فرعونيات سطّرن تاريخ مصر
كتب - مصطفى سيف
فجَّر اكتشاف وزارة الآثار، أمس، لمقبرة سيدة تُدعى "حتبت"، فكرة دور المرأة في التاريخ المصري بشكل عام، وليس على المستوى الشخصي فقط، وكيفية تأثيرها في الحضارة المصرية منذ فجر التاريخ إلى عصرنا الحالي.
فالمرأة في مصر سطرت أعظم الأمثال في قيادة مصر في زمن كان يصعب على أي شخص الجلوس على عرش السلطة، ورغم ما يقال عن الفكر والأعراف البدائية التي انتهكت حقوق المرأة في العصور القديمة إلا أن هذه العصور نفسها هي التي أعطت الحق لها بالجلوس على عرش مصر.
حتبت
"حتبت"، هي من كبار الموظفين ذات الصِّلة بالبلاط الملكي خلال نهاية عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، وذلك أثناء أعمال التنقيب الأثري التي قامت به البعثة الأثرية المصرية في الجبانة الغربية بمنطقة آثار الجيزة.
وتحمل مقبرة "حتبت" جميع سمات عصر الأسرة الخامسة من حيث التخطيط المعماري والعناصر الفنية، فهي تتكون من مدخل يؤدي إلى مقصورة على شكل حرف "L" بها حوض للتطهير حفر عليه أسماء صاحبة المقبرة وألقابها منها الكاهنة واحد كبار الموظفين ذات الصِّلة بالبلاط الملكي.
وفي نهاية ممر المقصورة من الناحية الغربية يوجد مدخل به درج اصطف على جانبيه حامل للبخور والقرابين، يؤدي إلى حجرة صغيرة بها ناووس كان يوجد به تمثال لصاحبة المقبرة لم يتم العثور عليه حتى الآن، وبأرضية المقصورة يوجد مائدة صغيرة للقرابين.
وقد زُينت جدران المقبرة بمناظر ملونة تصور "حتبت" في وضع الوقوف تستعرض مناظر صيد الطيور والأسماك، بالإضافة إلى مناظر لصناعات مختلفة كصناعة مراكب البردي والجلود وصهر المعادن، ومناظر للرعي وذبح الأضاحي وجمع الفاكهة وفرق موسيقية ورقص الفتيات. كما تظهر صاحبة المقبرة في مناظر أخرى وهي جالسة أمام مائدة للقرابين تستقبل القرابين المقدمة من أبنائها.
يوجد أيضا على أحد جدران المقبرة مناظر متميزة لقردين حيث كانت القردة حيوانات مستأنسة في ذلك الوقت. يصور المنظر الأول قرد يجمع ثمار الفاكهة وهو منظر شوهد أيضا داخل مقبرة "خنوم حتب الثاني" بمنطقة بني حسن الأثرية في محافظة المنيا والتي ترجع إلى عصر الأسرة الثانية عشرة من الدولة الوسطى.
أما المنظر الآخر فيصور أحد القردة وهو يرقص مع فرقة موسيقية كاملة وهو منظر مميز ويوجد مثله بمقبرة "كا عبر" بمنطقة آثار سقارة من عصر الأسرة الخامسة وفيه يظهر القرد مع عازف قيثارة وحيد وليس مع فرقة موسيقية كاملة.
الملكة ميريت نيت
تُعد ميريت نيت أول ملكة في تاريخ العالم اعتلت عرش البلاد، واختلفت الآراء في شأن هذه الملكة، وفيما إذا كانت قد حكمت البلاد، أم أنها كانت مجرد زوجة للملك، إلا أن الذي يؤكد توليها البلاد لوحة عثر عليها في إحدى مقابر أبيدوس نقِش عليها اسم الملكة "ميريت نيت" وحدها.
كما جاء ذكرها في حجر بالرمو الخاص بأسماء الملوك الذين حكموا مصر، وذكرت في المصادر التاريخية أنها ارتقت العرش وحكمت حكمًا منفردًا، وهذه ميزة تميزت بها الملكة مريت نيت عن سائر ملكات التاريخ.
