد من الانتقادات بعدما تم استخدامها بصورة كبيرة بكأس القارات الذي أقيم بجنوب افريقيا عام 2009 ونهائيات كأس العالم 2010، فقد انتشرت مطالبات بمنع استخدام هذه الآلة نظرًا لصوتها المرتفع والمزعج بالملاعب، والتي يصل شدة الصوت الصادر عنها إلى 120 ديسيبل تقريبًا، إلا أن بلاتر رئيس الفيفا صرح بأنها جزء من الثقافة الافريقية ويجب احترامها وتقبلها.

 

 

 

"الفوفوزيلا هنا لتبقى ولن يتم منعها، انظروا إليها كجزء من الثقافة هنا وهي علامة للاحتفال بكأس العالم 2010. أتمنى من الزوار احترام ثقافتنا واحترام الطريقة التي نحتفل بها" بهذا التصريح رد "ريتش مكوندو" رئيس هيئة الإعلام الرسمية المحلية للمونديال في عام 2010 بعدما واجهت الفوفوزيلا انتقاد الكثيرين وكانت عرضة حينها لحظر الاستخدام.

 

بعد نهاية مونديال كأس العالم لعام 2010 واجهت الفوفوزيلا قرار الحظر ولكن خارج القارة السمراء، فقد قرر نادي توتنهام الإنجليزي في بيان على موقعه الإلكتروني حظر دخول أبواق الفوفوزيلا إلى ملعبه، قائلًا إن الضوضاء الناجمة عنها تمثل خطراً على السلامة العامة.

 

 

الفوفوزيلا في المحروسة

بالتأكيد شاهدت الفوفوزيلا بالمدرجات المصرية ومع الباعة بمحيط الاستاد قبل المباريات، ومن الممكن أن تكون قد استخدمتها بالفعل داخل المباريات، فقد انتشرت الفوفوزيلا في مصر بعد كأس العالم 2010 بعد استيرادها من جنوب افريقيا وبداية تصنيعها بعد ذلك بألوان العلم المصري.

 

وتصدرت أيضًا المشهد ببرج العرب في مباراة المنتخب مع الكونغو بتصفيات كأس العالم روسيا 2018 والتي انتهت بفوز مصر 2-1 والتأهل رسميًا للمونديال، فقد حرصت الجماهير اثناء المباراة على تحفيز اللاعبين عن طريق أصوات هذه الآلة التي انتشرت بأكثر من دولة افريقية.

 

وانتشرت بالشوارع أيضًا باحتفالات ما بعد المباراة بكل محافظات مصر على نغمات "فو فو فو مصر" الشهيرة، مع الطبول والأغاني الوطنية التي ملأت شوارع مصر في ليلة الثامن من أكتوبر التي لم ينام بها المصريون.

 

 

 

 

روسيا على الطريق

تسير روسيا على نفس خطى "فوفوزيلا" جنوب افريقيا بمونديال 2010 ، فقد كشفت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" عن آلة موسيقية صُنعت خصيصًا لبطولة كأس العالم بروسيا 2018 وهو العمل الجديد للفنان الروسي رستم نوغمانوف بتدعيم من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الذي رحب بفكرة إنشاء آلة مخصصة للبطولة.

 

وأكد نوغمانوف أن هذه الآلة ستتواجد بمدرجات البطولة وستكون مخصصة للجماهير، موضحًا أن المشروع يحمل عنوان "ملاعق النصر" وهي عبارة عن ملاعق خشبية الصنع على شكل V  كإشارة لعلامة النصر.

 

وأشار التقرير إلى أن هذه الملاعق تتميز ببساطتها و سهولة استخدامها و بقيمتها التاريخية ، وذكرأن الفنان تلقى منحة بقيمة  مليون روبل من الحكومة الروسية لتطوير مشروعه (1$ يعادل 58 روبل).

 

شهود عيان

أجمع اللاعبون من أكثر من دولة على ما تسببه ألة "الفوفوزيلا" من إزعاج أثناء المباريات، وبالرغم من اعتراض الكثير على استخدامها إلا انها انتشرت بشكل واسع بدول افريقيا وصولًا لملاعبنا المصرية.

