داعش تقتحم الساحة الإيرانية!
كتب - مصطفى سيف
في محافظة حدودية على العراق شنَّ "فلول" تنظيم "داعش" الإرهابي هجومًا استهدف عناصر من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، ما أدى لمقتل 4 من بينهم ضابط بمنطقة "أزكلة" بمحافظة "كرمانشاه" الحدودية مع العراق.
ويكشف الهجوم الذي شنه التنظيم الإرهابي عن عزم داعش اختراق الساحة الإيرانية.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "إرنا" (وهي الوكالة الرسمية لإيران) عن العميد محمد باكبور القائد في القوة البرية للحرس الثوري القول إنه جرى القبض على 16 عنصرًا من تنظيم داعش، وقُتل عدد آخر في عمليات جرت ضد مجموعة كانت تتألف من 21 عنصرًا؛ على حد تعبيره.
وترى مصادر إيرانية مستقلة أن أي تمكّن لتنظيم داعش في التوسع والتغلغل داخل الأراضي الإيرانية سيكون كارثة أمنية على إيران التي لطالما تدخلت في شؤون الدول العربية عسكريًّا، وربما أكبر من تلك التي سببها التنظيم في العراق وسوريا.
وتعيش إيران في عزلة عن المجتمع الدولي بسبب العقوبات من جهة، واحتمال انهيار الاتفاق النووي إذا ما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق من جهة أخرى، وهو ما سيحرم إيران من أي تعاون دولي شامل ضروري للقضاء على التنظيم الإرهابي.
وتدرك الوزارات المعنية بالدفاع والأمن في إيران أن عملية القضاء على تنظيم داعش، والتي لم تنته بعد، تطلبت تشكيل تحالف دولي من حوالي 60 دولة واحتاجت أيضا إلى تنسيق كامل بين واشنطن وموسكو وعواصم إقليمية من أجل تبادل المعلومات.
وترى أوساط إيرانية معارضة أنه ومع الاعتراف بإمكانية قيام داعش بالانتشار وشن عمليات داخل إيران، فإن شكوكًا تدور حول سعي سلطات الأمن في إيران إلى رعاية عمليات إرهابية من هذا النوع.
ويرى خبراء دوليون في شؤون مكافحة الإرهاب أن الأجهزة الدولية الكبرى تعرف مدى تورط إيران في دعم المنظمات الجهادية، وإن العلاقة بين الأجهزة الإيرانية وتنظيم القاعدة قبل سنوات أضحت معروفة ومثبتة، وإن العلاقة مع داعش هي جزء من استراتيجية تعتمدها طهران لتحريك سوق الإرهاب في العالم بصفته أداة تقليدية من أدوات السياسة الخارجية الإيرانية منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979.



