إسرائيل تصطاد في الماء العكر
كتب - مصطفى سيف
أثبتت الغارات الإسرائيلية على قاعدة "تي فور" (T4) العسكرية السورية أنَّ الاحتلال الإسرائيلي بقادته يصطادون في الماء العكر، مستغلين انشغال القوى الإقليمية في سوريا بـ"الهجوم الكيميائي" على الدوما حسب مزاعم أمريكية.
مسؤول أمريكي في تصريحات لقناة NBC الأمريكية أكَّد أنَّ الغارات التي نفّذها الطيران الإسرائيلي جاءت بناءً على رغبة أمريكية بمزاعم أنَّ روسيا زوَّدت الجيش السوري النظامي بـ 12 طائرة "سوخوي35"، حيث إنَّه من وجهة النظر الإسرائيلية فإن توجيه الضربة الجوية للقاعدة هو "الأهم والأقوى"، على حد تعبير المسؤول الأمريكي.
وبحسب المسؤول العسكري الأمريكي، فإن البنتاجون طلب من إسرائيل توجيه الضربة للقاعدة الجوية السورية بسرعة على مطار (T4) وسط سوريا من أجل تدمير سوخوي 35 التي تسلمها سلاح الجو السوري والقادرة على مواجهة طائرات الــ"إف 15" التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
على إثر هذا العمل استدعت روسيا السفير الإسرائيلي في موسكو، متهمة الاحتلال الإسرائيلي بأنَّ الحديث عن تواجد الإيرانيين في المطار المُستهدف هو محض هراء وكذب، مؤكدة أنَّ السبب الحقيقي لهذه الضربات غير مُعلن، وهو ما يشير ربما لأقوال المصدر الأمريكي العسكري بشأن الرغبة الأمريكية.
وأكد المصدر - الذي فضل عدم ذكر اسمه- بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام أجنبية أن تل أبيب تعرف إمكانيات هذا المطار ونوعية تجهيزاته، مضيفًا: "مع شعورها باقتراب نهاية حالة الفوضى وخروج سوريا من عين العاصفة، فهي تحاول قدر الإمكان تدمير ما يمكن، لترسيخ قناعتها ومكاسبها في إضعاف القدرات السورية بكل الوسائل".
بينما صعَّدت إيران من لهجتها تجاه إسرائيل بعد ضرب المطار العسكري السوري على لسان على أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الإيراني على خامنئي، واصفًا إياه بـ"جريمة إسرائيلية"، مؤكدًا أنَّها لن تمر مرور الكرام دون رد مناسب.
وبعيدًا عن الاصطياد في الماء العكر؛ فإن الغارات الإسرائيلية المتكررة ضد سوريا تشير بأنَّ الاحتلال لم يعد ينتظر التنسيق مع روسيا لضرب أهدافًا داخل سوريا يزعم أنَّه يتواجد بها إيران، وأنَّ الهدف من ضرب هذه القواعد العسكرية هي إيران في المقام الأول وليس سوريا.
ويرى مراقبون عسكريون إسرائيليون أنَّ التطورات التي بدأت تظهر منذ بضعة أشهر بشأن نشاطات إسرائيلية نشطة ضد القوات الإيرانية يحظى بدعم رؤساء المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وقد تكون له تأثيرات مثل إرجاء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وانتهاءً بتورط إسرائيل فيها.