بعد لقاء السيسي والبنا.. خطة الزراعة لإعادة القطن لعرشه
كتب - ابراهيم رمضان
تأكيدا لأهمية القطن باعتباره أحد المحاصيل التي تتميز مصر بزراعتها، وبحسب ماتتميز به من إنتاجية للأقطان فائقة الجودة، التي تتهافت عليها الأسواق العالمية لاستيرادها لصناعة الملابس القطنية ذات الأسعار المرتفعة، فقد شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكثر من مرة والتي كان أخرها - اليوم- على المسئولين بوزارة الزراعة بضرورة وضع خطة لاستعادة تربع مصر على عرش زراعة وتصدير هذا النوع من الأقطان، والتوسع في زراعته في السنوات المقبلة.
.jpg)
وفقا لأخر إحصائية للجهاز المركزي للتعبية والإحصاء، فقد بلغ إجمالي كمية الصادرات المصرية من الأقطان فائقة الطول 7.149 ألف قنطار متري، خلال الفترة من (مارس/ مايو 2017)، مقابل 6.145 ألف قنطـــار مترى لنفس الفــترة من الموســــــم الســـابق بنسبة زيادة قـدرها 9,2%.
وجاءت الهنــــــد أكثر الدول استيراداً للقطن المصرى حيث بلغت الكميــــة المصــــــدرة إليهــــا 75.7 ألف قنطـار مـترى بنسبــة قدرها 50.6 % من إجمالى الكمية المصدرة خلال هذه الفترة.
خطة الزراعة لاستعادة عرش القطن .
قال الدكتور سيد خليفة، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، إن القطاع ينظم حملات إرشادية توعوية لتوعية الفلاحين بأهمية زراعة المحصول، لأهميته وقيمته التاريخية، لافتا إلي أن القطاعات المختلفة بالوزارة ستكثف حملات التوعية خلال الفترة المقبلة، للتوسع في زراعة المحصول.
وشدد المهندس حمدي العاصي، رئيس قطاع الخدمات الزراعية السابق، على ضرورة وضع خطة واضحة لشراء وتسويق القطن، من خلال الجهات المختلفة " الجمعيات التعاونية الزراعية ولجنة تنظيم تجارة القطن"، وغيرها، وإعلان أسعار شراء المحصول قبل الزراعة، لضمان تشجيع الفلاحين على زراعة المحصول.
وأكد الدكتور سعد نصار - رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، ومستشار وزير الزراعة- على ضرورة وضع القطن ضمن المحاصيل التعاقدية، وإدراجها ضمن الزراعات التي يشرف على تعاقداتها مركز الزراعات التعاقدية الذي تم تدشينه بموجب القرار الجمهوري الصادر بالقانون رقم 14 لسنة 2015، يختص بتسجيل العقود وإنشاء قاعدة بيانات ووضع نماذج استرشادية للعقود على أن يكون على رأس هذه المحاصيل محصول القطن على أن يكون التعاقد بين – الفلاحين والجمعيات والقابضة للغزل.
.jpg)
واعتبر مستشار وزير الزراعة، إن سياسة الزراعة التعاقدية إحدي السياسات الهامة لإحداث تنمية زراعية مستدامة كما هو الحال في الدول المتقدمة، لافتا إلي أنها تشجع التوسع في التصدير والتصنيع الزراعي.
تاريخ زراعة القطن
دخل القطن مصر في العصر الحديث خلال أوائل القرن الثامن عشر كشجرة جذبت بفتنتها من اقتناها، ولأنه كان مقدرا لمصر العظيمة أن تكون رائدة العالم في إنتاج الأقطان سيما الفاخرة منها.
وترجع زراعة القطن في العصرالحديث إلي عام 1820 حين نجح جوميل في إكثار القطن الذي اكتشفه في إحدى الحدائق المنزلية، وتبين أن محصوله من حيث طول التيلة ينافس الأقطان الأمريكية والهندية ويتفوق عليها، الأمر الذي أدى إلي سرعة انتشار هذا النوع الجديد الذي بلغ إنتاجه عام 1823 حوالي 30 ألف قنطار وانتهت زراعة الصنف القديم المعروف باسم البلدي عام 1832.
الحرب الأهلية الأمريكية أنعشت زراعة القطن المصري
.jpg)
أدت كانت الحرب الأهلية الأمريكية ( 1861 – 1865 ) وما ترتب عليها من هبوط إنتاج القطن في أمريكا سببا في انتعاش زراعة القطن في مصر وازدياد إنتاجه وارتفاع أسعاره بصورة تعتبر نقطة تحول رئيسية حاسمة في تاريخ زراعة القطن إذ قفزت صادرات مصر من 596 ألف قنطار في عام 1861 إلي 2507 ألف قنطار في عام 1865، ومنذ ذلك الحين توطدت زراعة القطن في مصر وبدأ اهتمام الدولة بإيجاد أصناف جديدة، وتم استيراد العديد من الأنواع والأصناف لا سيما أقطان السي ايلاند المنزرعة آنذاك في جزر الهند الغربية، وبالتالي ظهور أصناف ذات خواص مختلفة برز منها صنف الأشموني الذي صار فيما بعد الأب المباشر وغير المباشر لمعظم أصناف القطن المصري .
