السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بالوقائع.. مخطط أمريكا لتقسيم المنطقة العربية

بالوقائع.. مخطط أمريكا
بالوقائع.. مخطط أمريكا لتقسيم المنطقة العربية
كتب - مصطفى سيف

شاعر المقاومة الفلسطيني، محمود درويش، قال في قصيدته "مديح الظل العالي": "أمريكا هي الطاعون، والطاعون أمريكا"، هكذا لخَّص الشاعر الفلسطيني مخططات التقسيم في منطقة الشرق الأوسط التي تنتهجها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وصعود نجم أمريكا كقوة كبرى في العالم وحتى الآن.

 

شرق الفرات والدولة المستقلة

بدأت تنتشر الأنباء عن أنَّ واشنطن تتجه في الفترة المقبلة نحو اعتراف "دبلوماسي" بمنطقة شرق الفرات التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية-العربية.

المنطقة تبلغ مساحتها نحو 28 ألف كيلو متر مربع، وبحسب مسؤول غربي في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية فإن "الإشارة الملموسة" الأولى للتوجهات الأمريكية الجديدة جاءت من وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس عندما قال إن واشنطن سترسل "دبلوماسيين" إلى مناطق "قوات سوريا الديمقراطية" للعمل إلى جانب العسكريين.

مايو الماضي شهد نقطة تحوُّل خاصة فيما يتعلق بمنطقة شرق الفرات؛ حيث اتفقت واشنطن وموسكو على اعتبار نهر الفرات خطًا فاصلًا بين مناطق شرق النهر وغربه.

شرق النهر تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية مكونها الرئيسي من جهة، ومناطق غرب الفرات تحت سيطرة قوات النظام السوري بحماية الجيش الروسي من جهة ثانية.

 

الكيفية

وبحسب المعلومات، التي قالها المسؤول الغربي، فإن تقديم الدعم العسكري لقوات سوريا الديمقراطية، مع تحويل دورها لجيش نظامي "يحافظ على الاستقرار"، وتوفير حماية جوية لهذه المناطق.

علاوة على بقاء القواعد العسكرية التي تضم خمس قواعد شرق نهر الفرات يعمل فيها نحو ألفي عسكري وخبير أمريكي، وأقاموا غرف عمليات مشتركة مع "قوات سوريا الديمقراطية".

ويضيف المسؤول: "ضغط واشنطن باتجاه مشاركة ممثلي "قوات سوريا الديمقراطية" والجسم السياسي في العملية السياسية في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة، ثم دعم العملية الانتخابية الجارية في مناطق فيدرالية الشمال، ثم توفير الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي لـ"إقليم شرق نهر الفرات" وتوفير حماية لإقليم عفرين ومنبج

 

العراق

جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي قالها صراحة في وقت سابق: "حان الوقت لتقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء الأكراد والشيعة والسنة".

فمنذ عام 2003 وخصوصًا بعد غزو العراق؛ وحلم التقسيم يراود أمريكا، وكان السبب "الكاذب" في الغزو هو "امتلاك العراق للأسلحة النووية" الأمر الذي ثبت عدم صحته فيما بعد.

في 2007 أقَّر مجلس الشيوخ الأمريكي خطة بايدن، لكن إدارة بوش لم تعيرها اهتمامًا كبيرًا؛ إلا أنَّه بعد مرور 10 أعوام على هذه الخطة فقد بات احتمال التقسيم أكثر احتمالًا وربما "تأكيدًا" من أي وقتٍ مضى.

خاصة بعد استفتاء كردستان الذي أُقيم في 25 سبتمبر 2017 وصوَّت الأكراد لصالح الانقسام وإقامة دولة مستقلة، الأمر الذي يؤكد بدء واشنطن في مرحلة تقسيم العراق.

وبعد استفتاء كردستان؛ بات الأكراد "الذين يُعّدون أقلية" في تركيا وإيران وسوريا على وشك الانفجار وتكرار سيناريو كردستان العراق.

وبعد غزو العراق؛ قال روبروت فيسك، إن تركيز الخطة الأمريكية سيعتمد في الأغلب على المناطق ذات الأغلبية الشيعية، وهو الوتر الذي تلعب عليه أمريكا.

ويقول دكتور طارق فهمي في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" إن الدول العربية تحتاج إلى الاتفاق على نهج جديد للتعامل مع الإدارة الأمريكية، على أساس سياسة جديدة يمكن أن تحاول التعامل مع إدارة ترامب.

وأضاف: يمكن أن تمارس إدارة ترامب ضغوطا خطيرة على الدول العربية للدفع من أجل تسوية غير عادلة، فيما يتعلق بقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والذي يقع تحت مخطط التقسيم".

وأشار إلى أنَّ الدول العربية يجب أن تتخذ موقفًا حازمًا، يختلف تمامًا عن السياسات العربية القديمة التي لم تعد مناسبة للعصر الحالي خاصة مع استمرار تغير المنطقة برمتها، وبدأت تظهر مظاهر هذا التغيير.

 

النفط والمصالح السياسية

ويقول موقع "إندكس هيرتدج" إن تضم منطقة الشرق الأوسط أكثر من نصف احتياطيات العالم من النفط وهي أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم؛ وباعتبارها أكبر مستهلك للنفط في العالم، فإن الولايات المتحدة لديها مصلحة خاصة في الحفاظ على التدفق الحر للنفط والغاز من المنطقة.

ونظرا لأن العديد من حلفاء الولايات المتحدة يعتمدون على النفط والغاز في الشرق الأوسط، هناك أيضا تأثير ثان على الولايات المتحدة إذا تم تقليل العرض من الشرق الأوسط أو تعرضه للخطر.

ويشير الموقع إلى أنَّ البيئة السياسية تؤثر تأثيرًا مباشرا على مدى سهولة عمل "الجيش الأمريكي" في المنطقة؛ خاصة وأنَّ في العديد من بلدان الشرق الأوسط، لا تزال الحالة السياسية محفوفة بعدم اليقين.

 

 

الدور الإيراني

ويؤكد الموقع على أنَّ إيران أدت إلى تفاقم التوترات الشيعية السنية لزيادة نفوذها على الأنظمة المحاصرة وتقويض الخصوم في الدول التي تقودها السنة، من خلال محاولاتها المتكررة لإدارة إمبراطورية غير تقليدية عبر ممارسة نفوذ كبير على كيانات مسلحة مثل حماس في فلسطين، وحزب الله في لبنان، وحركة المهدي في العراق؛ والمتمردين الحوثيين في اليمن.

وفي الوقت نفسه التي دعمت فيه أمريكا هذه الانتفاضات في العالم العربي، كانت طهران تواصل بناء ترسانتها النووية، وزادت الاستفزازات البحرية في الخليج الفارسي، وتدخلت لدعم نظام الأسد في سوريا، وعززت الميليشيات الشيعة في اليمن والبحرين.

وأضاف: "سعت طهران إلى دعم تطرف الجماعات الأقلية الشيعية العربية لتقويض الأنظمة العربية السنية في السعودية والكويت ولبنان وليبيا واليمن، كما سعت إلى تحريض ثورات الشيعة في العراق ضد نظام صدام حسين وفي البحرين ضد سلالة آل خليفة السنية".

 

تم نسخ الرابط