في اليوم العالمي للغة العربية.. إطلاق مشروع للخط العربي في اليونسكو بـ20 لغة عالمية
كتب - خالد بيومي
انتظرت هيئة الأمم المتحدة حتى 18 ديسمبر من العام 1972 قبل اعتماد العربية كلغة رسمية في مختلف مؤسسات المنظمة، ومن هنا جاء إقرار هذا التاريخ كيوم عالمي يحتفي بلغة الضاد. ويتحدث بها نصف مليار مسلم.
وتتوقع الإحصاءات نفسها أن يتحدث بها لغة أولى عام 2050م نحو 647 مليون نسمة، أي ما يمثل نحو 6.94% من سكان العالم، المتوقع أن يصل عددهم في ذلك التاريخ إلى 9.3 مليار نسمة، أما عدد من سيتكلمون بها كلغة ثانية فيعتمد على جهود أهلها في نشرها.
وحسب المعطيات فإن اللغة العربية هي اللغة الرابعة بعد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، من حيث ترتيب اللغات في الكرة الأرضية، ومن أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يعزز وجودها أنها لغة القرآن الكريم والدين الإسلامي المقدسة، ولا تتم الصلاة وعبادات أخرى في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها، ولغة شعائرية رئيسة لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب قرونًا طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون.
كما أنها من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية، فعلى سبيل المثال: يحوي معجم لسان العرب لابن منظور من القرن الثالث عشر أكثر من 80 ألف مادة، أما في اللغة الإنجليزية فإن قاموس صموئيل جونسون (وهو من أوائل من وضع قاموسًا إنجليزيًّا) من القرن الثامن عشر فيحتوي على 42 ألف كلمة.
وتحتوي على 28 حرفًا مكتوبًا، ويرى بعض اللغويين أنه يجب إضافة حرف الهمزة إلى حروف العربية، ليصبح عدد الحروف 29 حرفًا، تكتب العربية من اليمين إلى اليسار مثلها مثل اللغتين الفارسية والعبرية، على عكس كثير من اللغات العالمية، ومن أعلى الصفحة إلى أسفلها.
.jpg)
وليس جديدًا التذكير بأنها تتعرض منذ عقود إلى جهود تشويه منهجية ومنتظمة، لا تتصل بواقع استخدامها أو قيمتها الثقافية، بل تنطلق من إدانتها مسبقًا وطبقًا لمفاهيم مضللة من نوع «الإرهاب الإسلامي»، أو أخرى أشد تضليلًا تختلق الربط الخبيث بين العربية والنصّ الجهادي المتطرف، أو تنسب إلى الفصحى صفات تقديس ليست في اللغة ولا يقرها أبناء العربية أنفسهم. وتلك جهود لا ينخرط فيها خصوم العرب والعربية فحسب، بل تعمد إلى استغلالها أنظمة الاستبداد والفساد أيضا، من خلال تجهيل المواطن وإفقاره لغويًا، أو دفعه إلى اعتناق مفاهيم التضليل ذاتها من باب استثارة رد الفعل وإذكاء الغلوّ والتطرف.
وفي اليوم العالمي للعربية قررت اليونسكو إطلاق برنامج لتعليم الخط العربي بـ20 لغة عالمية وقدمت المشروع الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة منها الإنجليزية والفرنسية والروسية والصينية والإسبانية، واليابانية والإندونيسية والتركية.
وقد علقت الخارجية الفرنسية على تخليد اليوم العالمي للغة العربية مشيدة بها وبمكانتها ودورها في إثراء اللغات الأخرى.
وقالت الخارجية الفرنسية عبر صفحتها الرسمية في تويتر "هل تعلمون أن أكثر من 500 كلمة فرنسية تستمد جذورها من اللغة العربية؟"



