الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

شبكة الإخوان في بلاد المغرب العربي

شبكة الإخوان في بلاد
شبكة الإخوان في بلاد المغرب العربي
كتب - مصطفى سيف

لجماعة "الإخوان" الإرهابية تمثيل كبير في بلاد المغرب العربي؛ ليبيا، الجزائر، موريتانيا، تونس، والمغرب.

تأثير الجماعة الإرهابية في هذه البلاد بدأ يخفت تدريجيًّا بعد عامين من ثورات "الربيع العربي".

مؤتمر حلاوة روح

حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" الإخواني الموريتاني كان قد دعا لمؤتمر يعد فرصة لجماعات إخوانية مشرقية ومغربية للالتقاء في ضوء صعوبة الاجتماع في المشرق العربي، ومحاولة لتفادي مواجهة السعودية التي نجحت في تضييق الخناق عليها وبناء جبهة واسعة لمحاصرة أنشطتها وتمركزها.

من بين القيادات الإخوانية التي تأكد حضورها المؤتمر، رئيس الحكومة المغربية السابق، عبد الإله بن كيران، ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أسامة حمدان، ونائب رئيس حركة النهضة في تونس عبد الفتاح مورو، وحمد صوان من ليبيا، والأمين العام لاتحاد علماء إفريقيا الشيخ سعيد سيلا، بالإضافة إلى قيادات إخوانية من الجزائر والكويت ومالي والسنغال.

مراقبون يرون اللقاءات، التي تتم على هامش مؤتمر الحزب الموريتاني، تركز على اتخاذ توصيات تسعي للتهدئة وتجنب الصدام مع المحيط الإقليمي والدولي، خاصة مع السعودية ذات النفوذ القوي عربيا.

طرابلس

بعد ثورة 17 فبراير؛ لم يعد للإخوان أي تمثيل في السلطة؛ إلا تنظيم "فجر ليبيا" المُسلّح الذي يرى البعض ارتباطًا بينه وبين فرع الإخوان في ليبيا.

وفي 25 أغسطس أدان مجلس النواب الليبي في بيان له أعمال الحرب والإرهاب التي تشنها الجماعات المهاجمة لمدينة طرابلس والمحاربة في مدينة بنغازي، مؤكدًا على أنه يسعى بكل ما في وسعه من جهد وإمكانات لإنهاء هذه الحرب بأسرع وقت ممكن. كما أعلن المجلس كلًا من جماعة فجر ليبيا وجماعة أنصار الشريعة أعلنهما (جماعات إرهابية خارجة عن القانون ومحاربة لشرعية الدولة).

تونس

العلاقات الفكرية بين حركة النهضة التونسية والجماعة الأم في مصر؛ ظهرت جلية في حضور راشد الغنوشي زعيم الحركة، لعدد من المؤتمرات التي نظمت لها الجماعة بعد عزلهم من السلطة في مصر.

ومع تأسيس التنظيم العالمي للإخوان المسلمين رسميًا سنة 1982 على يد المرشد الخامس للجماعة مصطفي مشهور، انخرطت حركة الاتجاه الإسلامي "الاسم القديم لحركة النهضة" عضوًا ناشطًا في التنظيم يمثلها راشد الغنوشي.

الجزائر

تنظيم الإخوان كجماعة في الجزائر؛ والأذرع المنبثقة عنه؛ فتبرز حركة "حمس" (حركة مجتمع السلم) وثاني أكبر القوى الإسلامية في الجزائر، التي نشأت كحزب عام ١٩٩١م.

الحركة الأخرى؛ هي حركة الدعوة والتغيير، وتمتد عبر مختلف ولايات الجزائر، ولها مجلس شورى وهيئات تتكفل بالملفات الكبرى للدعوة والتربية وقضايا الأمة.

وفي الانتخابات المحلية الجزائرية الأخيرة في نهاية شهر نوفمبر الماضي؛ تلقَّت الأحزاب الإسلامية جميعها ضربة قاصمة؛ حيث لم تحصل سوى على نحو 60 بلدية من بين 1541 بلدية مكونة للجزائر، وبهذه النتائج أصبح الإسلاميون أقلية في المؤسسات المنبثقة عن الاستحقاق الانتخابي المحلي.

الرباط

حملت الأيام الماضية تغييرات جديدة داخل المملكة المغربية بسقوط عبد الإله بن كيران في انتخابات رئاسة الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الذي يعتبر أحد أفرع التنظيم الدولي للإخوان، واختيار الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الحالي أمينًا عامًا للحزب.

ويعتبر البعض من المراقبين للحالة المغربية؛ أن اختيار "العثماني" محاولة للإبعاد عما تعانيه "الإرهابية" على المستويين العالمي والإقليمي، وحفاظًا على تمثليها الحالي في المؤسسات الحكومية والسياسية داخل المملكة.

نواكشوط

على الرغم من البدء المبكر لجماعة الإخوان في مصر؛ إلا أنَّها في موريتانيا تأخرت كثيرًا فلم يتم تأسيس الحركة إلا في منتصف السبعينيات من القرن العشرين؛ فنشأة الجماعة في موريتانيا تعتبر حديثة العهد.

وبعد البدء بتأسيس الجماعة سعت لشرعنة وجودها السياسي من خلال التحرر من صندوق الجمعيات الدعوية والخيرية إلى طلب تأسيس حزب سياسي.

محاولتان قوبلتا بالرفض، الأولى لحزب تحت مسمى حزب الأمة في 1991، والثانية حزب الملتقى الديمقراطي الإسلامي في 2004.

لكن تأثرًا بحالة الانفتاح على التيار الإسلامي في أكثر من دولة عربية تم تأسيس أول حزب سياسي إسلامي في موريتانيا وهو حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" في 2007.

في 2014 حظرت وزارة الداخلية الموريتانية جمعية المستقبل، إحدى أكبر الجمعيات الدينية في موريتانيا، وهي جمعية "المستقبل للدعوة والتربية والثقافة"، التي يرأسها الشيخ محمد الحسن ولد الددو الزعيم الروحي لإخوان موريتانيا.

شروط الخليج

ويقول صلاح الدين حسن، المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، إن الإخوان في المغرب تحديدًا استطاعوا التطوير من أفكارهم بحيث إنّهم لا يقتربون من الإخوان في مصر.

وأشار في تصريحات خاصة إلى أنَّهم كوّنوا علاقات جيدة مع ملك المغرب، وليس لديهم أي مشكلة من بقائه في السلطة.

وعن محاولات الإخوان في بلاد المغرب العربي التهدئة مع دول الخليج ومحاولة تخفيف الخناق عليهم فقد أكَّد أن هذا الاتجاه ليس في بلاد المغرب فقط، وإنّما هو تجاه لغالبية الإخوان في العالم العربي، خاصة المشتبكة منها مع السلطة.

وأشار إلى أنّه الإخوان يحاولون فك الضغوط الممارسة عليهم خليجيًّا، من خلال التحدث إلى حزب الإصلاح اليمني الذي يمتلك رصيد علاقات جيد مع السعودية.

وبخصوص التهدئة والتخفيف من الضغط عليهم؛ فقد أشار إلى أنَّ الخليج من الممكن يتقبّل ذلك ولكن بشروط، مثل إعلان انسلاخهم الكامل من الحركة الأم، ومنّع تسرُّب الإرهابيين، مثلما حدث بين مصر وحركة حماس.

تم نسخ الرابط