"مايسة شوقي" في اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث: توقيع وثيقة العنف ضد الأطفال من أهم إنجازات مصر في هذا الملف
كتب - محمود جودة
قالت أ. د. مايسة شوقي، أستاذ الصحة العامة بكلية طب جامعة القاهرة، نائب وزير الصحة للسكان سابقا، إن العالم يقف في اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث اليوم موقف المحاسب من قضية شائكة تخص الفتيات قليلي الحيلة اللاتي يتعرضن لجريمة الختان؛ هي بالفعل أبشع اعتداء لبتر الأعضاء التناسلية الخارجية لفتيات بدون سند علمي أو ديني، ولا يترتب عليها أي نفع، بل بالعكس فهذه العادة القميئة سبب للانهيار الأسري والطلاق في أغلب الأحيان.
وقالت بمناسبة احتفالات العالم باليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث اليوم 6 فبراير، أنه في الوقت الذي يحسب لمصر أنها غلظت عقوبة الختان لأنثى من جنحة إلى جناية في عام ٢٠١٦ إلا أن الجريمة لاتزال تحاط بمزيد من السرية والتعتيم، ولا يرفع حقيقة انتشارها إلا البحث الديموجرافي المصري الذي سيتم تنفيذه في ٢٠١٨.
ومن أهم إنجازات مصر أيضا توقيع الوثيقة الوطنية لإنهاء العنف ضد الأطفال في ٨ مايو ٢٠١٦؛ والتي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف؛ وتؤكد الوثيقة بمرجعيتها الدينية على ضرورة إنهاء العنف ضد الأطفال في كافة أشكاله.
وفي سياق نشر الوعي لمناهضة الختان من خلال القنوات التقليدية سواء عن طريق الرائدات الريفيات أو كأحد مواضيع التثقيف الصحي في مراكز الرعاية الصحية الأساسية فعلينا أن نتوقع نتائج لا تختلف كثيرا عما وصلنا إليه في ٢٠١٤.
قالت شوقي: إن البرنامج القومي لمناهضة ختان الإناث يعمل من خلال محاور مختلفة، منها إنفاذ القانون والتوعية ودراسة الحالات للفتيات المختتنات ومتابعة القضايا، وله شراكات عديدة مع وزارات الصحة والسكان والأوقاف والعدل والطب الشرعي.
وتتباين آراء المتخصصين في شأن هذه الكارثة المجتمعية؛ فمنهم من يرى البدء بالتوعية حال استخراج شهادة الميلاد لأنثى، ودعم ذلك بتوعية مكثفة تواكب التطعيمات الأساسية ثم الانتقال إلى التوعية في المدارس الابتدائية على الأخص، ودمج مفهوم مناهضة ختان الإناث في المناهج الدراسية والأنشطة الصيفية ومنها الأناشيد والمسابقات والرسم والفنون.
وقالت: كما تتعاظم هذه التدخلات بتوعية الأطفال بمناهضة كافة أشكال العنف وتعريفهم بخط نجدة الطفل ١٦٠٠٠ المجاني، وكذلك خط المشورة الأسرية للأمهات ١٦٠٢١ للتوعية بالتربية الإيجابية وهي بالفعل خدمة قائمة يقدمها المجلس القومي للطفولة والأمومة.
وواصلت: اللوم كل اللوم على وسائل الإعلام التي تتعامل مع هذه القضية بموسمية، ماذا لو تم تسليط الضوء على 8 قضايا لختان الإناث تنظر أمام الجنايات الآن؟ ماذا لو استمرت المناقشات الإعلامية مفتوحة ليس فقط في الفضائيات ولكن في الإذاعة والصحف؟ ماذا لو ناقشنا هذه القضية مجتمعيا في نوادي الشباب وقصور الثقافة؟
وقالت: أثق أن مصر في ثوبها الجديد قادرة على إعداد استراتيجية إعلام سكاني معدة بصورة علمية يؤسس لاستمراريتها فتتناول إعداد وتنفيذ وتقييم كل الرسائل السكانية في اتصال يشجع على التعبئة المجتمعية لكل قضايا السكان، فشراكة المواطنين عن اقتناع هي العنصر الأساسي لنجاح أي برنامج يهدف إلى تنمية السكان.



