الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أسيوط الأكثر فقرًا.. والأغلى مهرًا

أسيوط الأكثر فقرًا..
أسيوط الأكثر فقرًا.. والأغلى مهرًا
اسيوط- علي عبد الرحيم

تكاليف الزواج تصيب الشباب بالإحباط.. وعلماء الأزهر "مخالفة للشريعة"

 

تقع محافظة أسيوط شمال صعيد مصر، حيث تعاني من الفقر والبطالة منذ عقود والكثير من المشكلات التي يعاني منها باقي محافظات صعيد مصر، تم تصنيفها الأكثر فقرا طبقا لتقارير حكومية رسمية.

ورغم ذلك دخلت على المجتمع الأسيوطي مؤخرا الكثير من الظواهر السلبية، منها المغالاة في طلبات الزواج وارتفاع المهر وأسعار السكن، إضافة إلى ارتفاع أسعار الذهب التي أرهقت الشباب، وعدم قدرتهم على استيفاء جميع الشروط المطلوبة منهم لإتمام الزواج، جميعها أمور أدت إلى عزوف الكثير من الشباب عن الزواج‏، وأصبحت العزوبية ظاهرة طبيعية لما يعانيه الشباب من ظروف يصعُب معها بل يكاد يستحيل على الكثير منهم توفير مسكن مستقل بعد سنوات طويلة من العمل أو توفير تكاليف الزواج الباهظة. ‏

 

"السفر للخارج وتأثيره على المجتمع"

وتتلخص الأسباب الرئيسية في عزوف الشباب عن الزواج في غلاء المهور وأسعار المسكن وللتعصب والقبليات دور رئيسي، حيث يعتقد الكثير من العائلات بأن ابنتهم تقدر بقيمة المهر وتكاليف الزواج والسكن الراقي، فقد وصلت المهور إلى 300 جرام ذهب في مركز القوصية وأبنوب وديروط ومدينة أسيوط، ففي القوصية يغترب شبابها لدول الخليج بعد انتهاء مرحلة الدراسية مباشرة، وذلك أدى لثراء الكثير من القرى والبندر، وأصبح الزواج تحديا بين العائلات، وأبنوب حيث كان للهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا ورومانيا وفرنسا واليونان دور كبير في ضخ ملايين الجنيهات في بعض القرى، والتي صاحبها الإنفاق ببذخ في حفلات الزفاف.

 

"ارتفاع أسعار العقارات يصيب الشباب بالإحباط"

 أما عن أسعار السكن في مدينة أسيوط، فوصل سعر الشقة وسط مدينة إلى مليون جنيه فأكثر، وفى مركز القوصية وصل سعر متر الأرض 60 ألف جنيه، والشقة 600 ألف فأكثر، وفي مركز أبنوب وصل سعر المتر إلى ما يقارب 60 ألف جنيه لأمر الذي جعل من زواج البعض شيئا من المستحيل ويحتاج معجزة وأصابهم بإحباط فاق كل الحدود.

 

"العصبيات والقبلية وتأثيرها على الزواج"

قال محمد حسين، موظف، سبب عزوف الشباب عن الزواج وارتفاع العنوسة وكثرة المحرمات هي العصبية والقبلية وشروط العائلات، حيث يعتقدون أن ارتفاع تكلفة المهر والشبكة والزفاف والسكن كلما ارتفع زادت قيمة عروستهم، ولكن ذلك يؤدي لإحباط الشباب وعزوفهم عن الزواج، ففي مركز القوصية وصلت الشبكة 250 ألف جنيه بمعدل 360 جراما، والشقة لنصف مليون، وفرش الشقة والعفش لأكثر من 200 ألف، والزفاف بقاعة شهيرة بأسيوط لتصل 100 ألف، بمعدل مليون ونصف المليون تكاليف الزواج بالقوصية، ناهيك عن ملابس العروس والقايمة والتكليف الأخرى التي يشترطها أهل العروس وهدايا الخطبة والشبكة، وهدايا المواسم والمناسبات والأعياد وهدايا الصباحية، ونفقات الحفلات والمهنئين والإسراف في شراء الأقمشة، لذلك يلجأ الكثر للزواج من القرى والمحافظات الأخرى والابتعاد عن العائلات الكبيرة، وأكد محمد أن ما ذكره حدث معه عندما تزوج من إحدى العائلات الكبيرة بالقوصية.

 

وقال محمود علي، شاب، في الوقت الذي يطالب فيه المجتمع إلى التخفيف من أعباء الزواج على الشباب ظهرت هذه المغالاة لتثقل كاهل الخاطب، مما قد يؤدي إلى تأخير موعد الزفاف لسنوات طويلة وهذا ما يزيد عزوف الشباب عن الزواج لاسيما أصحاب الدخل المحدود، وهذا ما يدفعنا للتساؤل لماذا هذه المظاهر الكذابة طالما أن الشاب غير مقتدر ماديا؟ خاصة أنهم يعملون في دولة تعاني ظروفا اقتصادية صارخة.

