انقذوا المتعايشين مع الإيدز من تحاليل حميات العباسية
كتبت - علياء أبوشهبة
تكبدت "فايزة" اسم مستعار، عناء مشوار السفر من بلدتها "طلخة" في محافظة .... بصحبة زوجها الذي يشاركها مرضها من أجل إجراء تحاليل دورية للاطمئنان على جهاز المناعة لديها.
بعد مشوار شاق، ومحاولات غير محترفة لسحب عينة دم منها سببت لها الكثير من الكدمات فسدت عينة الدم وأقسمت على عدم تكرار هذه المعاناة رغم أهمية التحليل.
فايزة وزوجها متعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري منذ عام 2012 وبعد تجاوزهم صدمة معرفة طبيعة مرضهما، اهتما بمعرفة الخدمات الطبية المجانية التي تقدمها وزارة الصحة؛ والمتمثلة في صرف الأدوية المثبطة للمناعة والتي تساعدهم في التعايش مع الفيروس أطول مدة ممكنة، بدون أن تكون أجسادهم عرضة للأمراض التي تنتهز نقص المناعة.
وزارة الصحة تلتزم أيضا بإجراء تحاليل دورية هي تحليل CD4 وتحليل PCR بهدف متابعة الحمل الفيروسي في الجسم وتغيير خط العلاج إذا تطلب الأمر ذلك، حيث يوجد ثلاث خطوط علاجية، إلا أن مستوى إجراء هذه التحاليل المجانية يثير الكثير من الألم لدى المتعايشين مع فيروس الإيدز .
تقول "فايزة":" كنت وزوجي نذهب إلى المعامل المركزية في وزارة الصحة لإجراء التحاليل، يطلب مننا الموظف المختص العودة مرة أخرى، ولكن منذ نقل التحاليل إلى مستشفى حميات العباسية الوضع أصبح أسوأ".
"صلاح"، اسم مستعار لرجل خمسيني متعايش مع فيروس نقص المناعة البشري منذ 18 عاما قال :" كنا في البداية نضطر لإجراء التحاليل في مكان غير مناسب على الإطلاق؛ فهو بمثابة خيمة وليست مبنى طبي مؤهل، وكثيرا ما كان يطلب مني الموظف المختص العودة مرة أخرى لسحب العينة نظرا لتجلط الدم وتلف العينة".
في بداية العام الجاري تم نقل المكان المخصص لإجراء التحاليل إلى وحدة علاج مرضى نقص المناعة في مستشفى حميات العباسية، بعد تكرار شكوى المتعايشين مع الإيدز من سوء المكان، إلا أن "صلاح" أشار إلى أن الخدمة مازالت سيئة، لأن المختصين بسحب العينة خبرتهم ضعيفة ما ينتج عنه تعرضي للجروح والكدمات، ولأني لا أملك ثمن إجراء هذا التحاليل في المعامل الخاصة والذي يصل إلى 500 جنيها، أتحمل هذا الألم، خاصة أنني اسافر من إحدى قرى محافظة البحيرة.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية تقاس الوظيفة المناعية عادة بواسطة عدد خلايا CD4. ويؤدي العوز المناعي البشري إلى زيادة قابلية الإصابة بطائفة واسعة من العدوى والأمراض التي يمكن للأشخاص ذوي النظم المناعية السليمة التغلب عليها.
يهاجم الفيروس النظام المناعي ويضعف نظم اكتشاف العوامل المسببة للعدوى والدفاع عن الجسم، والمسببه لبعض أنماط السرطان. وعندما يدمر الفيروس الخلايا المناعية ويؤثر على وظائفها يعاني المصابون من العوز المناعي الذي يتفاقم تدريجياً ويؤدي إلى ازدياد تعرضهم إلى طيف واسع من حالات العدوى والأمراض التي يمكن للنظام الصحي السليم أن يكافحها.
نسب الخلايا
في مقابلة مع دكتور عمرو جوهر، المحاضر الإكلينيكي للكلية الملكية البريطانية لتخصصات الطب الباطني، واستشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، قال إن الخلايا مكون جوهري في جهاز مناعة الإنسان. كلا من عدد الخلايا المطلق ونسبتها المئوية هام في تقييم الحالة وبشكل عام كلما إزداد الحمل الفيروسي قلت نسبة الخلايا .
يجرى التحليل كل ثلاثة لستة شهور أو فترة أطول حسب تقييم الحالة ولكن إذا تعدى الرقم المطلق ٣٥٠ خلية كل ملميتر مكعب مرتين بينهما فترة أكثر من سنة لا حاجة لإعادة التحليل مرة أخرى مالم يقرر الطبيب المعالج غير ذلك عند تقييمه وذلك وفقا للمبادئ التوجيهية البريطانية المعنية.
الحمل الفيروسي - حسب جوهر- يقاس قبل بداية العلاج وبعد شهر وبعد ثلاثة شهور وبعد ستة شهور من بداية العلاج ثم بإنتظام عادة كل ستة شهور طوال حياة المريض. إجراء الإختبار بعد شهر واحد فقط من العلاج هام جدا لانه إذا لم يهبط على الأقل واحد لوغارثم ١٠ فهذا يساعد على التنبؤ المبكر لاحتمال فشل العلاج المختار وعند ستة شهور نقرر نجاح العلاج واستمراره أو ضرورة تغييره وفقا لاختبارات أخرى.
جوهر لفت إلى أن خطورة إهمال قياس نسب الخلايا أو عدم دقة النتائج يكمن أساسا في عدم حماية المريض من أمراض انتهازية معرض لها منها ما قد يؤدي بحياته عند أعداد معينة.



