وكيل الأزهر: الإرهابيون مفسدون ومحاربون لله ورسوله
كتب - السيد علي
ألقى صباح اليوم الخميس الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، كلمة الأزهر الشريف أمام الاجتماع الثالث عشر لمجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية، الذي يعقد في قصر الرئاسة في إسلام آباد بحضور ورئاسة ممنون حسين، رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، الرئيس الأعلى للجامعة.
وقال شومان في كلمته، إن ما يمر به العالم اليوم - خاصة بلادنا الإسلامية - من تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف، وإذكاء الصراعات الطائفية والمذهبية والعِرقية، لَيؤكدُ ضرورة التعاون الجاد لمواجهة هذه الظواهر البغيضة التي يسعى أعداء أمتنا لإذكائها واتخاذها ذريعة للقضاء على بلادنا وتحطيم آمالنا في مستقبل أفضل لشبابنا.
وعلى الرغم من تعدد صور الإرهاب المعاصر واختلاف البواعث الحاملة عليه، وتفاوت آثاره باختلاف جرائمه، إلا أن الشريعة الإسلامية لم تتوانَ في حسم مادة شره، والحيلولة دون تفشي أضراره، سواء أكان هذا الإرهاب يمارسه فرد، أم تنظمه جماعة، أم تقوم به دولة.
وأضاف وكيل الأزهر، نعلم جميعًا إنكار رسولنا الشديد على سيدنا أسامة بن زيد قتل مشرك بعد أن قال (لا إله إلا الله)، ولم يقبل رسولنا تعليل سيدنا أسامة لقتله بأنه لم يسلم حقًّا، وإنما نطق بالشهادة حين أيقن أنه مقتول لا محالة ليدفع القتل عن نفسه، فقال له مَن أرسله ربه رحمة للعالمين منكرًا عليه فعله وتعليله: «فهلَّا شققت عن قلبه!». وما زال يكررها حتى قال سيدنا أسامة: فتمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم! وإذا كان تكفير شخص واحد غلب على الظن أنه كافر غير ممكن في شرعنا الحنيف، فكيف بتكفير جيش وحكومة دولة تعتز بالإسلام منذ إنشائها، حتى أنها اتخذت الإسلام اسمًا لعاصمتها (إسلام آباد)؟!
وأشار شومان، إلى أن هؤلاء الإرهابيين مفسدون في الأرض محاربون لله ورسوله يستحقون أشد العقوبات الواردة في شرعنا على الإطلاق، وهي العقوبات المنصوص عليها في قول الله تعالى: (إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أو يُصَلَّبُوا أو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أو يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
وأكد وكيل الأزهر أن في إطار هذا التكامل والتعاون الجاد الذي يدعو الأزهر إليه ويأمل في تحقيقه، فإن الأزهر الشريف يرحب بالتعاون مع الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد في مجال التبادل العلمي ونقل الخبرات، والمنح العلمية والبعثات، وبحث القضايا الفكرية والفقهية والمجتمعية ذات الاهتمام المشترك، والاستفادة من التقنيات التكنولوجية في التعليم والبحث العلمي، والمشاركة في المؤتمرات العلمية المختلفة، ونشر الكتب العلمية والفكرية وتداولها.
كما يرحب الأزهر الشريف بالتعاون وتعزيز العلاقات مع الجمهورية الباكستانية في مجال البعثات الأزهرية، والقوافل الدعوية، وتدريب الأئمة والوعاظ، والمواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب من خلال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ومرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ومركز الأزهر للترجمة، وتقوية نسيج المجتمع الواحد والتعايش السلمي من خلال الاستفادة من التجربة الفريدة المتمثلة في (بيت العائلة المصرية)، وغير ذلك من سبل التعاون المثمر لكلا الطرفين.



