الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

القاصة بسنت حسين: أعترف "الأغاني" هو مدخل لدراسة مطولة عن الأغنية المصرية

القاصة بسنت حسين:
القاصة بسنت حسين: أعترف "الأغاني" هو مدخل لدراسة مطولة عن ال
كتب - خالد حماد

بسنت حسين واحدة من  الوجوه الشابة المشغولة بالكتابة الإبداعية، ورغم عملها طبيبة صيدلانية إلا أنها اشتغلت على كتابة الشعر وهربت منه سريعا لتجد نفسها تكتب القصة التي وجدت فيها المساحة الكافية لتمرير أشواقها الشعرية، قدمت  مجموعتها القصصية الأولى تحت عنوان  "أغنية لم تغنها داليدا" 2014، ومن جاءت المتتالية القصصية "سوف أشبه جدتي" عبر دار روافد، ومن ثم  جاء كتابها الموسوم بـ"الأغاني" و هو دراسة عن الأغنية المصرية من 1901 إلى 2017، أي منذ بداية عصر توثيق الأغاني بداية من الكوبيات 1901 ثم الاسطوانات 3 مل في 1903 ثم الاسطوانات 5 مل و يليها الإذاعة و الكاسيت، وغيرها من وسائل التسجيل.

تلفت  بسنت حسين إلى أن  الكتاب مقسم إلى سبع فصول، تستعرض خلالها الكاتبة كل ما يتعلق بالأغنية المصرية خلال تلك الفترة و انعكاسها على المجتمع المصري و كذلك التطورات التي شهدتها الأغنية المصرية من خلال طفرة الاتصالات و التواصل مع ثقافات مختلفة.

وتؤكد على أن هذه الدراسة جاءت  لتسليط لضوء على فن الأغنية، كفن حيوي يمكن استخدامه وتطويعه لتغيير المجتمع ولمواجهة الفكر المتطرف الذي يهدد أمن المجتمع المصري والعالم بأكمله.

 

 

كيف كانت البدايات والانتقال من كتابة القصة إلى كتاب بحثي معني بالأغنية المصرية؟

البداية كانت مع القصة عندما عجزت أن أصبح شاعرة و أثقلت كتابتي ،فلم أعد أقتنع أن كتابة الخواطر الموزونة شعرا أو نثرا.

وقد ساعدتني ورش الكتابة للقصة في ذلك الوقت و لأكثر من أربع سنوات لم أجرؤ أن أخوض تجربة النشر رغم تجربتي في النشر ضمن كتاب جماعي و فوزي بالمركز الخامس في مسابقة للقصة القصيرة تحت إشراف وزارة الثقافة عام 2012.

نشرت أول مجموعة قصصية في نهاية عام 2014 باسم (أغنية لم تغنها داليدا) و لاحظ البعض ارتباط قصصي بالأغاني. لم تشغلني على الإطلاق هذه الملاحظات و بدأت في كتابي الثاني و هو كتاب عن الصناعات المندثرة بالإسكندرية و المترجم للإنجليزية ضمن منحة من المملكة المتحدة. كتاب (صُناع الإسكندرية) أعدت صياغة مادة بحثية و صور إحترافية إلى قالب قصصي يحكي معاناة هؤلاء ممن يمتهنون المهن المندثرة، و رغم قُرب طبيعة هذا الكتاب من مادة بحثية إلا أن مهمتي كانت تحويله لقالب قصصي.

بدأت في متوالية قصصية (سوف أشبه جدتي) مع بداية تبلور فكرة (كتاب الأغاني) ، لكني لم استطع أن أنجز الكتابين سويا فأتممت المتوالية القصصية لأتفرغ لإتمام مادة بحثي في الأغاني.

 

ما هي المخاوف والهواجس التي كانت تشغلك وأنتِ تكتبين كتاب الأغاني؟

أثناء رحلة البحث لم يكن يشغلني سوا الاستمتاع فحسب، أقرأ أو استمع لأغاني لم أكن أعلم عنها شيئ، أتنقل بحيادية بين ألوان الغناء المختلفة.

ربما في مراجعة محتوى الكتاب وجدت أنه يتوجب عليّ أن أترك مواد بعينها استغرقت في البحث عنها الكثير مثل (العدودية) في الغناء الفلكلوري، لأن سيحيد عن القواعد الأساسية للكتاب و كذلك سيجعل القارئ بعيد كل البُعد عن هوية الأغنية و تأثيرها في المجتمع.

ربما الصراع بين القارئ و الناقد هو الهاجس إلى الاّن، فالقارئ العادي يجد الكتاب مشوقا للغاية و يُتم قراءته في أسرع وقت و يجد فيه معلومات لم يكن يعرفها من قبل، بينما الناقد يجد أن الكتاب يستوعب الكثير من المواد ليكون مرجع أساسي للأغنية المصرية خلال القرن العشرين إلى يومنا هذا.

وهناك بالطبع الكثير من العقبات في رحلة وصول الكتاب للأسواق و لعل أهمها أن دور النشر المختلفة ترفض كتب الدراسات لأنها لا تحقق مبيعات و هناك من يرى أن أي دراسة لابد أن يكتبها متخصص و ليس باحث عادي.

