الحق في الدواء: "الصحة" تعلم بأزمة البنسلين قبل حدوثها بـ5 أشهر
كتب - محمود جودة
أكد المركز المصري للحق في الدواء اليوم، أن الدولة لم تكد تنتهي من نضال مؤسستها وأجهزتها لتحقيق سيادة مبدأ الحق في الصحة كأحد أهم ملفات العدالة الاجتماعية التي نادت بها الثورات في يناير ويونيو بتطبيق قانون التأمين الصحي الاجتماعي، إلا أن مافيا الأدوية تحاول الانقضاض على مقدراته بأي ثمن على طريقة الأرباح قبل الأرواح، ساعدها رؤية ضبابية من وزارة الصحة التي أصبحت وزارة للأزمات للمواطن المصري.
وقال: أزمات واحتكارات الأدوية في مصر، تواصلت وتعاظم دورها آخر سنتين وازدهرت الأسواق السوداء مما جعل هيئة الرقابة الإدارية تفاجئ هذه الشبكات العنكبوتية بضربات متتالية، بدأت بمهاجمة مخزن ضخم بشرق القاهرة مطلع الصيف الماضي، تم تخزين حق للجلطات وأدوية الأورام والأنسولين لبيعها في الأسواق السوداء وهو ما تكرر في مخزن في الجيزة وتكرر في مخزن ضخم في مول كبير في أكتوبر،
عصابات الأدوية في مصر لا تتوقف أبدا عن مص دماء المرضى وجعلهم فريسة لأهدافها، وأمس استدل الستار عن أضخم محاولة لمص دماء الأطفال المستخدمين للبنسلين فقد ضربت هيئة الرقابة الإدارية مجددا بإلقاء القبض على أحد أهم المشاركين في مهزلة أساءت إلى سمعة مصر، وتعريض صحة مواطنيها للخطر.
وكان د. مدحت شعراوي رئيس مجلس إدارة شركة أكديما انترناشيونال السابق وهي شركة مسؤولة عن تدبير الاحتياجات الضرورية من الخارج، ومملوكة لشركة أكديما الأم، قد استغل سلطاته في التنازل عن الصنف الحيوي لصالح شركة أخرى خاصة ملك زوجته وآخرين أقرباء لهم، وبعد خروجه من الشركة في شهر مايو الماضي، أبلغ الشركة الصينية المسؤولة عن توريد البنسلين إلى مصر، ألا تقوم بالعمل مع غيره تنفيذا لاتفاق بينهما ينص على دفع غرامات كبيرة في حال الإخلال بالعقد، ولكن بعد تأكد الرقابة الإدارية من وجود شبهات استغلال سلطة للاستيلاء على الحقوق المقررة للمرضى، تم القبض عليه قبل هروبه، واقتيد إلى مقر الهيئة، ومواجهته بجميع الأوراق، وإحالته لجهات التحقيق تنفيذا لأمر لنائب العام للمثول أمامه، وسيتم محاسبته، وعلي كل المتورطين تنفيذا لتعليمات الرئيس كما قال بيان الرقابة.
ويتساءل المركز المصري: هل لم تعرف وزارة الصحة والشركة القابضة أكديما والشركة القابضة للأدوية قطاع أعمال بهذه المخالفات منذ 5 شهور كاملة؟ حيث نشر المركز سابقا مستندات بالفساد الحاصل، ونشر مستند يثبت معرفة وزارة الصحة والقابضة للأدوية وأكديما بالأزمة التي سوف تحدث ولكن الوزارة لم تبال.
وقال أن البنسلين يتم استهلاك نحو ٨ ملايين عبوة منه سنويا، ويتم إنتاجها من خلال 7 شركات بينها 5 قطاع أعمال مثل شركة سيد والنيل والنصر بخلاف شركات المهن الطبية وأكتوبر فارما وأكديما انترناشيونال، والثلاثة تابعة لشركة أكديما القابضة أي أن المعلومة موجودة لدي المسؤولين ولم يتحرك أحد حتى حدثت الأزمة التي عرضت حياة الأطفال للخطر، بينما تكمن مسؤولية وزارة الصحة في منع الأزمة قبل حدوثها وليس بعد حدوثها.
وقال المركز: أن ملف الدواء يدار بشكل كارثي من وزارة الصحة ويجب أن يناقش قانون هيئة الدواء العليا، الذي سيمنع جرائم أخرى، ترتكب وسينظم حال أسواق الدواء في مصر ولكن أصحاب المصالح الضيقة ومافيا الدواء، يقفون عائقا ضد خروج القانون الذي مع قانون التأمين الصحي سينهي مشاكل الدواء للأبد.



