الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

اليوم.. ذكرى استشهاد أعلى رتبة عسكرية في حرب العاشر من رمضان

اليوم.. ذكرى استشهاد
اليوم.. ذكرى استشهاد أعلى رتبة عسكرية في حرب العاشر من رمضان
كتب - عادل عبدالمحسن

"أبعث إليكم بأغلى هدية أستطيع أن أقدمها إلى جميع ضباط وصف وجنود الوحدة.. إن أبناء مصر من عهد مينا إلى الآن ينظرون إليكم بقلوب مؤمنة وأمل باسم، وقد آن الأوان لكي ترفرف أعلام مصر على أرض سيناء الحبيبة، وإني إذ أفوضكم في وضع علمنا الحبيب على أرضنا الحبيبة طبقًا لواجب العمليات، وإني أعدكم بأن كل علم من هذه الأعلام سوف يرفرف فوق أحد مواقع القوات الإسرائيلية في سيناء.. سيكون موضع اعتزاز وتقدير من جميع أبناء مصر وقادتها، لكل من ساهم في رفع هذا العلم، وختامًا أذكركم بقول الله تعالى: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173). [الصافات] 

لم يكن النصر أسمى من الشهادة؛ وإن كانا شيئين محببين لكل محارب، فمن فاز بالنصر سيجد حلاوته في حياته، وأما من فاز بالشهادة فذلك ذاق طعم النصر قبل موته، ثم هو يعيش حالة النصر في الجنة أبد الآبدين ودهر الداهرين".

هذه الرسالة كثيرة المعاني أرسلها اللواء شفيق متري سدراك إلى قادة كتائب قواته يوم 5 أكتوبر 1973 وقبل 5 أيام من استشهاده في مثل هذا اليوم منذ 46 عاما حسب التقويم قال عنه الرئيس السادات في الجلسة التاريخية لمجلس الشعب: "إن اللواء البطل/ شفيق متري هو أول الضباط المقاتلين الذين حصلوا على وسام نجمة سيناء، لأنه أول الضباط المصريين الشهداء".

اللواء شفيق مترى سدراك ولد عام 1921، بقرية المطيعة التابعة لمركز أسيوط. كان والده يعمل مدرسًا ثانويًا، ما جعله يلتحق بكلية التجارة وقضى بها عامين، لكنه أصر أن يلتحق بالجيش، واختار في النهاية أن يلتحق بالكلية الحربية ليتخرج منها عام 1948، مقاتلًا بسلاح المشاة وخدم في السودان مرتين خلال حياته العسكرية.

أظهر البطل الكبير شفيق متري، تفوقًا ملحوظًا لدرجة انه كان من الضباط الذين حصلوا على شهادة أركان حرب وهو برتبة رائد، واختير للعمل كمدرس لمادة التكتيك بالكلية الحربية، ثم أصبح كبيرًا للمعلمين بها.

خاض معارك مصر قبل 1973م فاشترك في حرب 1956، وفي حرب 1967. كان "شفيق متري" قائدا لكتيبة "مشاة" حاربت في منطقة أبى عجيلة وكبد العدو خسائر كبيرة، وحصل على ترقية استثنائية بسبب هذه المعركة.

استشهد في اليوم الرابع للحرب 10 أكتوبر 1973، وهو يقود أحد ألوية المشاة المدرعة التابعة للفرقة 16 بالقطاع الأوسط في سيناء، وكان وقتها يتقدم قواته بمسافة كيلو متر كامل في عمق سيناء.

تم نسخ الرابط