وقد قام بمهمة انتخاب الأصناف الجديدة للقطن المصري في أواخر القرن الثامن عشر بعض الأفراد المشتغلين بالقطن من غير الملمين بالأصول العلمية للتربية، واستمر ذلك الوضع حتى إنشاء الجمعية الزراعية المصرية عام 1898.
.jpg)
ثم تولي هذه المهمة قسم تربية النباتات بوزارة الزراعة بعد إنشائها عام 1913 بالتعاون مع الجمعية الزراعية المصرية، حيث شكل لهذا الغرض مجلس مباحث القطن في عام 1919 وبعده لجنة الأبحاث الفنية بالجيزة
عام1928 ، وفي عام 1935 أنشئ مصنع غزل القطن لإجراء الدراسات الفنية لمساعدة المربي وقد ضم بعد ذلك إلي قسم تربية النباتات الذي ضم بدوره إلي مصلحة الزراعة عام 1950، وفي عام 1963 أنشئت مراقبة بحوث تكنولوجيا القطن التي ضمت أربعة أقسام هي تربية القطن والمحافظة علي أصناف القطن وفسيولوجيا القطن وزراعة القطن، وقد ضمت هذه المراقبة عام 1973 إلي معهد بحوث القطن التابع لمركز البحوث الزراعية، وذلك من خلال ثلاث محطات رئيسية للبحوث بالجيزة وسخا وبهتيم وعديد من المحطات الفرعية في مختلف المحافظات، وان كانت محطة بحوث الجيزة هي أهم هذه المحطات وأكبرها من حيث عدد العاملين بها، ولا يقتصر عمل هذه المحطات علي تربية القطن فقط ولكن يتعداه إلي مختلف البحوث الزراعية الأخرى.
أصناف القطن المصرية
نجحت الجهات البحثية المصرية في استنباط أصناف عديدة نذكر منها علي سبيل المثال "السكلاريدس" الذي كان يعتبر لؤلؤة الأقطان المصرية في زمانه وبعده "ميت عفيفي والأصيلي واليانوفتشي والعباسي والنوبارى والبليون والنهضة والفؤادى".
والجدير بالذكر أن صنف "ميت العفيفي" طويل التيلة المصري، تم زراعته في الولايات المتحدة الأمريكية، لينتج عنه فيما بعد صنف " البيما" المشهور حاليا والذي ينافس الأقطان المصرية.
وتوالي بعد ذلك استنباط الأصناف منها "الكازولي والجيزة 3 وكان الجيزة 7 " أول نجاح حقيقي لوزارة الزراعة بدئ بإكثاره في عام 1930 بعد أن عثر عليه كنبات فردى في حقل مزروع بالقطن الاشموني في الفشن بمحافظة بني سويف، واليه يعزى ارتفاع مستوى غلة فدان القطن بمصر إلي خمسة قناطير لأول مرة في هذا القرن، وأمكن للعائد من إنتاجه في عام 1939 أن يعيد إلي الدولة ما صرف علي البحوث القطنية منذ ابتدائها من عام 1905، وتلاه بعد ذلك صنف سخا 4 ثم الوفير وبعده الجيزة 23.
وقد كان أول صنف اقتصادي ناجح يستنبط بالتهجين الصناعي هو الكرنك طويل التيلة من تهجين بين صنفي المعرض وسخا 3 وأدرج في جداول الأصناف التجارية عام 1940.
.jpg)
وعندما أقبلت الخمسينات أخذ نجم الكرنك في الأفول واخلي مكانه لصنف أخر طويل التيلة هو المنوفي الذي استنبطه قسم تربية النباتات بوزارة الزراعة بالتهجين الصناعي بين صنفي الوفير وسخا 3 ثم شهد عام 1963 وهو العام الذي زرع فيه الكرنك لآخر مرة ميلاد صنف طويل التيلة هو الجيزة 68 ثم الجيزة 70 ( إيزيس ) الذي بدئ إكثاره التجاري عام 1970 والجيزة 77 الذي بدئ إكثاره التجاري عام 1980 وينفرد هذا الصنف عن سائر الأصناف المصرية بأنه نشأ بالتهجين الصناعي بين القطن المصري المنوفي وأحد الأقطان البيما الأمريكية، ثم توالي بعد ذلك استنباط سائر الأصناف المتداولة حاليا والتي تلقي قبولا ورواجا من جانب مختلف غزالي القطن في العالم، وتندرج أصناف الأقطان المنزرعة حاليا علي المستوى المحلي تحت ثلاثة مجموعات هي :
طويل ممتاز ويشمل حاليا الجيزة 45 والجيزة 70 والجيزة 88 .
طويل"بحري" ويشمل حاليا الجيزة 86 والجيزة 89 والجيزة 85 .
طويل" قبلي"ويشمل حاليا الجيزة 80 والجيزة 83 والجيزة 90 والهجين المبشر .
أما علي المستوى العالمي فان هذه الأصناف تندرج حسب طول تيلتها تحت مجموعة ألاقطان فائقة الجودة وتسهم مصر بحوالي من 45% الي نحو 50% من إجمالي الناتج العالمي منها، تليها نحو عشرة دول منتجة لنوعية الأقطان الفاخرة من أهمها الولايات المتحدة الأمريكية والسودان والصين والهند وغيرها.



