الصحة: الاضطرابات النفسية في الريف أكثر من المدن
كتب - محمود جودة
أعلنت وزارة الصحة والسكان، ممثلة في الأمانة العامة للصحة النفسية ظهر اليوم، نتائج المسح القومي للصحة النفسية ومعدل انتشار الاضطرابات النفسية بجمهورية مصر العربية لعام 2017، بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، وبتمويل من منظمة الصحة العالمية، وذلك في مؤتمر بمقر مركز تدريب الاطباء بالعباسية.
يأتى هذا في اطار تطوير الخدمات في مجال البحوث النفسية، وتكوين قاعدة بيانات دقيقة ومتكاملة عن انتشار الاضطرابات النفسية المختلفة في المجتمع، وكدلالات عن نوعية الخدمات العامة والمتخصصة في مجال الصحة النفسية.
وأوضحت الدكتورة منن عبدالمقصود رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية أن هذه الدراسة تعد الاولى من نوعها التي شملت كافة محافظات الجمهورية، والتي يتم من خلالها رصد الفجوة بين معدل انتشار الاضطرابات النفسية والخدمات المتاحة بكل محافظة، ومن ثم التوسع في مساحة وحجم الخدمات النفسية التخصصية لتشمل كافة المحافظات مع دمج خدمات الصحة النفسية بوحدات الرعاية الاولية والمستشفيات العامة التابعة لوزارة الصحة والسكان.
وأضافت "منن" انه يتم إرساء نظام شامل لتحويل الحالات النفسية الحرجة إلى مستشفيات الصحة النفسية المتخصصة على مستوى الجمهورية، لافتة إلى تقديم خدمات الصحة النفسية وعلاج الادمان من خلال 18 مستشفى ومركزا في مختلف ربوع الجمهورية.
وأشارت "منن" إلى أن حجم العينة التقديرية التي أجري عليها المسح بلغت 22 الف أسرة موزعة في المحافظات الحضرية بنسبة 45%، والريفية بنسبة 55%، وذلك بالتناسب مع حجم الاسر في المحافظة، لافتة إلى أنه تم اعداد العينة في يناير 2010، ويتم تحديثها كل ثلاث سنوات، مشيرة إلى أنه شارك في هذا المسح 250 باحثا، تم تدريبهم على يد 20 خبيرا من الاطباء النفسيين، على 5 مراحل تضمنت التدريب على ترتيب المقابلة وادارتها والحصول على الموافقة المستنيرة، والتحقق من صحائف السجلات للتأكد من انها كاملة ودقيقة ومقروءة ومناسبة لادخال البيانات.
وأظهرت الدراسة بالمسح الأولى أن 7% من العينة يعانون من اضطرابات نفسية، لافتة إلى أن أكثر الاضطرابات انتشارًا هي اضطرابات المزاج وخصوصًا الاكتئاب، يليها سوء تعاطي المواد المخدرة.
وكشفت الدراسة أن معدل انتشار الاضطرابات النفسية في المناطق الريفية أعلى منها في المناطق الحضرية، وهو ما اظهر الحاجة لتوجيه تخطيط الخدمات النفسية إلى المناطق الريفية.
واعتبرت الدراسة أن التاريخ العائلي للاضطرابات النفسية هو واحد من أكثر العوامل المؤثرة في ظهور الاضطراب النفسي، بينما ممارسة الأنشطة الاجتماعية مثل: الرياضة وممارسة الهوايات، يساعد بشكل كبير على انخفاض انتشار الأمراض النفسية، وهذا يدل على أهمية إدراج الأنشطة الاجتماعية في الحياة اليومية لأفراد الشعب المصري، حيث تؤكد الأبحاث العالمية والمحلية على أهمية العلاجات النفسية بجانب العلاج الدوائي في بناء المهارات وتقليل التعرض للاضطرابات النفسية، كما أشارت الدراسة إلى أن عدم وجود مهنة محددة يرتبط بمزيد من المعاناة الصحية النفسية.



