بالوقائع والصور.. العنصرية في بلاد الحرية
كتب - مصطفى سيف
في بلاد الحرية والديمقراطية، كما يطلقون عليها، ليست هناك حرية مطلقة، بل إن كثيرا من هذه الدول لا تخلو من العنصرية؛ ووفقًا لمؤشرات الأمم المتحدة فإن العنصرية قائمة في جميع الدول سواء على مستوى الأفراد والشعوب، أو على مستوى القوانين والأنظمة العنصرية.
ولعل المشترك بين دول أوروبا التي تدّعي عدم العنصرية، وتزعم تمسكها بحرية الرأي والتعبير وممارسة الشعائر الدينية؛ إلا أنَّ هذه الدول تشترك فيما يسمى قانون "معاداة السامية".
وقانون معاداة السامية يحظر على شعوب هذه الدول التعرّض للطائفة اليهودية، أو المساس بهم، على الرغم من كّم الانتهاكات والتجاوزات التي تحدث في حق المسلمين في هذه البلدان.
إسرائيل:
مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمها في العنصرية فحدِّث ولا حرج؛ فعلى سبيل المثال جدار الفصل العنصري، ونظام الأبرتهايد، إضافة إلى السماح لليهود بزيارة الأقصى ومنع المسلمين من ذلك.
يُضاف إلى هذه القوانين؛ القوانين التي يشرعها الكنيست الإسرائيلي يوميًا فيما يتعلق بالحرية، وما يعلو ذلك كله هو عدم وجود دستور إسرائيلي أصلًا، وأن ليس كل شخص يدّعي أنَّه يهودي يسافر إلى إسرائيل.
.jpg)
الولايات المتحدة الأمريكية:
تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول التي يصل فيها مؤشر العنصرية إلى قمته؛ فمن العنصرية ضد "السود" إلى الجدار الذي ينوي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بناءه على الحدود المكسيكية.
وفي تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالية فإن أكثر من 7 آلاف شخص تأثروا بجرائم الكراهية، ومعظم هذه الجرائم كانت بدافع الانتماء العرقي.
.jpg)
بريطانيا:
أمَّا في المملكة المتحدة فتقف العنصرية حائلًا أمام فرص توظيف المسلمين البريطانيين، حتى إن دراسات توصلت إلى أن احتمالات تشغيل المسلم البريطاني ساعات عمل كاملة أقل بكثير بالمقارنة مع البريطانيين البيض.
وفي شهر يوليو الماضي أكَّدت صحيفة الإندبندنت البريطانية تسجيل زيادة غير مسبوقة في معدل الجرائم المرتكبة في البلاد على أساس عرقي أو ديني، منذ الاستفتاء على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ حيث ارتفعت خلال 11 شهرًا بعد الاستفتاء، بزيادة قدرها 23% قياسًا بالأشهر الـ11 التي سبقت الاستفتاء.
.jpg)
ألمانيا:
ونشرت "دويتشه فيله" أن هناك دراسة أكدت أن المدارس التي يكون أغلبية التلاميذ فيها أبناء مهاجرين أجانب أو من أصول أجنبية، تتميز بمستوى تعليمي ضعيف.
وفي تقريرها لسنة 2016 انتقدت منظمة العفو الدولية بشدة الحكومة الألمانية بسبب التراجع في اهتمام برلين بحقوق الإنسان في سياستها تجاه اللاجئين، كما رصدت المنظمة تزايدًا في جرائم العنصرية ومعاداة الأجانب في ألمانيا.
.jpg)
فرنسا:
في عام 2004 منعت الحكومة الفرنسية ارتداء الحجاب في المدارس؛ قبل أن تصدر أيضا قانون يحظر النقاب، وهو ما يتنافى مع حرية ممارسة المعتقد الديني.
وعلى الرغم من أن قانون حرية التعبير الفرنسي لا يحظر ازدراء الأديان بشكل عام، إلا أنَّه في المقابل يجرّم خطاب الكراهية المعادي للسامية.
فـ"شارل إبدو" أقالت رسّامًا لها بعدما رفض الاعتذار عن تعليق على خِطبة ابن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي من بنت يهودي ثري.
.jpg)
اليابان:
على الرغم من أن عنصرية اليابان أقل من المتواجدة في أوروبا، لكنَّ بها قليلا من العنصرية، فمثلًا عند دخول بعض المطاعم أو حمامات السباحة هناك فقد ترى لافتة مكتوب عليها: "لليابانيين فقط"، أو "عذرًا لا يُسمح بدخول الأجانب".
وأظهرت دراسة في مارس الماضي من العام الجاري أن طلبات نحو 40% من الأجانب للسكن في اليابان قوبلت بالرفض، وأن قرابة ربع الأجانب في البلاد حرموا من الوظائف خلال السنوات الخمس الماضية.
.jpg)



