الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بالأرقام..​ العمليات الإرهابية تتراجع من 600 عملية في 2015 إلى 45 في 2017

بالأرقام..​ العمليات
بالأرقام..​ العمليات الإرهابية تتراجع من 600 عملية في 2015 إ
كتب - عبد الحليم حفينة

​التتبع الزمني للأحداث يظهر تورط الإخوان في الجرائم التفجيرية بسيناء

ارتفعت ​من ​ 34 عملية ​في ​ 2013 إلى 222 في 2014  ثم تضاعفت 3 مرات في العام التالي

 العملية الشاملة تجبر التكفيريين على اقتصار عملياتهم على زرع 12عبوة ناسفة في  4 شهور خلال 2018

 لم تخل دولة في العالم من عمليات إرهابية تستهدف المدنيين العزل أو الجيوش الوطنية، يقوم بتنفيذها مجموعات مارقة من الغارقين في الأوهام على اختلاف تياراتهم الفكرية ومشاربهم الاجتماعية ونزاعاتهم السياسية، وكان للدولة المصرية من مجابهة هذا الخطر الداهم نصيب، وكالعادة يقف في مقدمة المواجهة المسلحة الجيش والشرطة المنوطان بحماية أمن الوطن وأمانه.

 

 

ومنذ هبوب رياح التغيير في يناير 2011 استغل الإرهابيون حالة الفراغ الأمني التي أعقبت ثورة يناير وحاولوا ​التسلل داخل الأراضي المصرية، فاتخذوا الأوكار الإجرامية بسيناء حصنًا لهم ينطلقون​ منها​ لتنفيذ عملياتهم، وبدأت ​عملياتهم الإرهابية ​ في البداية باستهداف خط الغاز المار بسيناء، ثم بدأت العمليات تأخذ بعدًا أخر باستهداف قوة من حرس الحدود برفح والجنود صائمون في نهار رمضان عام 2012 ثم اختطاف جنود من الجيش والشرطة واستخدامهم للإساءة للقيادة العسكرية ممثلة في وزير الدفاع وقتها الفريق أول عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية الحالي

وفى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بنظام الإخوان الإرهابي وظهور محمد البلتاجي في اعتصام رابعة قائلا : إن الذي يحدث في سيناء سيقف في نفس اللحظة التي يتم إعادة مرسى إلى سدة الحكم مما يظهر بما لا يدع مجال للشك أن الإخوان هم من يرتكبون العمليات الإرهابية في سيناء بمعاونة أجهزة مخابرات إقليمية ودولية حيث بدأ يتجلى الإرهاب في أفظع صورة مما دفع القوات المسلحة والشرطة المدنية لمواجهته بكل قوة وكسر شوكته في حرب ضروس تجلت أهم فصولها في على الإطلاق في "العملية الشاملة سيناء 2018" التي بدأت في حصار وتجفيف حواضن الإرهاب.

 

 

من الإرهاب المنفرد إلى الإرهاب المنظم.. (فبراير 2011 إلى يونيو 2012)

في أعقاب ثورة يناير بدأت عمليات فردية في النصف الأول من العام 2011 تستهدف بشكل أساسي خط الغاز (المصري - الأردني)؛ حيث شهدت تلك المرحلة حوالي 15 عملية تفجير لخط الغاز من أصل 25 عملية إرهابية، وكانت أول عملية إرهابية تشهدها مصر أثناء ثورة يناير، وذلك بقيام عناصر إرهابية بتفجير خط الغاز بمدينة العريش يوم ٥ فبراير٢٠١١.

شهد النصف الثاني من عام 2011 تغيرًا ملحوظًا في نشاط الجماعات الإرهابية بسيناء؛ حيث بدأت في توحيد صفوفها تحت راية "التوحيد والجهاد"، فأخذت الأحدث منحى تصاعديًا للعنف بسيناء، ففي تلك الفترة شهدت سيناء عمليات أكثر عنفًا، وكانت أولى العمليات الكبرى في تلك الفترة؛ العملية التي وقعت يوم 29 يوليو 2011 والتي أسفرت عن استشهاد خمسة من بينهم ضابط بالقوات المسلحة.

توالت العمليات الإرهابية بعد ذلك بشكل متزايد، وكان أبرزها؛ الهجوم على فندق بطابا يوم 10 يناير 2012، والاستيلاء على سيارة أمن مركزي بمنطقة الحسنة وسط سيناء يوم 24 مارس من ذات العام، وفي خطوة تنظيمية وأكثر تطور ظهر من خلالها تحريك للإخوان لهذه الجماعات الإرهابية تم الإعلان عن قيام تنظيم "أكناف بيت المقدس"، والذي يعتبر اللبنة الأولى لتنظيم "​ أنصار بيت المقدس"​ بسيناء.

 

 

من يونيو 2012 إلى يونيو 2013.. العام الأهدى نسبيًا

تكمن أهمية رصد العمليات الإرهابية خلال يونيو 2012 إلى يونيو 2013 في تقديم دلالة هامة يمكن قراءتها بين السطور، خاصةً مع ارتباط هذه الفترة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، فخلال هذا العام وقعت 11 عملية فقط، راح ضحيتها 22 شهيدًا، إضافة إلى ارتباط العملية الأكثر عنفًا بإقالة وزير الدفاع ورئيس الأركان وبعض القيادات العسكرية في ذلك الحين؛ حيث أستشهد 16 ضابطً ا​و جنديًا​ من قوات الشرطة بمنطقة رفح يوم 5 أغسطس 2012، العملية التي اتخذت زريعة أيضًا لإلغاء الإعلان الدستوري الصادر 17 يونيو 2012.

