ساعات الرعب الإسرائيلية كما رصدتها الصحف العبرية
كتب - عادل عبدالمحسن
بينما كانت الإذاعات والقنوات التليفزيونية تنقل وقائع حرب العاشر من رمضان، خاصة من وسائل إعلام الدول التي تخوض تلك الحرب مصر وسوريا ضد دولة الكيان الصهيوني إسرائيل، لم تكن المواقع الإلكترونية موجودة في ذلك الوقت، وكان على المهتمين بوقائع تلك المعركة انتظار ما ستكتبه الصحف، ولم يذكر في الإذاعات والقنوات التليفزيونية.
يهمنا كمصريين أن تعرف الأجيال التي لم تعيش وقائع تلك الحرب ومعايشة أحداثها والاطلاع على واقع الكيان الصهيوني في تلك الفترة من خلال عناوين الصحف الإسرائيلية والقادة الإسرائيليين يوم 11 رمضان الموافق 7 أكتوبر 1973 حيث بدت "الصدمة" واضحة على صفحاتها الأولى، فيما حققته القوات المصرية والسورية كان غير متوقع، وكانت المفاجأة عندما عبرت القوات المصرية قناة السويس وبدأت في تحطيم خط بارليف.
"أصوات إنذار غارات الطائرات المصرية تقطع صمت يوم الغفران"
كان عنوان صحيفة "جيروزاليم بوست" صبيحة ما يسمى "عيد الغفران" أو بالعبرية "يوم كيبور" في هذا اليوم كان من المفترض أن تحتجب الصحف الإسرائيلية عن الصدور والإذاعات تبتعد عن التعاطي في الشؤون السياسية والعسكرية، الصحيفة افتتحت خبرها آنذاك بأنّ "صفارات الإنذار قد دوت في أنحاء إسرائيل كلها لتقطع الصمت والسكون الذي يغلف يوم الغفران، في تمام الثانية ظهرًا، وقطعت الإذاعة الإسرائيلية برامجها التقليدية عن هذا اليوم، لتعلن أن القوات المصرية والسورية بدأت هجومًا كبيرًا على القوات الإسرائيلية في قناة السويس والجولان"، كما تحدّثت الصحيفة عن حالة الهروب الجماعية للمستوطنين نحو الملاجئ، خاصة السيّاح الأجانب حينها.
صيحة دفن الجمهورية الإسرائيلية الأولى
وكشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عام 98، أن جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل خلال حرب أكتوبر، حاولت الانتحار بعدما أصابها اكتئاب شديد جراء هزيمتها بالحرب.
20 سبتمبر 1998 صحيفة معاريف الإسرائيلية بمناسبة مرور نصف قرن على إقامة دولة إسرائيل، والذي ظل الاحتفال بهذه المناسبة ممتدا لطول العام :إن صافرة الإنذار التي دوت في الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهر السادس من أكتوبر 1973، كانت تمثل في معناها أكثر من مجرد إنذار لمواطني إسرائيل بالنزول إلى المخابئ، حيث كانت بمثابة الصيحة التي تتردد عندما يتم دفن الميت، وكان الميت حينذاك هو الجمهورية الإسرائيلية الأولى، وعندما انتهت الحرب، بدأ العد من جديد، وبدأ تاريخ جديد، فبعد ربع قرن من قيام دولة إسرائيل وفي العام 1973، باتت أعمدة ودعائم إسرائيل القديمة حطامًا ملقي على جانب الطريق".
وقال «زئيف شيف» المعلق العسكري الإسرائيلي عن العاشر من رمضان المجيدة: «هذه هي أول حرب للجيش الإسرائيلي التي يعالج فيها الأطباء جنودًا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلى علاج نفسي هناك من نسوا أسماءهم، لقد أذهل إسرائيل نجاح العرب في المفاجأة في حرب يوم عيد الغفران، وفي تحقيق نجاحات عسكرية.



