الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

حسن الهلالى: شنبي قبل فني.. دائما

حسن الهلالى: شنبي
حسن الهلالى: شنبي قبل فني.. دائما
كتبت - هبة محمد على

ملح الفن 2

الأشياء ليست دائما كما تبدو، ومن نشاهدهم يملأون الدنيا ضحكا وغناءً على خشبة المسرح وعلى شاشة التلفزيون، قد يعيشون فى الواقع حياة ينقصها أبسط وسائل الترفيه، أو قل الآدمية.

 هذا ما جال بفكري بينما كنت أصافح حسن الهلالي، أو كما يطلق عليه فى الوسط (حسن شنبو) الذي استضافني في منزله في الهرم، حيث يعيش وحيدا، إلا من مجموعة قطط وجدت في منزله الصغير دفئًا لم تجده في الشارع، فقررت أن تبقى له رفيق حيث لا رفيق، بينما يوفرلها يوميا مايكفيها من طعام وشراب.

جينيس ريكورد

 

 

حسن يعرفه الجمهور بشنبه الطويل جدا، الذي يأبى أن يحلقه، حتى لو كلفه ذلك خسارة كثير من الأدوار التى تعرض عليه، ويشترط عليه المخرجون حلاقته من أجلها، وحتى لو كلفه أيضا مبالغ طائلة للعناية به، حيث ينفق عليه شهريا 1000 جنيه، فيجلب له أنواع شامبو ومستحضرات عناية تزيد من قوته، وطوله.

تمسك حسن الهلالى بشنبه يرجع أيضا إلى رغبته فى تقليد الحاج فتحي شنب، رحمه الله، مؤسس رابطة الشوارب المميزة، والمسجل في موسوعة جينيس لأطول شارب في العالم عام 1990، حيث ترأس حسن الرابطة من بعده، وحافظ على تقاليدها قدر المستطاع.

 

 

محبوب الحبوب

رحلة حسن من كفر الدوار إلى القاهرة بدأت فى أوائل التسعينيات كما يروى، لكن سبقها كثير من الأحداث، التى جعلت من أمر تلك الرحلة ضرورة لا مفر منها، فهو بالأساس حداد، ولحام كهرباء، عشق الفن، وكان مداوما على حضور العروض المسرحية التى كانت تجرى على مسرح قصر الثقافة فى قريته بكفر الدوار، وفى إحدى المرات قرر أن يصافح مخرج العرض، الذى أعجب كثيرا بشكله المختلف، وعرض عليه التمثيل معه فى العرض القادم، والذى كان يحمل اسم (محبوب الحبوب) فكان هذا العرض هو بداية تعارف حسن بعالم الفن، ومن ثم بدأت علاقته بالمخرج المسرحى الكبير، حسن عبد السلام، الذى انتقل معه إلى مسارح الأسكندرية، وشارك بعدها فى مسرحيات هامة شكلت معالم مسيرته الفنية مع سيد زيان، وحسن الأسمر، وغيرهما من النجوم، مثل (الجرئ والمليونير، فيما يبدو سرقوا عبده).

 

 

بين قوسين

فى القاهرة عرف حسن طريق السينما بجانب المسرح، وكان دوره فى فيلم بوحة من بطولة محمد سعد، نقطة انطلاق حقيقية، تزامنت مع رغبته فى تغير شكله، حيث قرر أن يحلق شعره الطويل الذى كان يميزه فى أدوار البدايات، ويطيل شنبه الذى أصبح فيما بعد بوابته إلى الشهرة.

لم يسبق لحسن الزواج من قبل، لكن السبب فى عزوفه عن ذلك، والذى ساقه لى أثناء حوارنا كان من أغرب مايكون، فقد كان مرتبطا بفتاة طلبت منه أن يغنى فى فرح أختها، مجاملة لها، وعندما ذهب ليحيى الفرح، وجد حبيبته بجوار عريسها فى الكوشة، فأصابته عقدة من الزواج.

 

 

 

في جمال الكشري

حسن يرى فى نفسه موهبة الغناء، واليوتيوب مليء بالكليبات التى يظهر فيها منفردا، أو برفقة (شلة المجانين) وهو الاسم الذى أطلقه على فرقته، المصاحبة له فى كل مكان، والتى يؤدى برفقتها أغنيات يصننعها خصيصا لتذاع فى افتتاح المطاعم الكبرى، عبر السماعات التى يضعها أصحاب تلك المحال بطول الشارع وعرضه كنوع من الاحتفال فى عادة مقيته بلى بها الشارع المصرى، لكن حسن استطاع أن يجنى من خلفها بعض الأموال، حيث يسجل لحنا يتغنى فى جمال الكشرى وروعته، وآخر يحكى عن حلاوة الكباب والحمام، ويترك فراغا أثناء الغناء، يضع مكانه اسم المحل إذا ما اتفق مع الزبون على شرائها.

حسن وجه دائم الظهور فى جنازات مشاهير الفن، حيث تلتقط له عدسات المصورين عشرات الصور، بينما يسعى لحمل النعش، حتى مثواه الأخير، مداومته على الظهور جعلتنى أظن أنه يفعل ذلك بشكل لا إرادى، حتى إذا صار إلى ما صاروا إليه وجد من يحمله، خاصة بعد وفاة والدته وبقاءه وحيدا، لكنه أجابنى إجابه كلها شهامة قد لايدركها من هم أكثر منه نجومية، حيث قال (أنا فنان وهم فنانين، ووجودنا فى جنازات بعض واجب علينا وفرض).

تم نسخ الرابط