النباتات الطبية والعطرية مصدر واعد

تتميز النباتات الطبية والعطرية بقيمتها الاقتصادية الكبيرة، حيث يزداد الطلب عليها محلياً وعالمياً، خاصة مع ازدياد التوجه العالمي الحديث للتحول إلى كل ما هو طبيعي، ما أدى إلى ازدياد الطلب والإقبال على هذه النباتات، خاصة الدول الصناعية والمتقدمة كالمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعارها، وأصبح لها أهمية اقتصادية وعائد تصديري مجزٍ.

وتتعدد المجالات التى يمكن أن تستخدم فيها النباتات الطبية والعطرية، ومن أهمها:

-  تحضير بعض الأدوية مثل تسكين آلام المفاصل والالتهابات الروماتزمية وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وكمطهر.

- إنتاج الزيوت الثابتة والطيارة، حيث تحتوى بذور بعض هذه النباتات على زيوت ثابتة وأخرى طيارة تدخل فى تركيب بعض المستحضرات الطبية.

- تجهيز  بعض الأغذية الخاصة بعلاج مرض تصلب الشرايين والذبحة الصدرية.

- تحضير مساحيق التجميل وكريمات الشعر والصابون. 

- صناعة الروائح والعطور ومن هذه النباتات الورد، والياسمين.

- تصنيع المبيدات الحشرية وهى تعتمد على ما يوجد بالنباتات الطبية والعطرية من سموم قاتلة سواء للحشرات أو الفطريات، ومن بين هذه النباتات البيد ثرم، والديرس، والحناء والدخان.

- تستخدم كتوابل أو بهارات أو مشروبات  أو مكسبات طعم أو رائحة.

- كما تستخدم كمضادات أكسدة و مضادات للميكروبات، حيث تعمل على إطالة فترة حفظ الأغذية.

وهذا التعدد فى الاستخدامات أسهم فى خلق سوق كبيرة للنباتات الطبية والعطرية، التي يتجاوز حجم تجارة تداولاتها فى الأسواق العالمية سنويا نحو ‏60‏ مليار دولار،‏ وتشارك مصر كدولة مصدرة رئيسية بنحو ‏45‏ مليون دولار‏،‏ ومن أهم الدول المصدرة للنباتات الطبية والعطرية على مستوى العالم: الصين - الهند – فرنسا – الولايات المتحدة الأمريكية – سنغافورة – شيلى. أما بالنسبة للشرق الأوسط فمن أهم الدول المصدرة للنباتات الطبية والعطرية: مصر - إيران - سوريا - المغرب - تونس.

وتعتبر النباتات الطبية والعطرية ذات قيمة اقتصادية عالية لما لها من طبيعة خاصة فى التكوين النباتى الغني بالمواد الفعالة والزيوت التى تستخدم فى أغراض غذائية ودوائية وعطرية متعددة بأسعار مرتفعة نسبيا. وتتوقف الأهمية الاقتصادية لتلك المحاصيل على العلاقة النسبية بين العائد الاقتصادى منها، مقارنة بالعائد الاقتصادى من المحاصيل البديلة أو المنافسة لها على الوحدة من المواد الأرضية، سواء بالنسبة للعائد المحلى أو العائد من حصيلة النقد الأجنبى فى الصادرات الزراعية.

كما أن ازدياد التوجه العالمي الحديث إلى كل ما هو صحى وطبيعي قد أدى إلى ارتفاع الطلب والإقبال على هذه النباتات، خاصة الدول الصناعية المتقدمة كألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى إلى ارتفاع الأهمية الاقتصادية وبالتالى العائد التصديري على المستوى العالمى والمحلى.

وقد أوضحت نتائج الدراسات التسويقية للأعوام الماضية، أن هذه المحاصيل تحتل مكانة متميزة في الاقتصاد المصري حيث تساهم في الصادرات المصرية بنسبة 10% من صادرات قطاع الصناعات الغذائية. مما يؤكد الجدوى الاقتصادية الكبيرة من الاستثمار الزراعى فى مجال النباتات الطبية والعطرية.

 

وتحتل النباتات العطرية والطبية فى المحاصيل التصديرية المصرية المركز التصديرى الخامس بعد القطن، ويبلغ حجم الصادرات 90% من إجمالى الناتج السنوي، وتصدر إلى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة باعتبارهم أكبر الأسواق المستوردة للأعشاب الجافة والبذور.

وقد أسهم التحول الأوروبي والأمريكي لاستخدام الأعشاب الطبية كبدائل للمنتجات الكيماوية‏ فى فتح الأسواق العالمية أمام الإنتاج المصري، وتحتل الصادرات المصرية من النباتات العطرية والطبية المركز الحادى عشر على قائمة الدول المصدرة بمساهمة سوقية تبلغ 2.23% من حجم الأسواق العالمية، كما نجحت الصادرات المصرية فى اختراق ما يقرب من 40 سوقاً دولية بشكل جيد.

ومن أهم النباتات المطلوب تصديرها "الريحان" بأسواق (ألمانيا – أسبانيا – الولايات المتحدة – فرنسا)، "النعناع" بأسواق (المملكة المتحدة – الولايات المتحدة – فرنسا)، "الشمر" بأسواق (الولايات المتحدة – بلغاريا – ألمانيا – إيطاليا)، "الكراوية" بأسواق (كندا – الولايات المتحدة – تركيا – فرنسا)، "الكزبرة" بأسواق (السعودية – المملكة المتحدة – ليبيا – الأردن)، و"البابونج" بأسواق (ألمانيا - إيطاليا - إسبانيا - الولايات المتحدة).

وتحتل مصر المركز الرابع عالمياً في مجموع صادرات الزيوت العطرية والطبية، تسبقها الهند التي تحتل المركز الأول في الدول المصدرة في العالم، ومن أهم الزيوت التي تنتجها "زيت العتر، الياسمين، الريحان، القطيفة، البردقوش ، الكمون، الكزبرة، والنارنج بكميات متفاوتة.

تتميز محافظة بنى سويف بوجود أكبر مناطق بها لزراعة النباتات الطبية والعطرية على مستوى الجمهورية، وتصدر نحو ما يقرب من 700 طن  تقريبا من تلك النباتات سنويًا، لدول الاتحاد الأوروبى.

وللنباتات الطبية والعطرية فوائد ومميزات أخرى، حيث يمكن زراعتها فى المناطق المستصلحة حديثاً، وبذلك توفر الرقعة الزراعية القديمة لمحاصيل الغذاء والعلف والكساء.

كما أنها تدخل فى الدورة الزراعية لتنويع المحاصيل حتى تقلل من مخاطر الاعتماد على محصول واحد، وعدم إجهاد الرقعة الزراعية.

ويمكن أيضًا تصديرها مجففة وبعضها يستخلص منه الزيوت أو العجائن أو الخلاصات، ويمكن تصدير البعض منها طازجة مما يزيد من فرص التصدير طول العام وتبعا لاحتياجات المستوردين والأسواق الخارجية.

 

رئيس قسم الكيمياء الحيوية الزراعية - جامعة بني سويف