"نتنياهو" يعود بخُفّي حُنَين من الاتحاد الأوروبي
كتب - مصطفى سيف
"عاد بخُفيّْ حنين" هذا المثل الشهير هو الأكثر مطابقة لحال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد زيارته المُخيّبة لآماله إلى الاتحاد الأوروبي.
زيارة "نتنياهو" إلى الاتحاد الأوروبي، ولقاؤه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، كان يأمل منها إحداث شرخ في الموقف الأوروبي تجاه إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
إلا أنَّ القرار الأمريكي وحّد الأوروبيين حول الملف الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى؛ حيث استبق الأوروبيون زيارة نتنياهو بسلسلة مواقف رافضة بشدة لقرار الرئيس الأمريكي، الذي دعمه وتغنى به نتنياهو.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، الأسبوع الماضي: إن نتنياهو "دعا نفسه" إلى هذا الاجتماع من خلال مطالبة وزراء الخارجية الأوروبيين، الذين التقاهم على مدى عام مضى لترتيب الاجتماع.
الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، فديريكا موجريني، أغضبت الكيان الصهيوني، ورئيس وزرائه؛ عندما أكَّدت أن "موقف الاتحاد الأوروبي يبقى كما هو. آمال الطرفين يجب أن تتحقق، كما أنه يجب إيجاد حل من خلال المفاوضات لوضع القدس كعاصمة مستقبلية للدولتين".
وعلى المستوى الأوروبي؛ تقود فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والسويد المعارضة الشديدة لقرار ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني.
وقالت الدول الخمس، الجمعة الماضي، بعد يومين من إعلان ترامب، في بيان مشترك: "نحن لا نتفق مع قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والبدء في إجراءات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس".
المحلل الإسرائيلي في صحيفة "جيروزاليم بوست" هيرب كونان، وصف نتنياهو بـ"الذي يدافع عن نفسه في عرين الأسد، فهو إما مقتولا وإما مقتولا".
وكانت فرنسا دعت نهاية عام 2016 إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، يؤدي إلى مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية بمراقبة دولية ضمن سقف زمني محدد، ولكن هذه المبادرة خفتت بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
ويسود الاعتقاد بأن أوروبا تسعى إلى لعب دور أكبر في عملية السلام بعد أن قرر الفلسطينيون أن الولايات المتحدة الأميركية لم تعد مؤهلةً لرعاية عملية السلام.
وفي هذا الصدد، رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن اجتماع نتنياهو مع وزراء الخارجية الأوروبيين كان "متوترًا للغاية"، والعلاقات الإسرائيلية-الأوروبية عادة ما شابها التوتر بسبب استمرار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ويقترب الاتحاد الأوروبي في مواقفه من الموقف الفلسطيني، فهو يدعو إلى دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل على حدود 1967، وأن تكون القدس عاصمة مشتركة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
ويدعو الاتحاد الأوروبي علنًا إلى وقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ويعتبرها مدمرة لعملية السلام.



