الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"الكيماوي".. كلمة سر تفتيت سوريا

الكيماوي.. كلمة سر
"الكيماوي".. كلمة سر تفتيت سوريا
كتب - عبد الحليم حفينة

الجيش السوري في وضع هجوم بالغوطة الشرقية ولا يحتاج  لأسلحة دمار شامل

أصحاب القبعات البيضاء الذين جلبتهم تركيا من كل حدب وصوب يضحون بأرواح الأبرياء بعد ضياع حلمهم 

في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات الشجب والإدانة من العواصم الغربية لما يعتقد أنه هجوم كيماوي على مدينة دوما السورية، قامت مقاتلات إسرائيلية فجر اليوم الإثنين بمهاجمة مطار "التيفور" العسكري التابع للدولة السورية والواقع في محافظة حمص، الامر الذي أودى بحياة 14 عسكريًا وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

كانت تقارير إعلامية تحدثت عن هجوم كيماوي شنه الجيش السوري على مدينة دوما يوم السبت الماضي، وتفاوتت التقديرات حول عدد ضحايا الهجوم، فبينما أكَّد المرصد السورى لحقوق الإنسان سقوط أكثر من 150 قتيلًا ونحو 1000 جريح، غالبيتهم من المدنيين، قال نشطاء إنهم أحصوا 200 قتيل على الأقل، في حين أفادت تقارير أخرى بأن عدد القتلى لم يتجاوز 70 شخصًا ومئات الجرحى.

من جانبها نفت دمشق إلى جانب موسكو تورطهما في أي هجوم بالغازات السامة على مدينة دوما في الوقت الذي عاودت فيه هجمات على معاقل جيش الإسلام بالمدينة بعد فشل المفاوضات على مدار الأسبوع الماضي.

ردود أفعال غربية

وأستبقت ردود الأفعال الغربية أية تحقيقات تؤكد حدوث الهجوم الكيماوي خاصةً أنه لم يتم التثبت بعد من صحته؛ في الوقت الذي رفض فيه مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، رامى عبدالرحمن تأكيد أو نفى الأمر، مرجحاً أن "إصابات الاختناق ناتجة عن كثافة الدخان بعد القصف وأدانت العديد من الدول الغربية الهجوم."

وعلى صعيد متصل أدانت الخارجية الأمريكية، على لسان المتحدثة باسمها نويرت، بشدة "الهجوم الكيميائي"، مشددة على ضرورة، إذا ثبتت هذه التقارير، محاسبة الحكومة السورية وداعميها، وقال إن هذا الحادث يتطلب ردًا فوريًا من قبل المجتمع الدولي، وتحمّل روسيا جزءًا من المسؤولية عنه، بينما حمّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا وإيران المسؤولية عن "الهجوم" مهددًا المسؤولين بأن "الثمن سيكون باهظًا".

وسارت تركيا على نفس النغمة وأدانت بشدة ما وصفته أنه هجوم بالأسلحة الكيميائية استهدف مدينة دوما السورية،

ولم يتأخر بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني في أن يدلى بدلوه ويطالب بمعاقبة المسؤولين عن الحادث، محذرا روسيا من محاولة إعاقة التحقيق.،

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، إلى وقف المعارك في دوما، وعبر قلقه حيال المزاعم حول استخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين، ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم المزعوم في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن باريس ستعمل مع حلفائها والمنظمات الدولية للتأكد من صحة التقارير عنه.

في المقابل، أعتبرت روسيا مزاعم الهجوم الكيميائى الجديد في دوما مجرد استفزازات سبق أن تم التحذير منها، واصفة المعلومات حول استخدام دمشق الأسلحة الكيميائية في دوما السورية بأنها "تلفيق واضح"، فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية التوصل إلى اتفاق مع القادة الجدد لـ"جيش الإسلام" في دوما السورية يقضي بإلقاء سلاحهم وخروجهم من المدينة، مشددة على أن ذلك "يثبت أنه لم يجر استخدام أي أسلحة كيميائية في هذه المنطقة، وجميع الاتهامات الموجهة للقوات الحكومية من قبل الغرب ليست إلا أكذوبة جديدة".

ترسانة مدَمَرة بالفعل

في وقتِ سابق من شهر سبتمبر عام 2013 أكَّد الرئيس السوري بشار الأسد موافقة بلاده على الاتفاق الروسي الأمريكي الذي يقر تدمير ترسانة بلاده من الأسلحة الكيميائية، وفي مقابلة بثتها شبكة فوكس نيوز الأمريكية في ذلك الوقت، قال الأسد "أعتقد أنها عملية معقدة للغاية من الناحية الفنية، وتحتاج إلى كثير من المال قد يصل إلى مليار".، وتقدمت سوريا بالفعل بطلب رسمي للانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية.

الجدير بالذكر أن الجيش السوري بمساندة من القوات الروسية كان قد حقق تقدمًا ملحوظًا على الأرض خلال الفترة المنقضية، فيما يسعى حاليًا إلى إخراج مسلحي جيش الإسلام من الغوطة الشرقية.

تم نسخ الرابط