مشروع بحثي حكومي لزراعة "المنجروف" لمكافحة التصحر وحماية شواطئ البحر الأحمر
كتب - ابراهيم رمضان
قال الدكتور سيد خليفة- نقيب الزراعيين والمشرف على مشروع إعادة التأهيل البيئي والاستزراع لأشجار "المنجروف" على ساحل البحر الأحمر، الذي تموله أكاديمية البحث العلمي وتنفذه وزارة الزراعة ممثلة في مركز بحوث الصحراء، بالتنسيق مع محافظة البحر الأحمر إن الهدف الرئيسي للمشروع هو حماية سواحل البحر الأحمر من التآكل ومنع ملوحة التربة وتنمية الإنتاج السمكي لبعض أنواع الأسماك كالجمبري وزيادة تكاثر الشعاب المرجانية الجاذبة للسياحة.
وأوضح "خليفة" خلال ورشة العمل الإعلامية لمناقشة تطورات المشروع، أمس الخميس، أن من بين أهداف المشروع إلقاء الضوء على الامكانيات الاقتصادية لأشجار "المنجروف" واستخدامات أجزائها المختلفة في صناعة الأدوية وصناعة الأعلاف، والسعى لإنشاء حزام غابات ساحلى كثيف لتحقيق الاستقرار على شواطئ البحر الأحمر والحد من تأثير العواصف عليها.
وأشار المشرف على المشروع إلى أن إجمالي المساحات المنزرعة بهذه الأشجار التي تروى بالمياه المالحة، حوالي 1115 فدانا لافتا إلى أن المشروع انتهي من توفير 14 ألف شتلة لزراعتها خلال العروة القادمة في شهر مارس المقبل.
وظائف وفوائد زراعة "المنجروف"
عدد الدكتور أحمد الخولي - أستاذ البيئة النباتية والمستشار الفني للمشروع - بأن زراعة هذه الأشجار يوفر حيزا حيويا لأكثر من 2000 نوع من الأسماك والنباتات الهوائية في مختلف أنحاء العالم، وتدعم مصايد الأسماك التجارية من خلال عملها كمناطق حضانة لصغار الأسماك وكمناطق تغذية للأسماك الكبيرة، كما أنها توفر المأوى والحضانة للجمبري، كما أنها تدعم إنتاجية الشعاب المرجانية والحشائش البحرية.
وأوضح "الخولي" أن غابات المنجروف من أكثر المناطق جذبا للسياحة والسياح، وعندما تزهر الأشجار فإن الرحيق يستخدم لإنتاج أفضل أنواع العسل والذي تحتل"كوبا" المركز الأول في إنتاجه، كما يستخلص مركبات تستخدم في صناعة الأدوية.
وعن إمكانية زراعته على شواطئ البحر المتوسط، قال "الخولي" إن البيئة الوحيدة المناسبة لزراعته هي البحر الأحمر نظرا لعدة عوامل منها ال"مد والجزر"، وظروف درجات الحرارة وعدم وجود أمواج كما في البحر المتوسط.
مبررات وأهداف مشروع تأهيل وزراعة "المنجروف"
من جانبه أوضح الدكتور عبدالله زغلول - وكيل مركز بحوث الصحراء وعضو الفريق البحثي بالمشروع - أن هناك عدة مبررات للمشروع على رأسها عمليات التعمير والمشروعات السياحية والمجتمعات العمرانية على سواحل البحر الأحمر وتواجد كميات كبيرة من القمامة ناتجة عن النشاطات البحرية بالإضافة لأنشطة استخراج البترول والغاز الطبيعي وحركة السفن والرعي الجائر حيث تأكل "الجمال" البادرات والبذور.
وأشار "زغلول" إلى أن الأهداف التنفيذية للمشروع تتمثل في استعادة النظم البيئية للمنجروف وإنشاء مواقع جديدة للمنجروف وإنشاء حزام غابات ساحلى كثيف لتحقيق الاستقرار على الشواطئ ومنع ملوحة التربة.
وكشف عضو الفريق البحثى للمشروع إلى أن أبرز مخرجات المشروع تتمثل في الحفاظ على التنوع البيولوجي في البيئات البحرية ومكافحة التصحر والحد من أخطار تغير المناخ وتعظيم عائدات السياحة الشاطئية وخاصة سياحة الغوص.