وهذه كانت آراء بعض لاعبي منتخبنا الوطني خلال تصريحات خاصة لبوابة روزاليوسف:

 

"أحمد الكاس" لاعب الزمالك ومنتخب مصر السابق:

"عرفنا الفوفوزيلا مع كأس العالم بجنوب افريقيا 2010 وبعدها انتشرت بصورة كبيرة في مباريات المنتخب، بالطبع صوتها مزعج ولكن أي شئ جديد في التشجيع يكون غريب في البداية ويأخد فترة للتعودعلى صوته واللعب في أجواءه"

 

وسرد مكملًا: "وأنا مع الزمالك كنا بنلاعب فريق موريفيرا في زامبيا، وأحد المشجعين الزامبيين كان يهاجمني طوال المباراة هاتفًا "Kas Must Die " وقد وترني صوت المشجعين من غرف خلع الملابس قبل المباراة، ولكن عند نزولي لأرض الملعب بدأت بالتركيز في المباراة، حتى تمكنت من إحراز هدف وحينها تلاشت هذه الأصوات، وقد تعرضت لمواقف مشابهة لذلك أثناء تواجدي بالملاعب، حتى تعودت على هذه الاجواء من قبل الجماهير".

 

وأضاف "كل جمهور له طريقة خاصة بالتشجيع، فقبل مباراة الذهاب بين مصر والجزائر بتصفيات مونديال 90 والتي أُقيمت بالجزائر، كانت الجماهير تملأ المدرجات بتمرين ما قبل اللقاء وأصر كابتن الجوهري على خوض التمرين في هذه الأجواء حتى يتعود اللاعبون على اللعب وسط هذه الأصوات، وبعدها قدمنا مباراة جيدة بالفعل هناك، وصعدنا للمونديال من القاهرة في مباراة العودة"

 

وقال أيضًا: "تختلف الرهبة من أجواء الجماهير وأصوات الملعب من لاعب لأخر، وتتوقف على الثبات الانفعالي للاعب، وبالفعل أصوات الفوفوزيلا والطبول وغيرها من آلات التشجيع تثير خوف وتوتر اللاعبين في كثير من الأحيان، ولكن بمجرد دخول اللاعب بأجواء اللقاء والتركيز في الملعب لا يشعر بكل هذا الضجيج من حوله"

 

 

حسام باولو لاعب الزمالك ومنتخب مصر والمعار حاليًا لصفوف الاتحاد السكندري:

أكد حسام باولو أن هذه الألة تمثل مصدر إزعاج لكثير من اللاعبين، موضحًا أنه أثناء مشاركته بدوري أبطال افريقيا مع الزمالك بالعام السابق، ومبارياته مع المنتخب بتصفيات كأس العالم أمام غانا كانت تصدر هذه الألة أصوات مرتفعة للغاية معبرًا "مش بنسمع حاجة من بعض في الملعب ولا من تعليمات المدرب، ولازم اكلم اللعيب في ودنه تقريبًا لو عايز اوصله حاجة"

 

وأضاف أنها تشتت تركيز اللاعبين وتسبب رهبة للبعض خاصة لمن لم يعتاد على أجواء المشاركات الافريقية أو المنتقلين حديثًا لصفوف الزمالك والأهلي باعتبارهم أكثر الأندية التي تشارك بالبطولات الافريقية بمصر.

 

واستطرد "أنا الحمدلله اتعودت على صوتها في الماتشات لأني شاركت أكثر من مرة بالمباريات الافريقية مع الزمالك وسموحة ومنتخب مصر، وبالرغم من أنها مزعجة جدًا لكن بتنشر أجواء حماسية في الملعب"، وتمنى اللاعب عودة الجماهير للملاعب في أقرب فرصة مؤكدًا أنه لا توجد أي متعة لكرة القدم بدون صوت الجماهير وتشجيعهم في الملاعب.

 

 

 

 

حازم إمام ظهير أيمن نادي الزمالك ومنتخب مصر:

يرى حازم إمام أن هذه الألة تسبب إزعاجًا نظرًا لصوتها المرتفع، ولكن لا يعتقد أنها تسبب خوف للاعبين ولا يوجد لديه أي مشكلة من استخدامها بالمدرجات، معبرًا "من أول مرة سمعناها كانت عادية هي بس صوتها مزعج جدًا"

 

وتابع نجم الزمالك "مشكلتها إنها بتخلينا كل شوية نبص على الجهاز الفني عشان نعرف لو فيه أخطاء نصححها أو لو في أي تعليمات جديدة، لأنها لو بأعداد ضخمة مش بتخلينا نسمع بعض"

 

 

تم نسخ الرابط