موجة تصعيد جديدة ضد "الإخوان الإرهابية" في بريطانيا
كتب - مصطفى سيف
تتجه حكومة بريطانيا لانتهاج سياسة جديدة تجاه جماعة الإخوان الإرهابية، التي زعمت بأنَّها لا تُموِّل الإرهاب، على الرغم من أنَّ كل الدلائل تشير إلى العامل الرئيسي المشترك بين "الإرهابية" والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
تيم كولينز، رئيس منظمة مكافحة الإرهاب، نيو سينشري، ولواء متقاعد في الجيش الأمريكي، قال في مجلس اللوردات البريطاني، إن دعم "الإرهابية" (الإخوان المسلمين على حد تعبيره) من قطر وتركيا عزز الانقسامات داخل المجتمعات الإسلامية.
وأشار إلى أنَّ دولًا أوروبية مثل بريطانيا عانت من الجماعة الإرهابية في إطار برامج انسجام اجتماعي لمنع جهود مكافحة التطرف، كاشفًا أنَّ قطر دفعت ما يزيد على 125 مليون يورو لمؤسسات تأثرت بـ"الإرهابية"، وهو ما دفع موقع "ذا ناشونال" الأمريكي للقول إن مصادر أمنية عبَّرت عن قلقها إزاء الأرقام التي تلّقت دعمًا من الشيخ حمد آل ثاني، أمير قطر الذي انقلب عليه ابنه تميم بن حمد آل ثانٍ.
استدعى مجلس اللوردات وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الذي قال إلى أنَّ هناك تدقيقًا في طلبات الحصول على تأشيرات الدخول لبريطانيا؛ إضافة إلى البحث ما كان عن مشاركتهم في جمعيات خيرية في لندن، وانتقد "كولينز" تصريحات "جونسون" واصفًا إياها بـ"غير المقبولة والمتناقضة"، مطالبًا حكومة "قطر" بإنهاء دعم الإخوان المسلمين، ووصف "كولينز" الجماعة الإرهابية بأنَّها لديهم قدرة الحيلة والتخفي.
وأكَّد "كولينز" أنَّهم يتبعون أجندة خفية، مشيرًا إلى أنَّها مثل "داعش" نفسها، واصفًا إياها بـ"الشيء الغامض، الذي من الصعب إصلاحه، موضحًا أن "الإرهابية تستطيع ترهيب المواطنين المسلمين السلميين لينضموا إلى صفوفها ويتحوّلون إلى "دواعش".
ويشير موقع "ذا ناشونال" إلى أنَّ الحكومة البريطانية أجرت تحقيقًا واسع النطاق عن "الإرهابية"، إلا أنَّ حكومة ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني السابق، لم تنشر هذا التقرير وأخفته.
المملكة المتحدة تعتبر اليوم هي مركز الجماعة الإرهابية في العالم. ومنذ الخمسينيات من القرن الماضي استقبلت قادة الإخوان من مصر بعد تضييق جمال عبد الناصر، ثم توالت جحافل الإخوان قادمة من تونس وليبيا وغيرهما من البلدان العربية وهناك تمدّدت الجماعة ورسخت حضورها.
يؤكد "كولنز"، أنَّ "الإرهابية" تستخدم جمعيات ومؤسسات تعطيهم نفوذًا وحجمًا أكبر من حقيقتهم، وسط موجة صاعدة في بريطانيا تهدف إلى إرسال إشارات قوية عن تغيير جوهري في سياستها بشأن التعامل مع الإخوان وربط أنشطتهم بشكل مباشر بالإرهاب.
أردوغان
وشنَّ "كولنز" هجومًا صارخًا على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يرفض إعادة عناصر "الإرهابية" على الرغم من مطالبة دولهم بهم، إلا أنَّه في الوقت ذاته يطالب الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم جولن على أساس أنه "إرهابي" ثم يغضب لأنها لم تستجب لطلبه.
وقال كولنز إن تقرير جنكيز تضمن وثائق تؤكد أن الإخوان لم يكونوا جماعة تحظى بالموثوقية، فالإخوان يستخدمون لغتين لمخاطبة الآخرين، كتاباتهم وخطابهم للغرب باللغة الإنجليزية يختلفان بشكل كبير عن خطابهم لجمهورهم باللغة العربية.
وأضاف: "إذا نظرنا إلى أيديولوجيا الإخوان لوجدنا أنهم جماعة متشددة تدعو للعنف وهذا ما أثبتته تجربتهم في مصر، وبطبيعة الحال لم يقتصر تأثيرهم على مصر والمناطق العربية والإسلامية بل وصل مفعولهم إلى الدول الغربية".
وأضاف أن قيم "الإرهابية" تدعم التشدد والأعمال الإرهابية ولا تتطابق بطبيعة الحال مع القيم في الغرب ولا يحترمون حقوق الإنسان والقوانين الاجتماعية والحريات ولا يهتمون بقيم التسامح.
