بريكست ألماني جديد.. برلين في مأزق لم تشهده منذ 70 عامًا
كتب - مصطفى سيف
"نعيش وضعًا لم نعرفه منذ 70 عامًا"؛ بهذه الكلمات عبّر الرئيس الألماني، فرانك شتاينماير، عن أسفه للوضع الذي تعيشه ألمانيا حاليًا.
الأزمة التي وصفتها مجلة "دير شبيجل" بـ"أزمة بريكست ألمانيا" طغت بظلالها على الساحة الألمانية بعد فشل المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في تشكيل حكومة ائتلافية.
"ميركل" قالت في تصريحات صحفية، أمس، إنّها تُفضِل إجراء انتخابات جديدة على قيادة حكومة أقلية، معلنة استعدادها للترشح في حال إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
بالرجوع إلى تفاصيل الأزمة؛ يتضح أن الحزب الاشتراكي- الديمقراطي، هو السبب الجوهري لما وصلت إليه ألمانيا؛ وذلك بعد رفضه رئيسه، مارين شولتز، الدخول في ائتلاف حكومي.
ماذا سيحدث إذا لم تنجح المفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية؟
تقول "دير شبيجل الألمانية": إن فشل المفاوضات سيسير بألمانيا إلى خيارين: أولّهما حكومة أقلية لم تعرفها ألمانيا من قبل، أمَّا ثانيهما فهو إجراء انتخابات جديدة.
إجراء الانتخابات الجديدة يتم من خلال قرار رئيس ألمانيا بحل مجلس النواب الألماني، هو الأمر الذي أعلن "شتاينماير" رفضه، أمس، لأنه، على حد قوله، يريد أن يفسح المجال أمام ميركل لعرض كل الفرص من أجل تشكيل حكومة.
إجراء الانتخابات المبكرة لم تشهده ألمانيا من قبل؛ لذلك في حال اللجوء إلى هذا الخيار، سيستغرق الأمر أشهر عدة لعدم وجود إطار قانوني لتنظيم جدول زمني.
الرابحون من الأزمة
"مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد"؛ فالمصائب عند "ميركل" فوائد عند "حزب الاشتراكي-الديمقراطي" و"حزب البديل لأجل ألمانيا".
ورحب المسؤولان في حزب "البديل لأجل ألمانيا" ألكسندر جولاند وأليس فيدل، بـ"إجراء انتخابات جديدة محتملة".
على الجانب الآخر؛ تعرض زعيم الليبراليين، كريستيان ليندنر، الذي انسحب من المحادثات خلال الليل لاتهامات من بعض السياسيين والصحفيين بإفشال المفاوضات لغايات انتخابية.
النقاط الخلافية التي أدت إلى إفشال تشكيل الحكومة
نقاط عدة خلافية؛ تسببّت في فشل تشكيل حكومة إلى عدة نقاط أساسية بين الخضر والليبراليين والمحافظين.
القضية الأولى؛ هي قضية المهاجرين؛ فحزب "ميركل" (الاتحاد المسيحي الديمقراطي) والليبراليين، يريدون اعتماد سياسة تقييدية لأعداد المهاجرين؛ في المقابل يريد "الخضر" في تخفيف تلك القيود، والقيام بعملية لمّ شمل كاملة العام المقبل لجميع المهاجرين.
والخلاف الآخر يتعلق بأوروبا؛ أولها بشأن إصلاح الاتحاد الأوروبي؛ حيث يرفض الليبراليون الاقتراح المتعلق بإنشاء ميزانية خاصة لمنطقة اليورو، أمَّا "الخضر" فيرى أنّ من الضروري عدم ردّ "اليد المفتوحة" للرئيس الفرنسي.



