السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

في "التكية" و"التختبوش".. هنا نبت خالد محيي الدين

في التكية والتختبوش..
في "التكية" و"التختبوش".. هنا نبت خالد محيي الدين
كتب - عبد الحليم حفينة

الصاغ الأحمر الذي نشأ في حضن الطريقة النقشبندية

 

من يتتبع سيرة النبلاء يدرك أن الظروف التي صنعتهم استثنائية تمامًا كشخصياتهم، ومن رحابة الروحانيات في التكية النقشبندية، والاندماج مع أبناء الفلاحين، نبتت هذه الشخصية الاستثنائية في جبين الوطن، ويبقى فراق العظماء ثقيلًأ على الروح، فنندفع لنفتش بين أوراقهم علّنا نجد فيها عزاءًا بعد الرحيل.

في كتابه "والآن أتكلم" يحكي "الصاغ الأحمر" خالد محيي الدين عن نشأته الأولى، والتي غلفتها مسحة صوفية؛ حيث نشأ في بيت جده بالتكية النقشبندية بالحلمية، ويصف محيي الدين التكية التي نشأ بها، فيقول "بيت شرقي ساحر، فسقية في منتصف الواسعة المليئة بالأشجار والورود والتمر حنة، لم يكن بيتًا عاديًا، إنه تكية السادة النقشبندية، هنا قبر جدي الأكبر لأمي، الشيخ الخليفة محمد عاشق".

ومن المعروف أن التكية مكان يقدم الخدمة للمتصوفين وعابري السبيل، وتقام فيه الطقوس الروحية وحلقات الذكر التي يعقدها المتصوفون، وبالتكية يوجد أيضًا مكتبة، فيصف حال أيوب أفندي، عثمان أفندي، ذهني أفندي، وهم الثلاثة القائمين على شؤون التكية، فيقول: "يقرأون كثيرًا، ويتعبدون في أناة وبلا تشدد، وبقية النهار يعبدون الله بخدمة الناس، وفي رحاب هذا العبق الديني نشأ خالد محيي الدين، وظلت هذه العلاقة الحانية مع الدين تتملكه طيلة عمره، كما أشار هو بنفسه.

المفارقة أن بعد وفاة عثمان خالد، جد خالد محيي الدين لأمه ووقت أن كان وقتها محيي الدين ضابطًا بالجيش، عرض عليه مشيخة الطريقة النقشبندية خلفًا لجده، ولكنه رفض، وبرر رفضه بأنه فضّل أن يتعبد من طريق أكثر رحابة، وهو خدمة الوطن ككل، وتولى ابن خالته مشيخة الطريقة، لكن السؤال، ماذا لو كان قد وافق خالد محيي الدين؟!

في إجازته الصيفية اعتاد أن يذهب محيي الدين إلى مسقط رأسه بكفر شكر ليقضي أجازته الصيفية بجوار التختبوش (المضيفة) بجوار بيت العائلة، فيقول في مذكراته: "هنا تبدو الحياة مختلفة، فالجد محيي الدين تاجر ومزارع شاطر، تاجر في القطن في زمان الحرب الأهلية الأمريكية وكسب كثيرًا، وفي كفر شكر اشترى مئات الأفدنة" ويصف الحياة في التختبوش، فيقول "وبرغم تميز الأسرة ببعض الثراء، فإن "التختبوش" الذي كان في قلب كفر شكر قد أتاح لي خلال أشهر الصيف اندماجًا شبه كامل مع أبناء الفلاحين، كنا نلعب كرة القدم الشراب معًأ بحماس قادر على إزاحة أي فوارق طبيقة".

 

تم نسخ الرابط