تفسير القرآن
وأوضح كولنز أن الإخوان يفسرون القرآن بحسب رغباتهم ومصالحهم السياسية لتخدم تنظيمهم بعيدًا عن قيم الإسلام السمح، فمثلا يتحدثون عن دار السلام ودار الحرب، ووفقًا لهذا المنطق دار السلام هي دار المسلمين أما دار الحرب فهي بلاد الغرب. وشاهدنا خطباءهم على المنابر يدعون إلى الجهاد الذي بنظرهم مباح ضد كل شخص غير مسلم.
تركيا
لم يتوقف الأمر عند تمكين الإخوان في الخارج، حيث عمل أردوغان، وفق كولنز، عبر الإخوان المسلمين على تغيير شكل تركيا التي عرفناها من دولة أتاتوركية علمانية إلى دولة أقرب للإسلامية.
فقد عملت جماعة أردوغان في تركيا على تغيير عقلية أجيال جديدة عبر التوجه لها بخطاب ديني وخصوصًا في الأرياف والمناطق الفقيرة، حتى اكتسب شعبية كبيرة بينهم ومكنوه من الوصول إلى السلطة.
ويرى كولنز أن هناك تناقضات عند أردوغان، فبينما كان يدعو الإخوان في مصر إلى تبني العلمانية كان يحول تركيا العلمانية إلى إسلامية. وبحسب تعبيره؛ "فلو فرضنا حقًا أن إخوان مصر المدعومين من تركيا التزموا بدعوات أردوغان وتبنوا العلمانية كمفهوم للدولة المصرية لما وجدناهم الآن في السجون".
قطر
أمَّا في قطر، فقد استقبلت الدوحة الإخوان وتعاونت معهم منذ الخمسينيات، فبعد أن هرب الإخوان من مصر خلال حكم جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، تبنّتهم قطر ومولتهم وساندتهم. وعملت على نشر مفهوم الإخوان. كما تستضيف قطر أحد أبرز وجوه الإخوان يوسف القرضاوي الذي يدعو إلى التشدّد من الدوحة ويحث على الجهاد والعمليات الانتحارية ضد الأعداء.
وقال "كولنز إن" أمير قطر الشيخ حمد آل ثان قدم لدار الإسلام 20 مليون يورو لبناء مسجد في كوبنهاغن وهي جماعة تابعة للإخوان من فرع حماس في الدنمارك؛ فالإخوان عبارة عن تنظيم متشعب له الكثير من المنظمات التي تظهر بالنيابة عنه في العلن ولكن في النهاية كلهم إخوان مسلمون؛ وهناك اتحاد التنظيمات الإسلامية في فرنسا والذي يسعى إلى بناء مركز ديني لهم لنشر أفكارهم وأيديولوجياتهم.
تتجه حكومة بريطانيا لانتهاج سياسة جديدة تجاه جماعة الإخوان الإرهابية، التي زعمت بأنَّها لا تُموِّل الإرهاب، على الرغم من أنَّ كل الدلائل تشير إلى العامل الرئيسي المشترك بين "الإرهابية" والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
تيم كولينز، رئيس منظمة مكافحة الإرهاب، نيو سينشري، ولواء متقاعد في الجيش الأمريكي، قال في مجلس اللوردات البريطاني، إن دعم "الإرهابية" (الإخوان المسلمين على حد تعبيره) من قطر وتركيا عزز الانقسامات داخل المجتمعات الإسلامية.
وأشار إلى أنَّ دولًا أوروبية مثل بريطانيا عانت من الجماعة الإرهابية في إطار برامج انسجام اجتماعي لمنع جهود مكافحة التطرف، كاشفًا أنَّ قطر دفعت ما يزيد على 125 مليون يورو لمؤسسات تأثرت بـ"الإرهابية"، وهو ما دفع موقع "ذا ناشونال" الأمريكي للقول إن مصادر أمنية عبَّرت عن قلقها إزاء الأرقام التي تلّقت دعمًا من الشيخ حمد آل ثاني، أمير قطر الذي انقلب عليه ابنه تميم بن حمد آل ثانٍ.
استدعى مجلس اللوردات وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الذي قال إلى أنَّ هناك تدقيقًا في طلبات الحصول على تأشيرات الدخول لبريطانيا؛ إضافة إلى البحث ما كان عن مشاركتهم في جمعيات خيرية في لندن، وانتقد "كولينز" تصريحات "جونسون" واصفًا إياها بـ"غير المقبولة والمتناقضة"، مطالبًا حكومة "قطر" بإنهاء دعم الإخوان المسلمين، ووصف "كولينز" الجماعة الإرهابية بأنَّها لديهم قدرة الحيلة والتخفي.
وأكَّد "كولينز" أنَّهم يتبعون أجندة خفية، مشيرًا إلى أنَّها مثل "داعش" نفسها، واصفًا إياها بـ"الشيء الغامض، الذي من الصعب إصلاحه، موضحًا أن "الإرهابية تستطيع ترهيب المواطنين المسلمين السلميين لينضموا إلى صفوفها ويتحوّلون إلى "دواعش".
ويشير موقع "ذا ناشونال" إلى أنَّ الحكومة البريطانية أجرت تحقيقًا واسع النطاق عن "الإرهابية"، إلا أنَّ حكومة ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني السابق، لم تنشر هذا التقرير وأخفته.
