السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

اليوم الذكرى السابعة بعد المائة على رحيل الكاتب الروسي" تولستوي" صاحب " الحرب والسلام "

اليوم الذكرى السابعة
اليوم الذكرى السابعة بعد المائة على رحيل الكاتب الروسي" تولس
كتب - خالد بيومي

تمر اليوم الذكرى 107 على رحيل الكاتب الروسي العظيم نيكولايفيتش تولستوي" 1828 – 1910 " صاحب الرواية الشهيرة " الحرب والسلام " بالإضافة إلى " آنا كارنينا" ، و" موت إيفان إيليتش". وقد  ولد في مدينة تولا جنوب موسكو ، استقر في الشيشان منذ سن الثالثة والعشرين فكتب أول كتاب له عام 1851م وتناول ذكريات طفولته تحت عنوان «الطفولة» في روايتيه «الحاج مراد» و«القازاق»، انغمس على الفور في صميم حياة الشيشانيين واتخذ أصدقاء منهم. لقد كتب تولستوي في دفتر مذكراته بعد أسبوعين من وصوله إلى الشيشان هذه العبارات «لقد رعتني يد الله عز و جل، وأنا أشكره جدا على ذلك. إنني على يقين جدا، بأنه لن يحدث لي هنا مكروه، وكل شيء لي سيكون بخير، لأن ذلك هو نصيبي وتلك هي إرادة الله».

ويُعد كتاب "الحرب والسلام War and Peace" عام 1869 من أشهر أعمال تولستوي، ويتناول هذا الكتاب مراحل الحياة المختلفة، كما يصف الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت في أوروبا في الفترة ما بين 1805 و1820م. وتناول فيها غزو نابليون لروسيا عام 1812م. ومن أشهر كتبه أيضًا "أنَّا كارنينا Anna Karenina" عام 1877 الذي عالج فيه قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية في شكل مأساة غرامية كانت بطلتها هي أنَّا كارنينا. وفي أواخر حياته عاد تولستوي لكتابة القصص الخيالية فكتب "موت إيفان إيليتش The Death of Ivan Ilyich" عام 1886، كما كتب بعض الأعمال المسرحية مثل "قوة الظلام" عام 1888. وأشهر أعماله التي كتبها في أواخر حياته كانت "البعث" وهي قصة كتبها في عام 1899 وتليها في الشهرة قصة "كريوتزسوناتا The Kreutzer Sonata" عام 1889؛ و" الحاج مراد Hadji Murad" التي نُشرت بعد وفاته والتي توضح عمق معرفته بعلم النفس، ومهارته في الكتابة الأدبية. وقد اتصفت كل أعماله بالجدية والعمق وبالطرافة والجمال. وأشهر أعماله التي كتبها في أواخر حياته كانت "البعث" وهي قصة كتبها وتليها في الشهرة قصة "الشيطان"ورواية " الميت الحي" ومسرحية " سلطان الظلام" وروايات "كريتسيروفا سوناتا"، و"الحاج مراد" و" وفاة إيفان إيليتش" وقصة " الأب سيرغي" والتي توضح عمق معرفته بعلم النفس، ومهارته في الكتابة الأدبية. وقد تميزت كل أعماله بالجدية والعمق والطرافة والجمال.

إن أبرز قضية في إنتاج تولستوي الإبداعي هي مغزى الحياة، ورسالة الإنسان ودور المعايير الخلقية في نشاطه، حيث كانت له مراسلات مع عدد من الشخصيات العربية، مثل الشيخ محمد عبده، كما كانت له مراسلات حميمة بصفة خاصة مع بسطاء الناس من العالم العربي. كان تولستوي يكنُ أعمق مشاعر الاحترام للإسلام ولمفكري المسلمين في عصره.

الإسلام تبوأ مكانة مرموقة بين العقائد التي أقبل تولستوي على دراستها، وقد أشار بنفسه إلى ذلك: «كنت أدرس البوذية، ورسالة محمد من خلال الكتب، أما المسيحية فمن خلال الكتب والناس الأحياء المحيطين بي». وقد احتوت مكتبته الشخصية على العديد من المراجع التي تتناول الإسلام بالشرح والتفسير. واستحوذت معاني القرآن الكريم على اهتمامه، كما استأثرت أحاديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» بحبه وعنايته، لأنه وجد فيها الكثير من أفكاره التي كان يؤمن بها ويدعو إليها، ومن ثمّ وجد لزاماً عليه التعريف بالإسلام.

ويتصدر كتاباته في هذا المجال كتيب بعنوان «حكم النبي محمد» «صلى الله عليه وسلم» وهو كتاب جمع فيه أحاديث للرسول انتقاها بنفسه وأشرف على ترجمتها إلى الروسية، ومراجعتها والتقديم لها. ويشير في مقدمة الكتاب إلى عقيدة التوحيد في الإسلام وإلى الثواب والعقاب والدعوة إلى صلة الرحم فيقول: «وجوهر هذه الديانة يتلخص في أن لا إله إلا الله وهو واحد أحد، ولا يجوز عبادة أرباب كثيرة، وأن الله رحيم عادل، ومصير الإنسان النهائي يتوقف على الإنسان وحده، فإذا سار على تعاليم الله فسيحصل على الجزاء، أما إذا خالف شريعة الله فسينال العقاب». وقد بلغ إعجابه بخاتم النبيين وبسيرته، ما جعله يفكر في إعداد طبعات شعبية لكتاب يتناول حياة الرسول، كذلك فكر في إعداد كتيب مختصر عن سيرة الرسول الكريم وأعماله للأطفال الروس.

ولقد كان تولستوي مولعاً بالأدب العربي، والثقافة العربية، والأدب الشعبي العربي. فعرف الحكايات العربية منذ طفولته.

عرف حكاية "علاء الدين والمصباح السحري". وقرأ "ألف ليلة وليلة"، وعرف حكاية "علي بابا والأربعون حرامي"، وحكاية "قمر الزمان بين الملك شهرمان"، ولقد ذكر هاتين الحكايات ضمن قائمة الحكايات، التي تركت في نفسه أثراً كبيراً، قبل أن يصبح عمره أربعة عشرعاماً. وكفيلسوف أخلاقي اعتنق تولستوي أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك في كتاب "مملكة الرب بداخلك" وهو العمل الذي أثر على مشاهير القرن العشرين مثل المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينج في جهادهما الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف.

في العشرين من نوفمبر عام 1910، توفي ليو تولستوي حين غادر  منزله وحياة الترف، حيث أصيب بالالتهاب الرئوي في الطريق، وكان قد بلغ من العمر 82 عاماً ودفن في حديقة ضيعة ياسنايا باليانا بعد أن رفض الكهنة دفنه وفق الطقوس الأرثوذكسية الدينية، وبعض الباحثين الروس يقولون إن هناك احتمالاً قوياً بأنه اعتنق الإسلام، وذلك حسب رأي مترجمة القرآن إلى الروسية الأديبة الروسية "فاليريا بروخافا"، حيث تقول بروخافا إن تولستوي قد اعتنق الإسلام في أواخر حياته بعد قيامه بدراسة الإسلام، وأوصى أن يدفن كمسلم، وتستدل على ذلك بعدم وجود إشارة الصليب على شاهد قبره. بل تردد بعض الأوساط الأدبية أنه أسلم فعلا، وهذه الحقيقة غير معروفة في العالم العربي والإسلامي، حيث إنه في السنوات الأخيرة من حياته كان دائم التفكير والتأمل في معنى الحياة، يبحث عن الطرق المؤدية إلى الله.

تم نسخ الرابط