"فات يونايتد".. وحلم "الدور السابع" بمركز أورام المنصورة
الدقهلية - مي الكناني
أسابيع قليلة، وينهي فريق "Fat United" أعمال تطوير الطابق السابع بمركز أورام المنصورة، والذي سيخصص للأطفال المرضى، بتكلفة جاوزت الملايين بالجهود الذاتية.
فكرة تكوين الفريق بدأت بمزحة بين شريف الماحي وصديقه إيهاب، بعدما قرأ إعلان عن تنظيم دورة رمضانية بنادي جزيرة الورد بالمنصورة، وقررا تكوين فريق لـ "التخان"، وتسويقه بعائد مادي يعود بالنفع العام.
بداية الفريق كانت في رمضان 2016، وضم 10 من أصحاب الوزن الزائد، ووقتها قرروا جمع تبرعات للمساعدة في فك كرب مجموعة من الغارمات، ولجذب الانتباه والمتبرعين، استعانوا بنجم المنتخب السابق محمد شوقي، وعلى الرغم من خسارتهم الكروية، كانت المساهمة في الخير مكسبهم الأكبر.
وفق الفريق في سداد دين 35 غارمة خلال شهر رمضان، وواصلوا مسيرتهم بعده حتى وصل العدد إلى 65 غارمة، وكان نجاح المهمة الأولى دافعا لهم للتفكير في تحدٍ جديد، وذلك حسب شريف الماحي، عضو الفريق.
.jpg)
نال "فات يونايتد" دعمًا كبيرًا من جميع الفئات، وكان الهدف الثاني لهم تجهيز غرفة عناية مركزة بمركز أورام المنصورة، ودشنوا حملة "هنعالج ولادنا"، ونجحوا في ذلك خلال 17 يومًا فقط، وافتتحت في 23 يونيو الماضي، بحضور نجوم المنتخب الوطني عصام الحضري ومحمد شوقي وبشير التابعي، والفنان مصطفى هريدي، وقيادات المحافظة.
"مبقتش عارف عددنا، إحنا كل يوم بنزيد، وانضم لينا ناس من جوة وبره المنصورة"، هكذا عبر الماحي عن انتشار الفريق وزيادة أعضاءه عما كان متوقعًا، حتى أصبح يضم رجال أعمال ورياضيين وشباب يتسابقون جميعهم في فعل الخير.
ومع زيادة العدد، قرر مسؤولي الفريق استثمار النجاح بعيدًا عن السباق الرمضاني، وفي مارس الماضي، بدأوا رحلة جديدة تحت شعار "#حلم_الدور_السابع"، بهدف تطوير واستغلال الطابق في إنشاء ركن خاص للأطفال، بشكل وأجهزة عالمية.
يقول الماحي إنه تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات على رأسها قائد، وتنظم مسابقات بينهم وتكليفات لجمع أكبر مبلغ من التبرعات، "بنلعب مع بعض ونهزر على السوشيال ميديا، علشان نبعد عن فكرة الصعبانيات، واننا نلم فلوس بالشكل دا، لا احنا اخدنا زاوية تانية بفكرة جديدة، والحلم خرج عن مجموعة الشباب وبقى حلم المنصورة كلها".
ويوضح الماحي أن الطابق الجديد يضم عنبرين بكل منهما 6 أسرّة، وغرفة لتنظيف الملابس وتجفيفها، و8 غرف بكل منهم 3 أسرّة، وغرفة لتحضير الأدوية، وصيدلية، وغرفة عزل، وعناية مركزة، وعناية متوسطة.
.jpg)
ويشير إلى أن الهدف من تطوير الطابق هو المساهمة في خفض نسب الوفيات، وزيادة القدرة الاستعابية بالمركز، بجانب رفع الحالة المعنوية للأطفال من خلال اتباع نظام العلاج بالفن، خاصة بعد تبرع أحد الأشخاص ببيانو، وسيتم تخصيص ساعة يوميًا من المتبرعين الموهوبين للعزف للأطفال، فضلًا عن تعليم من يرغب منهم، مع وجود ركن "كيدز اريا".
ومن المقرر أن يخصص الفريق حساب بنكي للدور السابع، ليتولى الإنفاق على نفسه بعيدًا عن ميزانية الدولة والمركز.
دعاء الغرباوي، مسؤول العلاقات العامة بالمركز، تقول إن القوة الاستعابية للمركز 40 سريرا، ويستقبل سنويًا 3 آلاف طفل داخليًا، وخلال العام الماضي تردد على العيادة الخارجية 9 آلاف طفل.
وتضيف أن تطوير القسم يهدف لإضافة شكل ونظام جديد للعلاج بالمركز، مثل إضافة رسومات كرتونية على الحوائط، والعلاج بالفن، ما سيساعد في رفع الحالة النفسية للأطفال المرضى، ويؤثر في علاجهم.
وتوضح أن التطوير يشمل إضافة 10 أسرّة بالعناية المركزة، ما يعد طفرة كبيرة بالمركز، بجانب أن كل سرير في الغرف العادية مصمم ليكون سرير عناية مركزة، حال تطلب الأمر.
وتؤكد أنه يجرى حاليَا تنفيذ برنامج تدريبي للتمريض، كما تم مخاطبة الجهاز المركز للتنظيم والإدارة لحاجتهم لطبيب ثالث أطفال، مشيرة إلى أنه مع افتتاح القسم سيتم زيادة الأطباء والتمريض.
.jpg)
أما منار جمال، مشرفة تمريض قسم الأطفال، تقول إن التطوير سيساهم في رفع نسب الشفاء، من خلال تخصيص غرف مجهزة للعزل، وتقليل الكثافة في الغرفة الواحدة، ما سيحسن حالتهم النفسية.
وتستكمل "احنا بنتعامل مع المريض انه مجرد حالة عندها سرطان، ليه بروتوكول كيماوي يمشي عليه، مش طفل ليه هوايات المفروض نهتم بيها، بس الإمكانيات مكنتش بتسمح بدا"، لافتة إلى أن الألوان والرسومات التي ستلصق على جدران الدور السابع ستكون العامل الأول في شفاء الأطفال.
وتؤكد جمال أن مضاعفات العلاج الكيماوي أكثر من علاجه، الأمر الذي يستوجب الاهتمام بنفسية الطفل، وهو ما وضعه فريق فات يونايتد في اعتبارهم خلال تطويرهم "الدور السابع".



