السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

ولكم في تجربة "فيروس سي " أسوة يا أولي الألباب

ولكم في تجربة فيروس
ولكم في تجربة "فيروس سي " أسوة يا أولي الألباب
كتبت - نهاد مهينة

معاناة مرضي فيرس سي قبل وجود " بديل الدواء المحلي"

التعويم وارتفاع الأسعار العالمية طريقنا  لاختراع البديل...

أمراض الكبد الوبائي كانت كابوساً يُطارد المصريين خلال العقود الأخيرة حيث كانت مصر من اكثر دول العالم التي ينتشر بها الفيرس , ووفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة لعام 2010 , سجلت مصر أعلي معدلات إنتشار لهذا المرض باكثر من نصف مليون شخص في بداية كل عام ,  فيما وصل عدد المصابين إلي 100 ألف مصاب كل عام.

مأساة وألم كان يعيشها المواطن والدولة علي حد سواء فكانت طوابير الإنتظار تعُج بطامحي الشفاء والعودة إلي مواصلة الحياة بشكل طبيعي وكانت الدولة تخسر كل عام  100 ألف يد عاملة قادرة علي العطاء فيتحولوا من قوي مُنتجة تدفع إقتصادها إلي الأمام إلي عبئ غير قادرة علي تحمله.

100%

خلال العاميين السابقيين حدثت طفرة كبيرة في مجال الأدوية  التي تُعالج هذا الفيرس ووصلت معدلات الشفاء إلي 100% ولكن كيف نحصل علي هذا الدواء..؟

فكان التحدي الحقيقي هو إرتفاع السعر العالمي لهذا الدواء خاصةُ مع تعويم الجنيه الذي وصل سعره إلي حوالي 90 ألف دولار  وعملت الدولة علي توفير العقار للمواطنين عن طريق دعمه أو العلاج علي  نفقة الدولة في البداية وذلك للحالات الصعبة , إلا ان جاءت الإنفراجة الكُبري بوجود بديل محلي له نفس التاثير ويُقدر ثمنه ب 1% فقط من سعر الدواء المستورد، الأمر الذي أدي الي اتساع دائرة المتعافين بشكل كبير للغاية حيث بحسب تصريحات وزارة الصحة تم علاج مليون و500 ألف مواطن من هذا المرض ولا يوجد أحد بقوائم الإنتظار بل اتسع الأمر إلي إجراء مسوح للكشف المبكر عن المرض حيث تم إجراء الفحص لحوالي 5 مليون مواطن وبهذا المُعدل يتوقع الإحصائيون حلول عام 2020 ومصر بلا فيرس سي.

من الزاوية الإقتصادية عاد هؤلاء المُعافين إلي أعمالهم مرة أخري وأصبحوا قادرين علي إعالة زويهم وأنفسهم ومن ناحية أخري أصبحوا قوي إنتاجية.

سعر العملة

العنصر الجوهري في تحقق هذا الإنجاز هو أنه تم إيجاد بديل محلي الصنع للدواء المستورد  الأمر الذي أزاح من علي عاتقنا تكلفة الإستيراد الضخمة  التي لا يمكن تحملها من قبل الدولة أو من قبل المواطن وجعلنا قادرين علي التحكم في السعر بغض النظر عن تغير سعر العملة ، فهذه التجربة تدفعنا جميعاً إلي الإنتباه إلي الطريق الصحيح الذي يمكننا من خلاله إنهاء ما تبقي من قصص المعاناة والأمراض ألا وهو " التصنيع المحلي" ، أن يكون اتجاهنا القادم هو إيجاد بديل مصري لكل شئ نستخدمه وأن تقوم الدولة بحماية المنتج المصري عن طريق تخفيف العبئ الضريبي علي سبيل المثال.

فائدة التصنيع المحلي لاتقتصر علي توفير نفقات الإستيراد فقط بل اذا قمنا بالتوسع في الإنتاج والتصدير إلي الخارج سنحصل علي مكاسب واسعة للغاية خاصةً مع تمتعنا بميزة تنافسية كبيرة في مجال التصدير ألا وهي انخفاض قيمة الجنيه بالمقارنة بالعملات الأخري كالدولار الأمر الذي يجعل المنتج المصري غير مكلف علي الإطلاق بالنسبة لمستورديه.

كل هذا يدفعنا إلي محاكاة هذه التجربة الناجحة في علاج فيرس سي في تجاربنا الأخري ..دواءنا يتمثل في " تصنيع من الإبرة للصاروخ"

 

تم نسخ الرابط