 

وقالت بثينة طالبة جامعية: من حق أي فتاة أن تفرح بليلة زواجها فلبس الفستان الأبيض هذا حلم أي فتاة، فأنا عن نفسي لا أتنازل عن حقوقي في الزواج، فقيمة البنت في تقديرها لزوجها من البداية. لن أقدم أي تنازل لا عن مهر ولا شبكة ولا قايمة ومؤخر، ولا حفلة زواج فجميعها حق من أبسط حقوقي‏.

 

فيما ترى سناء، محامية: أن تقديم التنازلات يبدأ عندما تصل الفتاة إلى مرحلة العنوسة، وقالت: "عندما تصل البنت لعمر 30 سنة، وهي بدون زواج هنا أظنها سوف تضطر إلى التنازل عن المهر والشبكة، وحتى حفلة الزواج في سبيل الحصول على زوج.

 

وقال أحمد معتمد، يعمل بدول بالخليج، بعد حصولي على كلية الحقوق وأداء خدمتي العسكرية سافرت لدولة الكويت مثل الكثير من أبناء القوصية، وعملت 5 سنوات متواصلة للاستعداد للزواج، وتقدمت لفتاة من القوصية من عائلة مرموقة، صُدمت من شروطهم حيث طلبوا ربع كيلو ذهب (250 جراما) وقايمة بـ200 ألف ومؤخر بـ100 ألف وزفاف بقاعة شهيرة بمدينة أسيوط وشقة مستقلة بعيد عن أسرته وفرش وعفشة بمواصفات معينة و30 ألفا للعروس ملابس، شروط تتخطى المليون جنيه اضطررت للاستجابة للكثير من شروطهم وأجلت الزواج سنتين وسافرت لعملي بالخليج ليوفر ميزانية إتمام الزفاف.

 

"رد الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء"

وقال أحمد عمر، مدير إدارة الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بأسيوط، يبلغ عدد سكان محافظة أسيوط 4383269، يمثل الذكور عدد 2266688 والإناث عدد 2116601 بإجمالي عدد 4383269 المتزوجون منقسمون إلى متزوجين فعليا وعددهم 1697798 وعاقدو قران وعددهم8719، أما غير المتزوجين فهم منقسمون إلى من هم بالغو سن الزواج وغير متزوجين وعددهم 637381، والمطلقون وعددهم 16656 والأرامل وعددهم 135064 ومن هم أقل من السن "أقل من 18 سنة"، وعددهم 1888571.

 

"رد الأوقاف بالدليل الشرعي"

وقال الشيخ عبدالرؤوف المغربي، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق بأسيوط، وأمين لجنة الخطاب الديني ببيت العائلة، إن الإسلام لم يشرع في نفقات العقد والزفاف، سوى المهر للمرأة، أما ما عداها من الهدايا والنفقات فهي ليست فرضًا واجبًا وليست من شروط العقد والنكاح في شيء أبدًا، فالله يكره هذا الإسراف وهذا البذخ، لأنه يقول: "وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ ويقول: وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوانَ ٱلشَّيَاطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِرَبّهِ كَفُورًا".

 لهذا نقول اتقوا الله أيها الناس. ولم هذا كله؟ وماذا يفعل الشاب المسكين صاحب الدخل المحدود؟ والراتب المقطوع؟ ماذا يفعل؟ إذا لم نسهل له الحلال فماذا سيفعل؟ هل يتجه إلى الحرام؟ فنكون قد ساهمنا في إفساده وإفساد بنات المسلمين.‏

وقال رؤوف إن المغالاة في الزواج في أسيوط تحدث من باب الافتخار والتباهي والبزخ، ويعد يعد حرام شرعًا، فحث الدين الإسلامي على الحرص وعفة الشباب والفتيات بالزواج اليسر، والذي يحفظهم من الفتن والوقوع في الخطيئة، مؤكدا أن المغالاة تسببت في كثرة الفتن ونشر الفاحشة.

وأكد أن المغالاة في الزواج عادة سيئة، حيث يعتقد أن ارتفاع تكاليف المهر ونفقة الزواج يحفظ حق الفتاة ويمنع الزوج من التلاعب بها أو الطلاق أو الزواج لمرة ثانية، وهذا حرام شرعا.

مطالبا بضرورة التيسير في الزواج والنفقات حتى يحمي المجتمع من الفتن والفساد والفواحش.

تم نسخ الرابط