الثلاثاء.. حفل توقيع "القدس.. المدينة والتهويد" بالفنون الجميلة بالإسكندرية
الاسكندرية أسامة مرسى
يقيم الدكتور خالد عزب، مدير قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، حفل توقيع لكتابه الأخير "القدس.. المدينة والتهويد" بمسرح مجمع متحف الفنون الجميلة بمحرم بك برئاسة الدكتور علي سعيد مدير المتحف وذلك يوم الثلاثاء 26 ديسمبر الجاري.
يتضمن الكتاب أسئلة منها: لماذا تصر إسرائيل على جعل كل تلال مدينة القدس مستوطنات؟ وهو سؤال يجيب عنه الدكتور خالد عزب في كتابه الصادر حديثا تحت عنوان «القدس.. المدينة والتهويد»، احتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية العام 2009.
ويستهل الدكتور خالد عزب الكتاب بمقدمة يعرض فيها لبرامج التوطين الإسرائيلية، مع إشارة إلى تعداد اليهود مقابل السكان العرب الذي أصبحت الآن 230 ألف يهودي يسكنون القدس الغربية مقابل 190 ألفا يسكنون القدس الشرقية، مشيرا إلى أن المعادلة مرشحة للانقلاب في الأعوام القليلة المقبلة، فابتداء من العام 2003 صار تعداد السكان اليهود في القدس الشرقية أعلى منه في القدس الغربية وأغلب هؤلاء في القدس من اليهود الأرثوذكس.
يقدم المؤلف مدخلا إلى تهويد القدس يسرد فيه تاريخ عملية التهويد في فلسطين منذ العام 1948، التي زادت حدتها واتسع نطاقها منذ يونيو 1967. مشيرا إلى أن السياسة الإسرائيلية ارتكزت على محاولة تغيير طابع المدينة السكاني والمعماري بشكل بنيوي، فاستولت السلطات الإسرائيلية على معظم الأبنية الكبيرة في المدينة واتبعت أسلوب نسف المنشآت وإزالتها لتحل محلها أخرى يهودية، كما قامت بالاستيلاء على الأراضي التي يمتلكها عرب وطردهم وتوطين صهاينة بدلا منهم.
وألمح المؤلف إلى أن التهويد الثقافي والإعلامي أحد المحاور المهمة في مخططات تهويد القدس، ويمس هذا التهويد تراث المدينة بدرجة كبيرة، ذلك لأنه التعبير الحي عن هويتها، لذا بات التراث هاجسا يمس بصورة يومية المقولات اليهودية الدارجة حول المدينة، بل تحول مؤخرا إلى قلق دائم لدى اليهود. وهم يحاولون من آن لآخر الإجابة عن التساؤلات المطروحة أمامهم حول تاريخ القدس وتراثها ومدى يهوديتها.
ويقدم بعض صور التهويد الثقافي والإعلامي، منها التربوي، ومنها ما يمس مفاهيم ماهية القدس وحدودها، ومنها ما يتعلق بتزييف الحقائق التاريخية حول مدى قدسية القدس لدى اليهود، ومنها ما يمس حقيقة الهيكل وهل له مكان ثابت مقدس يجب أن يبنى فيه؟
ويشير إلى أن اليهود استعانوا بعلم الآثار كوسيلة لتدعيم تصوراتهم حول القدس، فاكتشاف الماضي يوفر عاملا حاسما في بناء الهوية السياسية أو تأكيد الحاضر، وهو ما يوفره علم الآثار لليهود، ولذا نراهم يحرصون على أن تكون جميع الرموز الوطنية الإسرائيلية مستمدة من عناصر ذات طبيعة تراثية، مثل شعار الدولة، والأوسمة والنياشين، وطوابع البريد والنقود.
وعلى الجانب الآخر، يؤكد المؤلف أن العرب لايزالون مغيبين في مجال الدراسات الأثرية التي تتعلق بفلسطين، خاصة في عصور ما قبل التاريخ التي يركز عليها اليهود حاليا لإثبات وجودهم في فلسطين بصفة عامة والقدس بصفة خاصة، بل ان التركيز على تراث المدينة الإسلامي لم يخرج عن الحرم القدسي، ولذا بات من الملح الاهتمام بهذا المجال كجزء من الخطاب السياسي الإسلامي والعربي الخاص بالقدس، فوضع خريطة طبوغرافية لتطور عمران القدس من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث أمر حيوي، خاصة اذا أردنا الحديث عن ملكيات الأوقاف الإسلامية في المدينة التي استولت عليها إسرائيل. ومع توافر الوقفيات الأيوبية والمملوكية والعثمانية التي توضح بالتفصيل الدقيق عمران المدينة في هذه العصور وملكيات الأراضي والمباني بها وبالمناطق المحيطة بها والتي أصبحت اليوم جزءا لا يتجزأ من المدينة.
كما يؤكد المؤلف أننا نستطيع من خلال وثائق القدس وآثارها المعمارية الإسلامية والمسيحية التي لاتزال باقية إلى اليوم رسم صورة متكاملة للقدس في العصور المختلفة، وتحديد ملكية أراضيها خاصة ما يقع في ملكية الأوقاف منها. وما يساعد على ذلك أن الوقفيات وسجلات محكمة القدس الشرعية تحدد حدود كل منشأة وأبعادها والطرق التي تقع عليها ومكوناتها والأراضي التي وقفت عليها ان كانت منشأة دينية أو خيرية أو منشأة اقتصادية تدر ريعا، وأن هذه الخريطة الطبوغرافية التاريخية ستساعد بلا أدنى شك في استرداد الأراضي التي استولت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي. سواء في القدس أو في باقي أراضي فلسطين المحتلة.