المملكة المتحدة تعتبر اليوم هي مركز الجماعة الإرهابية في العالم. ومنذ الخمسينيات من القرن الماضي استقبلت قادة الإخوان من مصر بعد تضييق جمال عبد الناصر، ثم توالت جحافل الإخوان قادمة من تونس وليبيا وغيرهما من البلدان العربية وهناك تمدّدت الجماعة ورسخت حضورها.
يؤكد "كولنز"، أنَّ "الإرهابية" تستخدم جمعيات ومؤسسات تعطيهم نفوذًا وحجمًا أكبر من حقيقتهم، وسط موجة صاعدة في بريطانيا تهدف إلى إرسال إشارات قوية عن تغيير جوهري في سياستها بشأن التعامل مع الإخوان وربط أنشطتهم بشكل مباشر بالإرهاب.
أردوغان
وشنَّ "كولنز" هجومًا صارخًا على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يرفض إعادة عناصر "الإرهابية" على الرغم من مطالبة دولهم بهم، إلا أنَّه في الوقت ذاته يطالب الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم جولن على أساس أنه "إرهابي" ثم يغضب لأنها لم تستجب لطلبه.
وقال كولنز إن تقرير جنكيز تضمن وثائق تؤكد أن الإخوان لم يكونوا جماعة تحظى بالموثوقية، فالإخوان يستخدمون لغتين لمخاطبة الآخرين، كتاباتهم وخطابهم للغرب باللغة الإنجليزية يختلفان بشكل كبير عن خطابهم لجمهورهم باللغة العربية.
وأضاف: "إذا نظرنا إلى أيديولوجيا الإخوان لوجدنا أنهم جماعة متشددة تدعو للعنف وهذا ما أثبتته تجربتهم في مصر، وبطبيعة الحال لم يقتصر تأثيرهم على مصر والمناطق العربية والإسلامية بل وصل مفعولهم إلى الدول الغربية".
وأضاف أن قيم "الإرهابية" تدعم التشدد والأعمال الإرهابية ولا تتطابق بطبيعة الحال مع القيم في الغرب ولا يحترمون حقوق الإنسان والقوانين الاجتماعية والحريات ولا يهتمون بقيم التسامح.
تفسير القرآن
وأوضح كولنز أن الإخوان يفسرون القرآن بحسب رغباتهم ومصالحهم السياسية لتخدم تنظيمهم بعيدًا عن قيم الإسلام السمح، فمثلا يتحدثون عن دار السلام ودار الحرب، ووفقًا لهذا المنطق دار السلام هي دار المسلمين أما دار الحرب فهي بلاد الغرب. وشاهدنا خطباءهم على المنابر يدعون إلى الجهاد الذي بنظرهم مباح ضد كل شخص غير مسلم.
تركيا
لم يتوقف الأمر عند تمكين الإخوان في الخارج، حيث عمل أردوغان، وفق كولنز، عبر الإخوان المسلمين على تغيير شكل تركيا التي عرفناها من دولة أتاتوركية علمانية إلى دولة أقرب للإسلامية.
فقد عملت جماعة أردوغان في تركيا على تغيير عقلية أجيال جديدة عبر التوجه لها بخطاب ديني وخصوصًا في الأرياف والمناطق الفقيرة، حتى اكتسب شعبية كبيرة بينهم ومكنوه من الوصول إلى السلطة.
ويرى كولنز أن هناك تناقضات عند أردوغان، فبينما كان يدعو الإخوان في مصر إلى تبني العلمانية كان يحول تركيا العلمانية إلى إسلامية. وبحسب تعبيره؛ "فلو فرضنا حقًا أن إخوان مصر المدعومين من تركيا التزموا بدعوات أردوغان وتبنوا العلمانية كمفهوم للدولة المصرية لما وجدناهم الآن في السجون".
قطر
أمَّا في قطر، فقد استقبلت الدوحة الإخوان وتعاونت معهم منذ الخمسينيات، فبعد أن هرب الإخوان من مصر خلال حكم جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، تبنّتهم قطر ومولتهم وساندتهم. وعملت على نشر مفهوم الإخوان. كما تستضيف قطر أحد أبرز وجوه الإخوان يوسف القرضاوي الذي يدعو إلى التشدّد من الدوحة ويحث على الجهاد والعمليات الانتحارية ضد الأعداء.
وقال "كولنز إن" أمير قطر الشيخ حمد آل ثان قدم لدار الإسلام 20 مليون يورو لبناء مسجد في كوبنهاغن وهي جماعة تابعة للإخوان من فرع حماس في الدنمارك؛ فالإخوان عبارة عن تنظيم متشعب له الكثير من المنظمات التي تظهر بالنيابة عنه في العلن ولكن في النهاية كلهم إخوان مسلمون؛ وهناك اتحاد التنظيمات الإسلامية في فرنسا والذي يسعى إلى بناء مركز ديني لهم لنشر أفكارهم وأيديولوجياتهم.



