خبراء يتوقعون تعافي "السياحة" مع عودة "الروس"
كتبت - هبة عوض
توقع عدد من خبراء السياحة تعافي القطاع تدريجيا، بداية من العام الجاري، بعد أن قررت روسيا عودة حركة الطيران إلي مصر.
مؤكدين أن مصر تمثل مقصدا سياحيا مهما للسائحين الروس، نظرا لقرب المسافة وانخفاض تكاليف الرحلات.
وبحسب تقديرات وزارة السياحة، فإن خسائر مصر جراء عزوف السياح الروس عن المجيء لمصر - في أعقاب حادث الطائرة الروسية - تقدر بقرابة 4 ملايين دولار يوميا، حيث تحتل روسيا المركز الأول في قائمة الدول المصدرة للسياحة لمصر، وبحسب إحصائيات الوزارة، قدر عدد السياح الروس الزائرين لمصر بالعام 2010، 2 مليون سائح، وتقلص هذا الرقم خلال 2011، إلى 1.45، وارتفع قليلا خلال 2012، ليحقق 1.6 مليون سائح، معاودا الارتفاع إلى 2.5، بالعام 2013، صاعدا إلى 3.1، في العام 2014، معاودا للهبوط وصولا إلى 2.3، خلال العام 2015، الذي شهد حادث سقوط الطائرة، وإصدار روسيا قرارا بوقف الطيران لمصر، مما تسبب فى خسائر فادحة لقطاع السياحة بمصر.
وعن توقعات القطاع، خلال العام 2018، قال هشام علي، رئيس جمعية مستثمري شرم الشيخ، إنه لا يتوقع عودة السياحة لمصر خلال هذا العام، قياسا على عدم توقف الطيران الإنجليزي بين لندن والقاهرة، والذي لم يكن ذا جدوى على حركة السياحة البريطانية بمصر، لا سيما مع ارتفاع تكلفة السفر، عبر الطيران المنتظم، وهو ما لا يشجع السائح الروسي، لدفع مبلغ يقترب من 30000 جنيه، للقدوم من المناطق المصرية كشرم الشيخ المقصد الرئيسي له، بينما يمكنه القدوم والإقامة الكاملة، لمدة شهر كامل بنفس هذا المبلغ.
وأضاف "علي" أن حجوزات الصيف لعام 2018، تخلو تماما من السياحة الروسية، ولا توجد أى بيانات للموسم الشتوى للقياس عليها إلا أنها حتى هذه اللحظة لم تسجل أى جديد.
من جانبه، قال علي عقدة، الخبير السياحي، إنه من المبكر بناء حالة تفاؤل، على عودة السياحة الروسية، لا سيما أن الطيران المنتظم لايمكن التعويل عليه، فى بناء استراتيجية لعودة الروس لمصر.
وتوقع "عقدة" أن تعود السياحة الروسية لمصر، أواخر العام الحالى، لاسيما واستشعاره بسبب قربه من السوق الروسى، لتعطش الروس للقدوم لمصر، كونها الأقرب بالمسافة، والجو المثالى لهم بالشتاء قائلا:"خلال أربع ساعات ونصف، يصل الروسي لمصر، فينتقل من درجة حرارة تحت الصفر، إلى جو مشمس ودافئ".
وأوضح "عقدة" أن هذه الميزات التنافسية، التى تتمتع بها مصر مناخيا، لا تتوافر إلا في تايلاند وهي دولة بعيدة جدا عن روسيا، أو دبي والتي ترتفع بها معدلات إنفاق السياح، ما يجعل مصر المقصد الأرخص والأكثر خدمة للسائح الروسى، متوقعا وصول معدلات السياحة الروسية، خلال الربع الأخير من العام، إلى قرابة 70%، من المعدلات المحققة قبل العام 2010.
وأعرب عمرو صدقي، عضو مجلس النواب، والخبير السياحي، عن تفاؤله بهذه التحركات الأخيرة فى ملف السياحة الروسية، لافتا إلى أن هذا التفاؤل لا بد وأن يكون حذّر، ومرتبط بالعودة الفعلية لحركة السياحة الروسية، ولو بنِسَب إبتدائية مبشرة، وتابع: "من الصعوبة بعد تلك الفترة من التوقف أن تعود الأمورعلى ما كانت عليه بين يوم وليلة"، وأكد أن عودة السياحة ستكون تدريجية، وهو ما اعتبره يَصْب فى صالح القطاع، لاسيما مع تردى أوضاع النقل والفنادق وكافة المنتجات السياحة.
ولفت صدقي إلى أن مشكلة السياحة تحل بعودة الطيران "الشارتر"، إلا أن هناك من السياح الروس من يهتم بالسياحة الثقافية، ذات الإنفاق المرتفع وهو ما يمكن العمل على جذبه فى الوقت الراهن، وعن أعداد السياح الروس المتوقع جلبهم لمصر خلال العام 2018، أكد عمرو صدقى، أنه ليس بالإمكان التوقع بهذه الأعداد حاليا، لا سيما مع غياب البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة السياحة، والتى يمكن الاعتماد عليها فى بناء التوقعات، كما أنه من المبكر التحدث عن الأرقام، كون الطيران المتفق على عودته، غير مرتبط بحركة السائحين.



