"داعش" تستهدف الصحفيين
قتل تسعة صحفيين وأصيب ستة آخرون، في تفجير انتحاري مزدوج، نفذه تنظيم "داعش" بالعاصمة الأفغانية كابول، وهو يعتبر أكثر الهجمات دموية، التي تستهدف صحفيين منذ سقوط نظام حكم حركة طالبان عام 2001.
وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود"، في بيان، إن 36 عاملاً في الإعلام قتلوا في هجمات بأفغانستان نفذتها حركة طالبان أو تنظيم "داعش"، منذ 2016.
وأوضحت المنظمة أن الصحفيين الستة المصابين يعانون من إصابات خطيرة، لافتة إلى أن أعمارهم جميعًا تقل عن 30 عامًا.
وحثّت الحكومة الأفغانية على بذل المزيد من الجهد لحماية الصحفيين. وناشدت أنطونيو غوتيريش، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، تشكيل بعثة خاصة للأمم المتحدة من أجل حماية الصحفيين.
وذكرت الشرطة أن انتحاريًا على دراجة نارية تسبب في الانفجار الأول في نقطة تفتيش بالقرب من حي يقع به مقر الاستخبارات، وبعد ذلك بمدة قصيرة انفجرت قنبلة ثانية في الحي ذاته وسط مجموعة من الصحفيين.
ولقي أشخاص آخرون حتفهم، الاثنين، أيضًا في هجمات تفجيرية في أجزاء أخرى من البلاد. وتبنى تنظيم داعش الاعتداءين في كابول، حيث أعلن أن الهجوم الثاني استهدف "المرتدين من الأمن والإعلام وغيرهم"، الذين تجمعوا لدى وقوع الانفجار الأول.
وبعد ساعات من هجومي كابول، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن مراسلا أفغانيا لها قتل بالرصاص، الاثنين، في جنوب شرق أفغانستان.
وصرح مدير خدمة "بي بي سي"، العالمية جيمي أنغوس في بيان، “بحزن كبير نؤكد مقتل مراسل خدمة بي بي سي الأفغانية أحمد شاه في اعتداء وقع في ولاية خوست المضطربة".
وبذلك يرتفع عدد القتلى الصحفيين في أفغانستان إلى 10، بينهم مصور في وكالة فرانس برس، ومصور آخر يعمل لصالح قناة طلوع نيوز المحلية.
وأثار هجوم كابول موجة من الحزن في أوساط الصحفيين، الذين قدم الكثير منهم تعازيهم عبر موقع تويتر للزملاء والأصدقاء. وقال المتحدث باسم شرطة كابول حشمت ستانيكزاي، إن الانتحاري تنكر كصحفي وفجر نفسه وسط الحشد، الذي ضم صحفيين.
وذكرت مراسلون بلا حدود أن من بين الصحفيين القتلى شاه مراي وزملاء له من “راديو فري يوروب”، وشبكتي “تولو نيوز” و”1تي في” الأفغانيتين وغيرها.
وانضم مراي إلى وكالة فرانس برس كسائق عام 1996، وهي السنة التي سيطرت فيها طالبان على السلطة. وبدأ يلتقط صورًا على هامش ذلك لتغطية أحداث بينها الاجتياح الأمريكي في 2001.
وفي 2002، أصبح يعمل مصورا رسميا إلى أن أصبح مدير قسم التصوير في المكتب. وقال في نبذة تعود إلى العام 2015 “علمت نفسي التصوير ولذا فدائما أتطلع إلى تطوير ذاتي، والآن صوري تظهر في كل أنحاء العالم”.
وأضاف، “أفضل ذكرياتي هي عندما أفوز في مسابقة عبر التقاط أفضل الصور للرئيس أو غيره أو من موقع تفجير. أحب أن أكون الأول” في الموقع.
وسبق أن فقد مكتب فرانس برس في كابول صحفيا آخر هو سردار أحمد، الذي قتل في مارس 2014 مع جميع أفراد عائلته باستثناء طفل في الثالثة من العمر، في اعتداء لحركة طالبان. وكان سردار أحمد صديقا مقربا من شاه مراي.
وقالت مديرة الأخبار في وكالة فرانس برس ميشيل ليريدون، “إننا مصدومون لمقتل مصورنا شاه مراي، الذي كان يشهد منذ أكثر من 15 عامًا على المأساة التي حلت ببلاده. إن إدارة فرانس برس تحيي شجاعة هذا الصحفي وحسه المهني وسخاءه، وقد غطى العشرات من الاعتداءات قبل أن يقع بنفسه ضحية الوحشية”.



