بطولات الأجداد يواصلها الأحفاد.. شهيد صراوة :"حقك عليا يا أمي لو كنت زعلتك في يوم"
المنوفية - منال حسين
عبد الحميد ترك طفلا عمره 3 أشهر ودفع حياته فداء للوطن
رن الهاتف والأب بالحقل فإذا بصوت غريب” البقاء لله ياحاج محمود، ابنك نحتسبه شهيد“ أغلق الأب الهاتف دون أن ينطق بكلمة، سقط جالسًا بالأرض، انهمرت دموعه وصرخت أخته الكبرى نورا بصوت عال” أخويا مات“، مشهد قصير يروي قصة حماة الوطن، ودورهم في الحفاظ على الدولة، قدموا أرواحهم فداءً لنا، تركوا قلوبا ثكالى وأطفالا لم تر أعينهم النور بعد إنه الشهيد الرقيب عبدالحميد محمود عبدالحميد أبوالمجد، بسلاح المدرعات والبالغ من العمر27 عامًا، ابن قرية "صراوة" التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، والذي استشهد في العملية الشاملة 2018بسيناء، كان ضمن الكتيبة التي أحبطت هجوما على معسكر القوات بوسط سيناء، وضحى بروحه الطاهرة ليفدي باقي أقرانه من القوات المسلحة، إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، إما النصر أو الشهادة.
كان الشهيد قد ترك زوجته وطفله عبدالله الذي لم يبلغ من العمر ثلاثة أشهر وأبا وأما وأخوين هما ”محمد وسعيد“ وأختين هما ”رضا ونورا“، حيث تطوع بالقوات المسلحة منذ ما يقرب من7 سنوات، لخدمة وطنه والدفاع عنه ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من تراب الوطن.
"بوابة روزاليوسف" انتقلت لمنزل الشهيد لمعرفة الجانب الإنساني بحياته ومطالب عائلته، فكان هذا الحوار مع والده الحاج محمود الموظف بهيئة الصرف الصحي بالقاهرة، ليروي لنا ما لم يعرفه الآخرون عن الشهيد، في البداية أكد الوالد على حسن أخلاق نجله الشهيد والذي يعترف بها الجميع وتجسدت في المشهد الجنائزي الكبير والذي حضره الآلاف من أهالي قرية صراوة والقرى التابعة لها.
.jpg)
وأوضح والد الشهيد أن نجله كان دائم الصلاة وخاصة صلاة الفجر، مضيفًا أنه دائمًا ما يقول له ولاشقائه ”من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه“، مشيرًا لتدينه الشديد ونظرًا لحبه لله أحبه الله وأحب لقاءه واختاره ليكون شهيدًا، لافتًا إلى أنه لم يحزن للدفاع عن الوطن، ولكن حزنه فقط على الفراق، داعيًا المولى عز وجل أن يجمعه به في الفردوس الأعلى.
وتضيف الحاجة سعاد رمضان عواد، والدة الشهيد، أن آخر مكالمة لهم كانت بعد صلاة العشاء قبل استشهاده بساعات، مضيفة أن المكالمة التليفونية كانت توصية من الشهيد على نجله عبدالله وكأن قلبه كان يشعر بأن الأجل قد اقترب قائلا ” ولدي أمانة في رقبتكم“ ثم قال ”حقك عليا يا أمي لو كنت زعلتك في يوم“.
وأضافت والدة الشهيد أنها قدمت ابنها فداءً لتراب مصر مشيرة إلى أن الحرب على الإرهاب لم تنته وتطهير سيناء مستمر لآخر جندي مصري، لافتة لأنهم جميعًا مع الدولة قلبًا وقالبًا.
وطالبت زوجة الشهيد من المسؤولين بمحافظة المنوفية، باستخراج تصريح بناء قطعة أرض زراعية خارج نطاق الحيز العمراني مساحتها قيراط، لإنشاء منزل لنجل الشهيد.
.jpg)



