سلماوي: لم يبدأ اهتمامي بالسياسة إلا في 67..ولقائي بهيكل غير مجرى حياتي
كتب - محمد خضير
التقى جمهور معرض فيصل السابع للكتاب الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، مع الكاتب محمد سلماوى لمناقشة مذكراته "يوم أو بعض يوم"، حيث أدار اللقاء الإعلامى محمود شرف قائلا: إن هذا الكتاب وضع فيه محمد سلماوى سطورا من سيرته الذاتية وهي بمثابة بانوراما كاملة لمصر ولاحداثها التاريخية.
وقال عن سلماوى: إنه عمل أستاذ بالجامعة ومذيع وعمل صحفي وشغل العديد من المناصب أكثرها قربا إلى قلبه رئاسة اتحاد الكتاب واتحاد الكتاب العرب، وفى مذكراته سرد التاريخ الشخصى لعائلته وبحسه الروائى استطاع أن يمرر كثيرا من فصول تاريخ هذا الوطن وسرد وقائع تاريخية رآها عن قرب.
وأضاف الكاتب محمد سلماوى: هيئة الكتاب وفرت أن تذهب بالثقافة والفكر للناس حيث هم، وهذا تطبيق لنص دستورى أن الثقافة حق للمواطن وعلى الدولة توفر خدمة الثقافة للمواطن حيث هو، وهذا نص اعتز وافتخر بأنى اقترحته، وأقرته اللجنة وانا الان اكتب الجزء الثانى من المذكرات وسيكون فيه هذا الجزء الخاص بوضع الدستور.
وعن عنوان الكتاب "يوم أو بعض يوم" وهل رأى كل هذه الحياة وتنوعها يوم أو بعض يوم، قال سلماوى ليس هناك أبلغ من القرآن الكريم واقتباس نص من القرآن به كل هذه البلاغة أجده خير اختيار للعنوان، أجد في بعض السير الذاتية العربية عيوب مثل تضخيم الذات وتصفية حسابات مع بعض الجهات.
وقال :اجد أيضا الأخذ بمبدأ ليس كل ما يعرف يقال وهذا خطأ لأن في السيرة الذاتية يجب أن كل ما يعرف يقال ولذلك التزمت بمبدأ التواضع والصراحة والمبدا الثالث هو التوثيق فكنت انشر جزء من قصاصة بجريدة أو صورة فوتوغرافية لتوثيق ما اقول.
وأوضح سلماوى قائلا: "قد سألت نفسى هل انا سأكتب كتاب في التاريخ ام سأكتب ذكريات ووجدت انى يجب أن أكتب الاثنين لأن لو كتبت شئ واحد منهما ستكون قيمته اقل فالتاريخ هناك من يكتبه من متخصصين، وإذا كتبته انا سيكون كتابى ناقص لكن هنا اكتبه من خلال رؤية الأحداث عن قرب.
وفى أحداث أخرى شاركت فيها لنفسى أو في أحداث أخرى كنت ضحية لها مثل فترة اعتقالى فبالتاكيد سأكتب الأحداث التي صاحبت هذا الاعتقال وأحوال البلد وقتها إذن هنا تزوج بين الأحداث الشخصية لحياتي والأحداث التاريخية المصاحبة، وجمعت بينهما في أسلوب يكاد يكون روائى يتخذ من بعض أساليب السرد الروائى مثل اللعب بالزمن.
وأضاف سلماوى :حاولت بقدر الإمكان أن أكون محايدا ولا افرض أحكام والتزمت بكتابة ما حدث وتركت للقارئ أن يقرر مدى الصحة أو الخطأ من وجهة نظره، وانا لست حاكما لاحكم على احد، واسرد الوقائع كما حدثت.
وتابع: لم يكن لى اهتمام سياسي أثناء فترة الجامعة ولم يبدأ اهتمامى بالسياسة إلا في 67، وتركت الأدب تماما في فترة السبعينات، وهذه السيرة لا تكتمل الا بالجزء الثانى الذي اكتبه الان لأنه يتماس مع ذلك.
وكشف سلماوى ان لقاءة بالأستاذ محمد حسنين هيكل قائلا :انه لقاء غير مجرى حياتى لأنه عرض أن أعمل بجريدة الأهرام وخاصة في القسم الخارجى وكان لدى وقتها نزعة أن انتمى للمجتمع أكثر وما يقلقنى أن اظل أستاذا للأدب الإنجليزى في ظل الظروف حولى، فطلبت فرصة شهر اجرب فيه العمل بالاهرام وخلال هذا الشهر مات عبد الناصر وجاء السادات وقبل أن يمر الشهر قررت أن استمر في العمل.
واخيرا اختيارى لكلمة مذكرات بدل سيرة ذاتية اعطانى مساحة أكبر لسرد أحداث لا تكتب في السيرة الذاتية.
ومن جانبه قدم الدكتور هيثم الحاج على رئيس هيئة الكتاب، التهنئة لسلماوى بمناسبة حصوله على لقب فارس الآداب وتكريمه في رومانيا موجها إليه سؤال حول تكريم الكتاب في الخارج وكيف تكون جزء من القوى الناعمة وهل يمكن أن تكون تلك الكريمات وحصول الكتاب والأدباء على جوائز عالمية قابلا للتكرار في الأجيال الجديدة.
أجاب سلماوى انى أحزن حين يحصل أي مبدع على تكريم في الخارج لانى أشعر أن الخارج يدرك قيمة القوى الناعمة أكثر من الداخل وانا لم أحصل على جائزة الدولة التقديرية إلا بعد حصولى على لقب فارس في فرنسا، ونحتاج أن تهتم الدولة بقوتنا الناعمة أكثر من ذلك.
وعقب الندوة قام سلماوى بجولة بالمعرض صاحبه فيها د. هيثم الحاج على، د. أحمد بهى الدين نائب رئيس الهيئة، وإسلام بيومى مدير عام المعارض بالهيئة، وقد لفت نظر سلماوى مجموعة من إصدارات مكتبة الأسرة وحرص على اقتناءها ومنها هذه حياتى لعبد الحميد جودة الأسحار.