من يونيو 2013 إلى يونيو 2014.. موجة شرسة

 تتضاعف عدد العمليات الإرهابية بمصر بعد ثورة 30 يونيو إلى 10 أضعاف ما كانت عليه في العام السابق، فقد شهدت الفترة الانتقالية التي حكم فيها الرئيس عدلي منصور عمليات أكثر عنفًا وأوسع مجالًا وتأثيرًا بواقع 222 عملية إرهابية تقريبًا، وقد شهد هذا العام أكبر عملية إرهابية سقط فيها شهداء؛ حيث أستشهد نحو 25 ضابطًا وجنديًا يوم 19 أغسطس 2013 فيما عرف حينها بمذبحة رفح الثانية، وجاءت ارتفاع معدلات الإرهاب بهذه الطريقة بعد تهديدات من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية بحرق مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو.

فترة حكم السيسي.. من ذروة العنف إلى تطويقه بالأمن والتنمية

 مع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر سعت التنظيمات الإرهابية إلى تكثيف عملياتها في بر مصر بأكمله، وخاصةً في سيناء التي تعتبر مركزًا رئيسيًا لعملياتهم، وبالعودة لإحصائيات مركز الأهرام للدراسات السياسية والاقتصادية نجد أن خلال الأعوام الثلاثة 2014 و2015 و2016 شهدت تلك الفترة وقوع نحو 1003 عملية إرهابية منذ ولاية الرئيس السيسي وحتى 25 يناير 2017.

وتميز عام 2015 تحديدًا بكثافة العمليات الإرهابية؛ حيث شهد ما يقرب من 600 عملية إرهابية في حين شهد عام 2014 ما يقرب من 222 عملية، بينما تراجعت العمليات في عام 2016؛ حيث بلغت ما يقرب من 199 عملية إرهابية، في حين حدث تراجع كمي في عام 2017 أيضًا؛ فلم يتجاوز عدد العمليات 50 عملية إرهابية.

 

 

برغم تراجع عدد العمليات الإرهابية عام 2017، إلا أن العملية التي استهدفت مسجد الروضة هي الأكبر في تاريخ حرب مصر مع الإرهاب؛ حيث سقط 305

​شهداء، وتأتي هذه العملية للتدليل على حصار الإرهابيين وإفلاسهم، الأمر الذي دفعهم إلى استهداف مدنيين عزل بهذه الطريقة الوحشية وهم يؤدون صلاتهم، وكان إجمالى​ ما سقط من شهداء في هذا العام 539 شهيدًا.

العملية الشاملة سيناء 2018 وتطويق الإرهاب جاءت العملية الشاملة للقوات المسلحة "سيناء 2018" مدفوعة بأحداث مسجد الروضة تحديدًا، وبالتزامن مع ظروف إقليمية ودولية مواتية عززت من حتمية شن هجوم شامل؛ حيث جاءت العملية مع انهيار تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، وبالتزامن أيضا مع توجيه الجيش الوطني الليبي ضربات قوية لمعاقل داعش بمنطقة درنة الليبية، الأمر الذي حسم مسألة المواجهة الشاملة وسط اندحار داعش في الدول المجاورة الأمر الذي قد يدفع أفرادها إلى الفرار باتجاه الحدود المصرية، مما يفسر اختيار القيادة السياسية للتوقيت الذي بدأت فيه العملية.

ووفقًا للبيانات التي أصدرها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة فإن الإنجاز الأكبر الذي حققته العملية الشاملة، هو تدمير البنية التحتية للجماعات الإرهابية بسيناء؛ فحتى إصدار البيان رقم 20 كان مجمل ما تم تدميره 4137 ملجأ ومخزنًا ووكرًا تستخدمه تلك الجماعات، إضافة إلى مقتل 226 من العناصر الإرهابية، في حين أن عدد ما تدميره من أوكار أثناء عملية "حق الشهيد1" لم يتجاوز 400، إضافة إلى تدمير أعداد كبيرة من سيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية وهدم عد كبير من الأنفاق.

القدرة التدميرية للعملية الشاملة يفسرها نوعية التسليح الجديدة ذات الطبيعة الخاصة، ومنها مروحيات الأباتشي الهجومية، ومروحيات الشينوك الناقلة، وطائرات النقل التكتيكي الكاسا سي 295 الناقلة، وطائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا، وكذلك زوارق للقوات الخاصة قابلة للنفخ وعربات الجيب TJLبجانب بعض الأسلحة التقليدية ومنها مقاتلات 16f، ومقاتلات رافال متعددة المهام.

إفلاس وتدليس إعلام الإرهاب في حين لم يشهد الربع الأول من عام 2018 سوى عدد قليل من العمليات الإرهابية لم تتجاوز 12 عملية زرع ألغام​ .

 

تم نسخ الرابط