الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

عفرين.. أردوغان على الطريقة الإسرائيلية في "هدنة سوريا"

عفرين.. أردوغان على
عفرين.. أردوغان على الطريقة الإسرائيلية في "هدنة سوريا"
كتب - مصطفى سيف

لا تتورع تركيا عن إيهام العالم العربي تحديدًا بأنَّ الغرب يقف إلى جانب أنقرة في "غصن الزيتون" وهو الاسم الذي منحته تركيا لعمليتها العسكرية ضد "عفرين" شمال دمشق، بزعم مطاردة الأكراد، وحزب "بي كا كا" التي تصنّفه كمنظمة إرهابية.

ولم يتوّرع أيضا رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، عن ارتكاب جرائم حرب، بل و"زاد الطين بلة" بإرساله قوات خاصة لعفرين أمس استعدادًا لمعركة جديدة في هجومها الذي بدأته قبل 5 أسابيع ضد الأكراد.

وعلى الرغم من مرور ما يقرب من شهر ودخول العملية في شهرها الثاني إلا أنَّ الرد الغربي يبدو "باهتًا" جدًا بمقاييس الجرائم التي ارتكبها "أردوغان" في حق المدنيين، والخسائر التي لحقت بالمدينة من إغلاق للمحال التجارية.

وكشفت مصادر فرنسية في تصريحات صحفية أنَّ باريس تعمل الآن على قيادة تحرك دبلوماسي لتوقيف "جنون" أردوغان داخل سوريا، وتوسيع نطاق الهدنة لتشمل الغوطة الشرقية وعفرين.

هذا التحرُّك يعكس إصرار الغرب على عدم التمييز بين ما تقوم به قوات الرئيس بشار الأسد في الدفاع عن بلادها من عصابات وميليشيات- وإن كان لا ينكر الجرائم التي تحدث هناك إلا جاحد- وقوات الاحتلال التركي التي تعيث فسادًا في سوريا.

يشكل ما يحدث في عفرين ورطة جديدة لـ"أردوغان" خصوصًا مع تعالي أصوات معارضة داخل أنقرة بالخروج من سوريا، وتصريحات الناطق باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، الذي أكَّد أن إرسال قوات خاصة تركية لسوريا يشكل تحضيرًا لـ"معركة جديدة قادمة".

وبحسب بيان صدر أمس عن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون فإنه أبلغ "أردوغان" أن الهدنة في سوريا يجب أن تُطبق أيضا في منطقة عفرين، في إشارة إلى عزم دولي للتقريب بين الغوطة الشرقية وعفرين، باعتبارهما منطقتين سوريتين يتصاعد الهجوم عليهما في الآونة الأخيرة.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن الرئيس الروسي أمر بتنفيذ وقف يومي لإطلاق النار لمدة خمس ساعات في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة بسوريا ابتداءً من اليوم الثلاثاء وفتح "ممر إنساني" يمكن للمدنيين أن يغادروا من خلاله.

يبقى تطبيق القرار 2401، متوقفًا على الدول الكبرى داخل مجلس الأمن، والذي يؤكد على "ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية دون إبطاء، من أجل وقف إنساني دائم لمدة لا تقل عن 30 يومًا متتالية في جميع أنحاء سوريا".

على الرغم من ذكر كلمة "جميع أنحاء سوريا" إلا أنَّ الرئيس التركي خرج ليتحدى العالم ومجلس الأمن وقرارته على الطريقة الإسرائيلية حيث أعلن أنَّ "قرار وقف إطلاق النار لا يشمل عفرين"، باعتبار أن "أردوغان" يناضل ضد "مجموعات إرهابية" بحسب توصيفه.

ويرى بعض المراقبين الأتراك أنَّ أردوغان سعى إلى تجاوز أي كلام عن وقف إطلاق النار في عفرين مشددًا، قبل مغادرته في جولة إفريقية، على أن وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية لم يطبق على مدار يومين، رغم اعتماد قرار أممي بذلك، وأن الهجمات "متواصلة بشكل وحشي".

ويبدو أنَّ الرئيس التركي بعد كل تلك التلميحات والتصريحات لن يلتزم بالقرار الأممي لمجلس الأمن، على الطريقة الإسرائيلية التي تخرج القرارات وتصبح في طي النسيان، لا يلتزم بها أردوغان ولا غيره.

تم نسخ الرابط