 

لماذ كتاب الأغاني وإذا كان العنوان هو إحدى عتبات النص، فهذا يجعلنا نقف كثيرا أمام عنوان الأغاني الذي سبقك إليه الكثير؟

كتاب الأغاني كنوع من الاعتراف بأهمية الأغنية لمجتمعنا، و للحفاظ على تراثنا الغنائي ،إلى جانب الإشادة بهوية الأغنية المصرية و التي تكاد تكون مهدورة تماما رغم تأثيرها في مصر و المنطقة العربية.

أحسست أنه يتوجب عليّ تسليط الضوء على أهميتها وكأني منارة لطريق طويل لمن بعدي من الباحثين لينهالوا منها كما يشاؤون.

 

وماذا عن العنوان؟

اختيار العنوان "كتاب الأغاني" و العنوان الجانبي (دراسة عن الأغنية المصرية من 1901 إلى 2017) هو معّبر حقيقي عن الكتاب و الذي يتناول بين طياته الأغنية كمادة بحث أساسية و كل ما يتعلق بها و بتطورها في المجتمع المصري، كيف أثرت و تأثرت بالمجتمع، سياسات الرقابة على على الأغنية كمصنف فني إلى جانب كيفية دعم المواهب من الجهات الحكومية   و برامج اختيار أصوات غنائية.

ربما سيقف القارئ العادي أما الكتاب ليقارن بينه و بين كتاب الأغاني للاصفهاني و الذي لا يُشبه كتابي سوا في الاسم فقط، و هذا ما حدث بالفعل في معرض القاهرة الدولي للكتاب

2018، و كان للعنوان دور رئيس في بيع الكتاب و هو هدفي أن يطلع غير المتخصص على محتوى الكتاب.

 

هل كان التناص في العنوان مقصودا؟

بالطبع، و أظنه قد نجح في الهدف المرجو منه.

 

وما الهدف المرجو منه؟

أن يصل للقارئ العادي، الغير معْني بالثقافة أو بالفن عموما، ليتصفحه فيجد أنه ليس كتاب الأغاني للاصفهاني ( أو غير الفكرة المُكونّة لديه عن كتاب الأغاني) وكذلك ليس تلخيصا للكتاب الأصلي و الذي يحمل نفس العنوان ، بل دراسة عن الأغنية المصرية خلال القرن العشرين إلى الاّن.

 

ماذا عن الإهداء (للأغنية التي بقيت وقت أن ضللنا الطريق و لكل صُناع الأغنية)؟

كنوع من التكريم لفن طالما يصل إلينا رغم اختلاف ثقافاتنا و أعمارنا و أذواقنا، للفن القادر أن يصل حضارات و ثقافات بنغمة واحدة و للأغنية التي تغنى بها الأجداد و تناقلها الأبناء إلى يومنا هذا ، للأغنية المصرية التي استمرت و حافظت على هويتنا و بها أثبتنا ريادتنا .

و بالطبع لكل من يصنع الأغنية و قد أفردتهم في الفصل السابع و الأخير من الكتاب و هم نقاد الأغنية و كُتّاب الأغنية و الملحنون و الموزعون و بالطبع المؤديون.

 

الكتابات التي سبقتك في دراسة الأغنية المصرية، كيف استفدتِ منها في الكتاب؟

قليل حول الأغنية المصرية .. كثير حول الموسيقى العربية.

ربما لم تحظَ الأغنية المصرية خلال القرن العشرين بمصادر كافية، لكني أعتمدت بشكل أساسي على كتابات كمال الدين نجمي و محمود حنفي و د. ياسمين فراّج. كذلك وجهت لهم التحية في الفصل الأخير من الكتاب كأهم نقاد للأغنية المصرية خلال زمن الدراسة (1901 إلى 2017).

 

الدراسة تدور في قرن كامل حول الأغنية المصرية،هل يمكن أن نقول عنها ملخص لدراسة الأغتية المصرية يتبعها دراسة وافية للأغنية؟ أو مدخل لدراسة الأغنية المصرية؟

بكل صراحة.. هى مدخل لدراسة الأغنية المصرية، لأنه من المستحيل لغير المتخصص ( مثلي) أن يُقدم دراسة وافية عن الأغنية المصرية. لكني أزعم أنني حللت الأغنية المصرية كما أحب أن نستفيد منها و كذلك عرضت دورها المجتمعي و تطورها خلال قرن بالهوية المصرية.

حاولت أن تكون عناصر الكتاب غير مألوفة مثل الفصل الثالث و الخامس و الذي يتعرض لتطور الأغنية المصرية و تداخلها مع ثقافات مختلفة و إلى برامج اختيار الأصوات و تأثيرها في الأغنية المصرية.

إلى جانب أنه لا يمكن لفرد أن يحصر تراث غنائي عظيم (كالأغنية المصرية) من خلال كتاب واحد و فكر واحد فقط.

ما أراهن عليه من خلال كتاب الأغني هو أن يجد الغير متخصص الشغف لمواصلة البحث في تراث الأغنية المصرية حتى في فترات زمنية مختلفة و ليس الفترة المحددة في دراستي، و أن يُكمل المتخصص البحث في عالم الأغنية المصرية و التي سينعكس دورها في النهوض بالمجتمع المصري كما أحدث سيد درويش المقاومة بالأغنية الوطنية، أي قبل تجربة السيمستا ( في فانزويلا) للحد من العنف و الجريمة بالموسيقى.

تم نسخ الرابط