الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

القومي للترجمة يحتفل بمئوية ناصر

القومي للترجمة يحتفل
القومي للترجمة يحتفل بمئوية ناصر
كتبت - كاميليا عتريس

عن المركز القومي للترجمة برئاسة الأستاذ الدكتور أنور مغيث، وبمناسبة احتفال وزارة الثقافة بمئوية جمال عبد الناصر، صدرت حديثًا الطبعة العربية من كتاب "ناصر"، تأليف أناتولى أجاريشيف، ترجمة سامى عمارة تقديم هدى عبد الناصر.

الكتاب المترجم عن الروسية؛ يتناول حياة الزعيم جمال عبد الناصر، ويتعرض من خلال ذلك إلى وجهات نظر هامة،عن تحول مصر في عهده – وللمرة الأولى- إلى عنصر فاعل وإيجابي في السياسة الدولية؛ بعد أن كانت مجرد عنصر من عناصر السياسة العالمية، وكيف أصبحت الثورة المصرية بضربها المثل للشعوب المضطهدة بشأن قدرتها على التصدي بشكل فاعل لسيطرة الإمبريالية ؛علامة مهمة على طريق الصحوة الهائلة لحركة التحرر الوطني في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وفى العالم العربي على وجه الخصوص، حيث غدا الشعب المصري دافعا قويا لعملية التحرر الوطني في البلدان العربية، مثل حرب التحرر في الجزائر، وحصول تونس والمغرب واليمن الجنوبية والسودان على الاستقلال، والثورة في العراق وليبيا والتحولات التقدمية في سوريا، كما يسرد الكتاب كيف لعب ناصر دورا فذا في خلق واستقرار حركة عدم الانحياز، وفى تعبئة البلدان العربية للتصدي لسياسات إسرائيل التوسعية.


في مقدمة الكتاب، تقول د. هدى عبد الناصر: "هذا الكتاب بذل فيه أناتولى أجاريشيف مجهودا كبيرا في جمع المعلومات وتحليلها، ومحاولة الوصول إلى فلسفة كل مرحلة من حياة عبد الناصر في طفولته وشبابه، قبل الثورة، ثم بعد أن وصل إلى قمة السلطة.

لم يتوقف عند الأحداث، وإنما تعمق أكثر في الأسباب والدوافع، ثم النتائج بما تحويه من نجاح وإخفاق،،فلقد نجح أجاريشيف في فهم التاريخ المصري المعاصر والمجتمع الذي نشأ فيه عبد الناصر، بل وعقلية العرب في القرن العشرين، وعبر عن ذلك كله بأسلوب شيق يدفع القارئ إلى الاستزادة حتى آخر الكتاب، وتستطرد "أعرف أن هذا قد تطلب مجهودا كبيرا في القراءة والمقابلات، ومما يجعل موضوع الكتاب صعبا هو أن عبد الناصر ما زال موضع جدل دائر في مصر والعالم العربي حتى الآن، بل إن الهجوم عليه أصبح رمزًا لمعاداة مبادئه الأساسية في الاشتراكية والعدالة الاجتماعية والقضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم، وأيضا اهتم المؤلف بتجربة تطبيق الاشتراكية في مصر، والتي تختلف عن الماركسية، على الرغم من أن عبد الناصر قد قرأ مؤلفات ماركس ولينين -كما اهتم أجاريشيف بالماركسيين المصريين وأثرهم في برنامج ثورة 23 يوليو، ولكنه لم يتعرض للازمة التي حدثت ما بين عبد الناصر والشيوعين العرب عموما بعد الوحدة المصرية –السورية، واشتراط عبد الناصر إلغاء الأحزاب ومنها الحزب الشيوعي السوري.

المؤلف يتعرض للتغييرات التي حدثت بعد ثورة 23 يوليو، خاصة بعد تحديد الملكية الزراعية في 9 سبتمبر 1952، وتعميم مجانية التعليم، وبرامج التصنيع. وتأميم قناة السويس والعدوان البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصر في 1956 بشيء من التفصيل، كما أوضح المؤلف الوثائق المهمة التي تجلى الحقيقة أمام القارئ، ثم يسرد الزيارة الأولى لعبد الناصر إلى الاتحاد السوفيتي، وانطباعاته، وحرارة استقبال السوفييت له، وأيضا يوضح وقوف الاتحاد السوفيتي بجانب مصر بعد عدوان 1967، حيث ساندها طوال حرب الاستنزاف، حتى استطاع الجيش المصري عبور قناة السويس في سيناء السادس من أكتوبر 1973.

وتشهد الدكتورة هدى عبد الناصر، أن هذا الكتاب يضيف كثيرًا إلى عبد الناصر، خاصة من زاوية محايدة تستند باستمرار إلى الوثائق والمقابلات، ولا تنسى في الوقت نفسه النواحي الإنسانية.

المؤلف أناتولي أجاريشيف، صحفي سوفيتي شغل العديد من المناصب القيادية في صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" إحدى أكبر الصحف السوفيتية الواسعة الانتشار التي أوفدته لاحقا إلى القاهرة مراسلا لها في نهاية الستينيات من القرن الماضي، ارتبط بعلاقات واسعة مع مختلف رجالات السياسة والثقافة في مصر والعديد من البلدان العربية.

مترجم الكتاب، الدكتور سامى عمارة، خريج كلية الألسن، حاصل على دكتوراه في اللغة الروسية من كلية الآداب جامعة لينيجراد بالاتحاد السوفيتي، وهو أحد أفراد "كتيبة الألسن" من المترجمين العاملين مع الخبراء السوفيت في المشاريع المختلفة، عمل بالسفارة المصرية بموسكو، عمل ولا يزال بالصحافة اعتبارا من مطلع ثمانينات القرن الماضي مراسلا من موسكو لعدد كبير من الصحف المصرية والعربية، كما عمل بعدد كبير من القنوات التلفزيونية، وترجم ما يزيد على 25 كتابا من اللغة الروسية إلى العربية في التاريخ والأدب والسياسة.

 

تم نسخ الرابط