صدق أو لا تصدق.. متحف طنطا "المنسي" ينتظر الافتتاح منذ 17 عامًا

كتب - عاطف دعبس

صدق أو لا تصدق، متحف طنطا الأثري مغلق منذ 17 عاما على ذمة الطلاء و"التبليط" ورغم انتهاء أعمال التطوير، إلا أن الافتتاح- بلّط- في الخط! ولم يفتتح المتحف على مدار هذه السنوات الطويلة وما زال مغلقا على ذمة الافتتاح، بدون إبداء أسباب منطقية.

أما عن الموظفين المربوطين عليه فهم في أماكنهم "عادي خالص"، يوقعون الحضور والانصراف وما بينهما يقضون وقتهم "شمس وهواء" بل ويطلبون الحوافز والمكافآت.

نعود للحديث عن متحف طنطا الأثري المغلق منذ 17عاما على ذمة الافتتاح، الذي تقرر غلقه لتطويره سنة 2000 وحكايته باختصار نقدمها لمن يهمه الأمر في وزارتي الثقافة والآثار فالمتحف مكون من 5 طوابق ومقام على مساحة 2000 متر على أرض حديقة الأندلس أو "المنتزه" بشارع البحر بطنطا وتم افتتاحه عام 1990 وبعدها بعشر سنوات تم غلقه بحجة تطويره باعتماد بلغ 9 ملايين جنيه ومنذ ذلك التاريخ وبعد انتهاء عملية التطوير والتحسين و"الذي منه" والمتحف الفخيم والعاملين فيه والذي يصل عددهم 100 أثري وإداري وحارس أمن و"عامل" واحد يتيم! ينتظرون على "أحر من الجمر" مسؤول غيور ومهتم يقوم بافتتاحه للجمهور والباحثين للاستفادة بما يحتويه من آثار يونانية ورومانية- وجميع العاملين فيه يجلسون كل يوم في الشمس والهوى ثم يوقعون في دفتر الانصراف على وعد باللقاء في اليوم الثاني للتوقيع في دفتر الحضور.

ويقول أهالي الغربية "دي لو كانت- عكا- كنا فتحناها من زمان".

وهكذا يردد كل من يعرف حكاية متحف طنطا المغلق على ما فيه من آثار في وجه الزوار والباحثين في التاريخ وطلاب الدراسات العليا.

وواقعة غلق المتحف تدخل في نطاق قضايا إهدار المال العام، الذي يعد ومضة ثقافية في سماء الدلتا.

الغريب أنه قبل عامين سعى اللواء محمد نعيم محافظ الغربية الأسبق إلى اقتحام هذا الملف وبحث أسباب غلقه لكن الوقت لم يسعفه، وعندما طرحنا المشكلة على اللواء حمد صقر محافظ الغربية الحالي لم يصدق رواية غلق المتحف وتعهد بأنه سيقوم بزيارته والنظر في أمره، وما زلنا ننتظر ما سيسفر عنه جهد المحافظ وإنا لمنتظرون، وعلى أحر من الجمر!

وبصراحة غلق المتحف بهذا الشكل المؤسف يعد مأساة حقيقية لا بد من محاسبة المسؤولين عنها؟!