"حكماء المسلمين" يطرحون "روشتة" لعلاج التطرف
كتب - محمد خضير
د. الحداد: علاج التطرف يستلزم تبصير الناس بحقيقة الإسلام
د. المهيري: ضعف الثقافة الدينية والوعي يفتح الباب لانتشار التطرف
ضمن سلسلة الندوات والفعاليات التي يحتضنها جناح الأزهر الشريف في معرِض القاهرة الدولي للكتاب، نظم مجلس حكماء المسلمين اليوم، ندوة تحت عنوان "التطرف.. أنواعه وآثاره وكيفية معالجته".
حاضر في الندوة الدكتور أحمد بن عبد العزيز، مدير إدارة الإفتاء بدبي، عضو مجلس حكماء المسلمين، والدكتورة كلثم المهيري، الأستاذ بمعهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد بالإمارات، عضو مجلس حكماء المسلمين.. وأدار الندوة عبد الله فدعق، بالمكتب التنفيذي لمجلس حكماء المسلمين.
وفي بداية الندوة.. قال عبد الله فدعق: إن المقصود بالتطرف هو الأفكار الشاذة غير المبررة التي تجاوزت حد الاعتدال، وخرجت عن القواعد والقيم وتبنت المعايير الشاذة، مبينًا أن من أهم أسباب التطرف عدم ترتيب البيت المسلم، ما أسهم في تكوين أفكار مشوشة وملوثة لدى الجيل الحالي، كما يعد الحرمان الاقتصادي والإقصاء والانتقاء والتهميش والفصل بين أفراد المجتمع من أبرز العوامل المؤدية للتطرف.
ودعا فدعق إلى وجوب مكافحة محاولات تفكيك النسيج الوطني، وغرس قيم تقبل الاختلاف وتعزيز قيم التسامح والحوار ورفض التمييز وتأجيج الكراهية، وعدم الاستسلام للتحديات الصعبة الناتجة عن ظاهرة التطرف.
من جانبه أكد الدكتور أحمد بن عبد العزيز، مفتي دبي، أن الإسلام حذر من جميع أشكال التطرف، خاصة التطرف الفكري واعتبره خروجًا عن المنهج القويم، موضحًا أن علاج التطرف يجب أن يكون بتدرج من خلال تبصير الناس بحقيقة الإسلام عن طريق الحوار الهادف، وفي حالة فشل الحوار لا بد من المواجهة التي تمنع شر هذا التطرف.
وبين الدكتور الحداد أن الفكر الحداثي المتنكر للتراث يمثل قمة التطرف، حيث يرى أصحاب هذا الفكر أن الإنسان العربي لا يمكن أن ينهض قبل أن يتخلص من المبنى الديني بما يعني الانسلاخ من الدين، مضيفًا أن العالم شهد العديد من نماذج التطرف غير الإسلامي مثل بعض الحركات المسيحية كجيش الرب، وجيش مقاومة الرب، وفينس الكهنوتية، والحركات اليهودية مثل، آيل، وكانا، وكاهانا حي، وسيف داود، وجوش أمونيم، والإرهاب ضد الإرهاب، وغيرها، وجميعها حركات مارست العنف والقتل باسم الدين.
من جهتها قالت الدكتورة كلثم المهيري، إن ضعف الثقافة الدينية والوعي من أخطر أسباب انتشار الفكر المتطرف، مشيرًة إلى أن أكثر ضحايا الفكر المتطرف هم الشباب وصغار السن الذين لا يملكون رصيدًا جيدًا من المعرفة والثقافة التي تحمي عقولهم من الفكر المتطرف.
وأضافت المهيري أن الوقاية من الانسياق إلى التطرف تستدعي التربية والتوجيه إلى أهمية التوسط والاعتدال في جميع الحالات، بما يضمن وقاية الأفراد وحمايتهم من الفكر المتطرف، مؤكدةً أن التوعية الدينية لمفهوم التطرف ينبغي أن تكون على مستوى كبير في الإعلام من خلال إبراز الآثار السلبية المترتبة على التطرف، من إرهاب الأبرياء والاعتداء عليهم.



