باكستان تستدعي الجيش في إسلام أباد بعد احتجاجات عنيفة
استدعت الحكومة الفيدرالية الباكستانية، اليوم السبت، الجيش، للنزول إلى شوارع العاصمة إسلام أباد، بهدف استعادة السيطرة عليها، في ظل موجة احتجاجات عنيفة نظمها إسلاميون في العاصمة، وامتدت إلى مدن أخرى، وسقط عدد من القتلى والمصابين في اشتباكات مع قوات الأمن.
وأمرت الحكومة الفيدرالية بإنزال قوات الجيش في إسلام أباد، لأجَل غير مسمى بموجب المادة 245 من الدستور، وذلك لمساعدة وكالات إنفاذ القانون المدنية في تأمين العاصمة، حتى صدور أوامر جديدة، بحسب ما نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "إكسبريس" الباكستانية عن إشعار لوزارة الداخلية الباكستانية.
وقالت الصحيفة إنه سيتم إنزال قوات الجيش في مناطق متعددة من العاصمة، لتأمين المقرات الأساسية للسلطة القضائية والبرلمان والرئاسة ورئاسة الوزراء والسفارات الأجنبية ووزارة الخارجية، ومنشآت مهمة أخرى.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت، اليوم السبت، بين قوات الأمن ومناصري حزب "تحريك لبيك باكستان" الإسلامي المتشدد، وذلك بعد تحرك القوات لفض اعتصام من جانب أنصار الحزب، الذين يغلقون الطرق الأساسية المؤدية إلى إسلام أباد منذ أكثر من أسبوعين. وامتدت الاحتجاجات إلى مدن رئيسية أخرى من بينها كراتشي ولاهور وبيشاور، حيث يرفض المحتجون الامتثال لأوامر قضائية بفض الاحتجاج مطالبين بإقالة وزير القانون والعدل وحقوق الإنسان زاهد حامد بسبب تغييرات أُدخلت على قسم انتخابي، وتقول الحكومة إن التغيير كان مجرد خطأ كتابي.
ووفقا لوسائل إعلام باكستانية، فقد شارك في عملية فض الاعتصام نحو 8 آلاف و500 جندي من مختلف الأجهزة الأمنية، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه وخاضت اشتباكات مع المحتجين أدت إلى مقتل شخصين على الأقل، وإصابة العشرات، حسبما نقلت "ذا إكسبريس تريبيون" عن الشرطة، فيما تحدثت تقارير إعلامية أخرى عن مقتل أحد عناصر الأمن في الاشتباكات.
وطالب رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال قمر جواد باجوا، في اتصال هاتفي، رئيس الوزراء شهيد خاقان بالتعامل مع الاحتجاجات بسلمية وتجنب العنف من الطرفين حفاظا على "المصلحة الوطنية والتماسك"، وفق ما نقلت وكالة أنباء "أسوشييتد برس أوف باكستان" الحكومية عن اللواء آصف غفور المتحدث باسم الجيش.
وأعلنت السلطات بعد وقت قصير من الاتصال وقف العملية الأمنية مع احتشاد الآلاف من المحتجين في شوارع العاصمة، قبل أن تعلن استدعاء الجيش لاستعادة السيطرة على أمن البلاد.



