الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"حافة الهاوية".. خطة "ترامب" لإشعال فوضى الشرق الأوسط

حافة الهاوية.. خطة
"حافة الهاوية".. خطة "ترامب" لإشعال فوضى الشرق الأوسط
كتب - عادل عبدالمحسن

سقوط النظام الإيراني يفقد أمريكا شرعية وجود قواتها في المنطقة

زوال التهديد الصفوي يجعل بيع الأسلحة الأمريكية لدول الخليج يتراجع بشكل كبير

 

سياسة "حافة الهاوية"، التي يستخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إدارة الصراعات الدولية على ما يبدو تروق كثيرًا للمحافظين الجدد وصقور الإدارة الأمريكية جون بالتون مستشار الأمن القومي، والذي يوصف بأنه من أكثر الصقور الجمهوريين المتشددين، ومايك بومبيو وزير الخارجية الذي يتماهى وتنسجم توجهاته مع توجهات الرئيس دونالد ترامب.

فهذه السياسية حققت اختراقًا كبيرًا في ملف الأسلحة النووية الكورية الشمالية بإغلاق موقع "بونغي ري" للتجارب النووية في تضاريس جبلية في الشمال الشرقي لكوريا الشمالية، وتجرى الاختبارات داخل شبكة من الأنفاق المحفورة في أسفل جبل "مانتاب". ويتردد أنه انهار جزئيًا ولم يعد صالحًا لإجراء تجارب نووية جديدة حسب ما ذكرته وسائل إعلام صينية.

كما أحدثت سياسية "حافة الهاوية"، التي يستخدمها الرئيس الأمريكي مع كوريا الشمالية تقاربًا دراماتيكيًا مع جارتها الجنوبية، حيث رأينا اجتماعًا ثنائيًا بين زعيمي الدولتين ورغم أن السياسية مسالكها ودوربها كثيرة، يبدو ظاهريًا أنها قد أتت أكلها مع كوريا الشمالية.

وعلى ما يبدو فإن الإدارة الأمريكية سائرة على نفس النهج في تعاملها مع الملف الإيراني، ورغم تشعب الخيوط الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنها ليست في وضع مثالي قادر على تدمير مصالح أمريكا في المنطقة، ولكنها قادرة على إيذائها جزئيًا، من خلال تنظيماتها المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

 ففي حالة تصاعد الأحداث بين أمريكا وإيران ووصلت إلى الصدام العسكري بقيام الولايات المتحدة الأمريكية بشن ضربات عسكرية على مواقع إيران النووية.

من خلال ردود الأفعال على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني يتبين أنه لم يكن مؤثرًا نتيجة عدم وجود تبادل تجاري بين البلدين وتوقيع عقوبات على إيران من الجانب الأمريكي لن يكون ذا جدوى تلحق الضرر بالاقتصاد الإيراني، طالما أن أوروبا مازالت متمسكة بالاتفاق النووي " 6+1"، والذي أصبح بعد انسحاب أمريكا" 5+1".

الرئيس الإيراني، حسن روحاني في تصعيد ضمني على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، قال إن بلاده ستتباحث مع الشركاء الدوليين، وفي حالة عدم تحقيق مكاسب للشعب الإيراني، سوف تستأنف بلاده العمل في البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم.

في حين شهدت دولة الاحتلال الصهيوني، إسرائيل، حالة من الرعب وانتشار شائعات في المجتمع الإسرائيلي عن تحركات عسكرية إيرانية، ولا يعرف أحد من وراء إطلاق تلك الشائعات هل جهاز معين في دولة إسرائيل من قام بإطلاق تلك الشائعة، حتى يتم رصد ردود أفعال الشعب الإسرائيلي وتصرفاته في حالة دخول بلادهم في مواجهة عسكرية مع إيران، أم أن تلك الشائعات ناتجة عن حالة الرعب والخوف بين الإسرائيليين من دول حرب إقليمية.

الأيام المقبلة سوف تحدد مسار الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، فهل تستمر الإدارة الأمريكية في استخدام سياسية "حافة الهاوية"، حتى الوصول إلى صدام عسكري، قد يحدث فوضى في منطقة الشرق الأوسط، لا تستطيع أقوى أجهزة استخلاص النتائج التنبؤ بنتيجتها؟!

من يعرف سر المعادلة في منطقة الشرق الأوسط يصل إلى نتيجة مؤكدة، وهي أن أمريكا لن تقدم على ضرب إيران وإسقاط نظامها الحالي، الذي يضمن لأمريكا تواجدها عسكريًا في المنطقة وترويج وبيع أسلحتها لدول المنطقة، وسوف يستمر فقط النظام الإيراني في إظهار العداء لأمريكا وإطلاق التهديدات لإسرائيل دون أن يقدم على الدخول في حرب لا يعلم عواقبها ضد الكيان الصهيوني. 

 

 

تم نسخ الرابط