اغتيالات "الموساد" خارج فلسطين.. "البطش" ليس أولهم
كتب - عبد الحليم حفينة
لم تكن واقعة اغتيال الأكاديمي الفلسطيني فادي البطش في العاصمة الماليزية كوالامبور، أول عملية اغتيال تُرتكب تجاه فلسطينيين لهم نشاط داخل حركات المقاومة، في حين تشير أصابع الإتهام في العادة إلى الموساد الإسرائيلي، الذي يعتبر الجهاز الاستخباراتي ذائع الصيت في مثل هذا النوع من العمليات القذرة.
"البطش" الذي تخصص في مجال الهندسة الكهربائية ُقتل بعدما أطلق مسلحان يستقلان دراجة نارية النار عليه بينما كان يسير على ممر المشاة وفقًا لما أعلنته الشرطة الماليزية، في حين إدعى المحلل الإسرائيلي "رونين بريجمان" بجريدة "يديعوت أحرنوت" أن البطش يعمل ضمن وحدة سرية لتطوير الأسلحة في حماس،
وأضاف إذا ما تورط الموساد في هذه العملية فإنه أمر يأتي ضمن استهداف الموساد لوحدات البحث والتطوير بحركة حماس.
تاريخ من الغدر الصهيوني
لا تختلف الطريقة التي ُقتل بها البطش كثيرًا عن الطريقة التي ُأغتيل بها المهندس التونسي محمد الزواري والذي كان عضوًا في كتائب عز الدين القسام، أشرف على مشروع تطوير صناعة الطائرات بدون طيار في وحدة التصنيع في كتائب القسام، والتي أطلق عليها اسم أبابيل1؛ وقد قتل في ديسمبر 2016 أمام منزله بمدينة صفاقس عندما أطلق مسلحان النار عليه.
بالعودة قليلًا إلى سبعينيات القرن الماضي التي تقودنا إلى بداية عمليات الإغتيال التي قادها الموساد؛ ففي يوليو عام 1972 أستشهد الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني مع ابن أخته لميس أثناء تفجير سيارة مفخخة في العاصمة اللبنانية بيروت، وقد كان كنفاني أحد أهم المدافعين عن القضية الفلسطينية بكتاباته، إضافة إلى كون كان أحد أهم قيادات المقاومة الفلسطينية؛ حيث كان عضوًا بالمكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمتحدث الرسمي باسمها.
لم يكن لعمل الدكتور محمود الهمشري الدبلوماسي والسياسي أي حصانة من استهدافه من الموساد في فرنسا؛ فقد أعتبر الهمشري الممثل غير الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية بفرنسا، وقد تم إغتياله بعد زرع الموساد قنبلة في منزله، وقد نقل للمستشفى متأثرًا بجراحه بعد إنفجار القنبلة، وقد فارق الحياة يوم 10 يناير عام 1973 بعد شهر من إصابته بجراح بالغة في الفخذ.
استمرت عمليات الاغتيالات التي قادها الموساد الإسرائيلي في هذا التوقيت؛ ففي 13 أبريل عام 1973 قامت وحدة من الكومندز الإسرائيلي بإغتيال ثلاثة من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، بعد عمليات إنزال ليلي على شواطئ بيروت، استهدفت اغتيال كمال عدوان المتحدث الرسمي باسم المنظمة، والشاعر كمال ناصر، بالإضافة للقيادي يوسف النجار.
في يوم 22 يناير 1979 تمكن الموساد من الوصول إلى أحد أهم القيادات الفلسطينية؛ فأثناء خروج القيادي الفلسطيني على حسن سلامة من منزل زوجته جروجينا رزق، همَّ باستقلال سيارته التي إنفجرت وهو بداخلها بعدما فخخها عملاء الموساد الإسرائيلي.
في ذات العام تمكن الموساد أيضًا من إغتيال زهير محسن بمدينة كان الفرنسية، محسن الذي كانت علاقته بفتح وبياسر عرفات كان متوترة في أحيان كثيرة، تزعَّم منظمة الصاعقة الفلسطينية إضافة إلى أنه كان رئيس الدائرة العسكرية في منظمة التحرير الفلسطينية.
استطاع الموساد إغتيال ماجد أبوشرار المسؤول الإعلامي لمنظمة التحرير الفلسطينة، بعدما زُرعت قنبلة تحت سريره بأحد الفنادق بالعاصمة الإيطالية روما، يوم 9 أكتوبر عام 1981.
في حين أُغتيل عاطف بسيسو مسؤول الأجهزة الامنية لمنظمة التحرير الفلسطينية وذلك يوم 8 يونيو من العام 1992، وقد اتهمه الكيان الصهيوني بالمشاركة في احتجاز الرياضيين الإسرائليين بميونخ.
في 26 أكتوبر عام 1995 اُغتيل فتحي الشقاقي مؤسس والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي بفلسطين، بعد عودته من ليبيا إلى مالطا.
أما عن القيادي بكتائب عز الدين القسام محمود المبحوح الذي تعتبره إسرائيل أحد مسؤولًا عن خطف الجنديين الإسرائيليين خلال الإنتتفاضة الفلسطينية الأولى، إضافة إلى إتهامه بتهريب الأسلحة إلى من إيران إلى قطاع غزة، فقد قُتل خنقًا بعد صعقه بالكهرباء في أحد فنادق دبي يوم 19 يناير من العام 2010.



