وزير الكهرباء يستعرض مع مسؤولي الطاقة بالسعودية التعاون المشترك
كتب - سامى عبد الرحمن
عقد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة اجتماعًا بفريق التعاون السعودي - المصري في مجال الكهرباء بحضور كل من الدكتور نايف بن محمد العبادي وكيل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية لشؤون الكهرباء بالمملكة العربية السعودية.
وخلال اللقاء ألقى شاكر رحب في بدايتها بفريق العمل السعودي في بلدهم مصر التي تعد ملتقى الأشقاء العرب للعمل على دفع التعاون العربي المشترك في جميع المجالات.
وأشاد شاكر بالروابط العميقة التي تجمع بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية وبين شعبيهما الشقيقين، والعلاقات الأخوية الراسخة التي تربط بين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولى عهد المملكة العربية السعودية، والعلاقات العريقة الاستراتيجية والمتميزة بين البلدين على كافة المحاور الاقتصادية والسياسية.
وأشار شاكر إلى قضية الطاقة، التي تمثل أحد أهم السبل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو مستقبل أفضل باعتبارها المحرك الرئيسي لخططِ التنميةِ الاقتصادية والاجتماعية، وتعمل على تحقيق طموحات الشعوب التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى توافر الإمدادات الآمنة من مصادر الطاقة.
وأوضح أنه بالرغم من التحدياتِ الكبيرة التي واجهتها مصر في توفير الطاقة للسوق المحلى خلال مرحلة سابقة، فقد استطعنا على خلفية الاستقرار السياسي اتخاذ عدد من الإجراءات والسياسات الإصلاحية بقطاع الطاقة في إطار إستراتيجية جديدة تضمن تأمين الإمدادات والاستدامة والإدارة الرشيدة.
وكان من أهم ثمار هذه السياسات في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة القضاء نهائيًا على أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وتحقيق احتياطي ءامن من الطاقة الكهربائية، وقد قام القطاع بجهود كبيرة لتنفيذ مشروعات لتوليد الطاقة الكهربائية حيث سيصل إجمالي القدرات الكهربائية المضافة إلى الشبكة الكهربائية الموحدة بنهاية عام 2018 إلى حوالي إلى 25 ألف ميجاوات، كما أنه تم إجراء العديد من الخطوات التنفيذية لتحقيق التحول الكامل إلى مرحلة أكثر استدامة لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة.
وبفضل الموقع الجغرافي الرائع لمصر عند ملتقى القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا كما أن مصر دولة عابرة للقارات بسبب موقعها في شمال شرق أفريقيا، ولها أيضا امتداد آسيوي، تشارك مصر بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية حيث ترتبط مصر كهربائيًا مع دول الجوار شرقاً وغرباً مع كل من الأردن وليبيا ويتم حالياً إعداد دراسة جدوى لزيادة سعة خط الربط الكهربائي مع الأردن لتصل إلى 2000-3000 ميجاوات بدلاً من 450 ميجاوات حالياً، وذلك من خلال الربط على الجهد الفائق المستمر HVDC.
وقد تم توقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي شمالاً مع قبرص واليونان في قارة أوروبا، وتم الاتفاق على نقطة الربط في الجانب المصري 100 كم غرب دمياط. وبذلك تكون مصر مركز محوري للربط الكهربائي بين ثلاث قارات.
كما يتم اتخاذ الخطوات التنفيذية لتزويد جمهورية السودان الشقيق بقدرة كهربية تصل إلى200-300 ميجاوات.
ومن الجدير بالذكر أن الربط الكهربائي بين شمال وجنوب المتوسط سوف يعمل على استيعاب الطاقات الضخمة التي سيتم توليدها من الطاقة النظيفة.
وتأكيداً على العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين خاصة في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة، يأتي مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية من خلال الربط على الجهد الفائق المستمر (HVDC) جهد ± 500 ك.ف لتبادل قدرة 3000 ميجاوات، وذلك كأحد أهم مشروعات الربط الكهربائي العربي.
وأضاف أننا من جانبنا نثمن ونقدر الجهود التي يبذلها الجانب السعودى في سبيل إتمام هذا المشروع الهام والذي يؤدى إلى تكامل خطوط الربط الكهربائى بين شبكات دول الربط الكهربائي الثماني، وشبكات دول الربط الكهربائي الخليجي.
وأكد على أهمية الالتزام بمواعيد نهائية للانتهاء من جميع حزم المشروع وخاصة الحزمة الخاصة بالكابل البحري عبر خليج العقبة، وكذا التأكيد على أهمية اختيار مكتب استشاري واحد لإدارة تنفيذ مشروع الربط الكهربائي السعودي المصري بهدف ضمان تنفيذ جميع مكونات المشروع في الجانبين طبقاً للبرنامج الزمنى.
وأشار شاكر إلى أن قطاع الكهرباء المصري وقع مذكرة تفاهم مع توقيع اتفاقية تعاون مع المنظمة الدولية لتطوير مشروعات الربط الكهربائي (GEIDCO) للتعاون في عدد من المجالات من بينها إجراء البحوث حول إستراتيجية الطاقة في مصر، وتعزيز تنمية استخدام الطاقات المتجددة وتكامل الشبكات الكهربائية، وكذا التشاور الفني لتطبيقات الشبكات الذكية، بالإضافة إلى الترويج لمفهوم الربط الكهربائي العالمي.
كما أشار إلى ما تتمتع به مصر من ثراء واضح في مصادر الطاقات المتجددة والتي تشمل بشكل أساسي طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتصل القدرات الكهربائية التي يمكن إنتاجها من هذه المصادر إلى 90 جيجاوات.