الملكة خنت كاوس
توجت "خنت كـاوس الأولى" ملكة على عرش مصر القديمة حيث إنها كانت الوريثة الشرعية له، واتخذت "خنت كاوس" لنفسها ألقاب عديدة وهي (ملكة مصر العليا والسفلى، أُم ملك مصر العليا والسفلى).
وقد استنتج العلماء من اللقب الأول أن انحصار وراثة العرش في "خنت كاوس" سمح لها بأن تحمل لقب (ملكة مصر العليا والسفلى).
نيـت إقـرت
تعد نيـت إقـرت ثالث ملكة تحكم مصر حكمًا منفردًا، وهي آخر ملوك الأسرة السادسة، وصفها معظم المؤرخين بأنها أجمل نساء عصرها فكانت تتمتع بالملامح الشقراء.
ويقول بعض المؤرخين إلى إن بردية "تورين اختوت" أشارت إلى أن فترة حكم هذه الملكة كانت عامين، وشهر ويوم واحد فقط، وبنهاية حكمها انتهت الأسرة السادسة، وانتهى معها عصر الدولة القديمة إلى كان من أزهى عصور مصر القديمة.
سـبك نفـرو
الملكة سبك نفرو ابنة الملك أمنمحات الثالث، وتولت عرش مصر بعد وفاة أخيها"أمنمحات الرابع"، لم يطل حكمها أكثر من ثلاثة أعوام وأربعة أشهر وعشرين يومًا، كما جاء في بردية تورين بين أعوام 1782 و1778 ق.م.
وأطلقت على هذه الملكة عدة ألقاب منها "الزوجة الملكية العظيمة"، و"الوارثة العظيمة"، و"سيدة كل النساء"، وبنهاية حكم هذه الملكة، انتهت الأسرة الثانية عشرة، وانطوت صفحات عصر من أمجد عصور مصر القديمة، لتدخل مصر مرحلة زمنية جديدة تُعد نكسة في تاريخها، وهي الفترة التي تعرف بـ (عصر الانتقال الثاني)، التي نجح "الهكسوس" أثناءها في احتلال مصر.
الملكة حتشبسوت
تشتهر الملكة حتشبسوت بأنها أقوى ملكات مصر، حيث حكمت من1482 قبل الميلاد إلى 1503 قبل الميلاد، وتميز عهدها بقوة الجيش والبناء والرحلات التي قامت بها.
وتُعد حتشبسوت من أفضل وأقوى ملكات مصر، حيث اشتهر حكمها بالسلام والازدهار، وكانت تحاول بأقصى وسعها تنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع أي حروب معهم.
واجهت حتشبسوت مشكلات مع الشعب حيث كان يرى أغلب الناس أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد ولذلك كانت تحاول دائمًا أن تلبس وتتزين بملابس الرجال لإقناعهم بأنها تستطيع الحكم، ونشطت حركة التجارة التي كانت في حالة سيئة خصوصًا في عصر الملك تحتمس الثاني.
كليوباترا السابعة
كانت كليوباترا المنحدرة من أسرة البطالمة ذوي الأصل الإغريقي، الذين حكموا مصر بعد موت الإسكندر الأكبر هي آخر فراعنة مصر، مثل حتشبسوت، شاركت (زوجها) الحكم، ثم ما لبثت أن استولت على الحكم بمفردها.
عرفت كليوباترا بسلسلة علاقتها العاطفية التي هدفت من ورائها الحفاظ على استقلال مصر عن الإمبراطورية الرومانية، فقد كانت الوحيدة التي تعلمت لغتهم بين الحكام البطالمة.
دعمت كليوباترا اقتصاد بلادها بالتجارة مع بلاد الشرق فساعد هذا على تقوية وضع مصر في العالم القديم مما جلب السلام للبلاد بعد أن أضعفتها الحروب الداخلية.



