السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مقصوف الرقبة

مقصوف الرقبة
مقصوف الرقبة
كتب - عماد عبد المقصود

تفترض القواعد الإسبرطية القديمة أنك إن عدت قتيلا أو مقطوع الرأس محمولا فوق درعك، فقد نلت شرف البطولة والتضحية والفداء.

فلترقد الآن بأمان ولتنتفخ جثتك ثم تتحلل بهدوء واطمئنان.

هذا هو حال الرجل الأحمر أو قل البطل الأحمر فوق جدران حافلة المنتخب المصري ذات التصميم البطولي المنقلب على ذاته وهويته، فقد توقف الزمن عند تلك اللحظة التي شعر فيها بالفخر والانتشاء دون أن تشاركه رأسه الفقيدة في ذلك الاحتفال.

في غمرة الفرح، ربما نسي البطل الأسطوري أن يخفض رأسه حين عبرت الحافلة من نفق ما أو ربما حل ضيفا – على غير رغبته ــ لدى داعش، وقتها.

ربما قطع المصمم رأسه حتى لا يمكننا تعرف هويته درءا للشكوك حول ردة فعل ذويه وأقرانه أو الشركات الراعية المعلنة، كما حدث مع محمد صلاح ورفاقه على طائرة المنتخب.

وإذ يزأر الأسد الرابض فوق هضبة الأهرامات غاضبا كل ليلة معلنا عن منطقة نفوذه وسيطرته ومحذرا أي منافس أو دخيل من الاقتراب، فكيف تمكنت المعالم الروسية من إزاحته وعالمه الهرمي بكل تلك البساطة والسيطرة على مكانه الأثير؟ وتمت تنحية لون الأوكر المقدس جانبا والذي يعبر عن هويتنا المصرية وحل محله هويات الأحمر الباردة المتساوية التي يضيع خلالها اللون الأحمر المميز لعلم مصر.

بعد أن تاهت هويتنا المصرية بشوارع الدب الروسي تثور التساؤلات حول كيفية العثور مجددا على تلك الهوية التي ضلت طريقها وحتي ذلك الحين.. على جنب يا اسطى.

 

تم نسخ الرابط