الجيش المصري يصطاد "جنرال" إسرائيليًا في سيناء
كتب - عادل عبدالمحسن
إذا كان يوم العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر سنة 1973يوما أسود على الكيان الصهيوني، فاليوم السابع للحرب الموافق يوم 17 من رمضان 13أكتوبر منذ 46 عاما يوم أسود جديد، ففي هذا اليوم تم قتل ميجور جنرال ألبرت ماندلر قائد إحدى الفرق الاسرائيلية على الجبهة في سيناء، عندما سيطرت قواتنا المسلحة على خط بارليف وتحطيم وتدمير نقاط العدو الصهيوني.
عندما أردت أن أعد هذا التقرير عن مقتل الجنرال الصهيوني ماندلر، الذي قتل في مثل هذا اليوم منذ 46 عاما، وكان يعد فخرا للإسرائيليين ومؤسس سلاح المدرعات الإسرائيلي لم أجد سوى رواية واحدة عن مقتلة سأقصها عليكم بكل تفاصيلها.
في يوم 13أكتوبر سنة 1973الموافق 17رمضان كان الجنرال الإسرائيلي ألبرت ماندلر غير راض عن نتائج المعارك التي دارت خلال الأيام السابقة وللوضع الميدانية لقواته والخسائر التي تكبدتها القوات الإسرائيلية، حيث خسرت فرقته 200 دبابة من أصل 300 وفى تلك اللحظة يقف بأحد المفارق الجانبية للطريق المؤدى إلى ممر الجدى.
وكانت الخطة المصرية في تلك اليوم تقضى بتطوير الهجوم، ومن ضمن خطة التطوير الدفع باللواء 11 مشاة ميكانيكي بقيادة العقيد فاروق الصياد من الفرقة السابعة التي يقود العميد أركان حرب أحمد بدوى في اتجاه المضايق، خاصة ممر الجدى، وبالفعل تحرك اللواء في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا، وذلك لتطوير هجومه في اتجاه ممر الجدى تسبقه كتيبة من الصاعقة بحوالي ساعة ونصف الساعة، كانت كتيبة الصاعقة تحركت في الساعة الخامسة صباحاً، ونجحت في التسلل من خلال مواقع العدو والوصول خلف دفاعاته وكان لها فائدة كبيرة أثناء المعركة من ناحية الإبلاغ عن مواقع العدو وتحركاته وتوجيه النيران المصرية أثناء المعركة والإبلاغ عن وجود مركبة للقيادة الاسرائيلية تقع في مدى نيران مدفعية اللواء، وكان من المقرر أن ترافق اللواء كتيبة من الدبابات الخاصة بالفرقة السابعة على أن ترافقها كتيبتان من المركبات المدرعة.
bk وbmp واحدة على يسار اللواء والأخرى على اليمين وإلى الخلف منهما تسير مجموعة مدفعية اللواء التي تتبعها الوحدات الاحتياطية وقد قامت مدفعية الفرقة بقصف مركز استمر15 دقيقة بطريقة الضرب الحسابي وبعد تحرك وحدات اللواء ولم تكد تتقدم لمسافة كيلو ونصف الكيلومتر حتى اشتبكت في الحال مع سرية دبابات للعدو تعاونها نيران المدفعية وستائر من الصواريخ المضادة للدبابات كانت متحصنة في مواقع دفاعية في منطقة تقاطع الطريق العرضي مع طريق الجدى
وفى الساعة الثامنة والنصف انضمت كتيبة دبابات مصرية إلى تشكيل اللواء وتوقفت خلف تشكيل اللواء بمسافة 100 متر بعد ذلك قامت مدفعية اللواء11المصري بقصف مركز على العدو لمدة 15 دقيقة أخرى، وتلى ذلك الدفع بكتيبة المركبات
المدرعة bmp للالتفاف على جانب العدو وتدميره وبالفعل تقدمت هذه الكتيبة مسافة 2 كيلو متر، وهنا تدخل الطيران الإسرائيلي، مما جعل قائد اللواء يصدر أوامره إلى الجنود بإخفاء المركبات خلف الكثبان الرملية والترجل منها كمشاة عاديين واستمرار التقدم تحت ستر نيران الدبابات والمركبات المدرعة وبالفعل نجحت بعض السرايا المصرية في الوصول إلى أقرب النقاط للعدو وجرى التعامل معها بالنيران في هذه الأثناء قد الضابط الإسرائيلي الكبير ميجور جنرال إبراهام ماندلر مع رافي أونجر مراسل الإذاعة الإسرائيلية واثنين من مرافقيه من جراء قذيفة مصرية سقطت عليهم أثناء ركوبهم مركبة القيادة واستطلاعه سير المعركة باستخدام نظارة معظمة، وخلال حديثه عبر جهاز اللاسلكي مع الجنرال جونين قائد الجبهة في سيناء والذي يستقل طائرة هيليوكوبتر في طريقة إلى الطاسة مركز القيادة الإسرائيلي الأمامي للقطاع الأوسط في سيناء وبرفقته الجنرال عيزرا وايزمان، قائد الطيران الأسبق الذي استدعى من الاحتياط لمعاونة رئيس الأركان أثناء الحرب لمناقشة خطط سير المعارك، وقد أجرى جونين اتصال من الطائرة مع أالبرت ماندلر الموجود على الأرض داخل مركبة القيادة، لكي يطمئن على سير المعارك التي كانت في صالح القوات المصرية، وقد اتفق جونين مع ألبرت ماندلر على اللقاء في المكان الذي يتحدث منه" البرت"، وقد حدد الاسم الكودي للمكان وكان يقع على أحد المفارق الجانبية للطريق المؤدى إلى ممر الجدى، وفجأة انقطع الاتصال بينهما، وحاول قائد الطائرة الاتصال ثانية، ولكن المحاولة لم تنجح، وهنا قال جونين لعيزرا: إنني أشعر بقلبي ينقبض لا بد أنه حدث مكروه لألبرت
عزرا: ما هذا الهراء أيها الأحمق.
جونين: مادام ألبرت لا يرد هناك أمر واحد قد حدث.
عزرا: ما هو؟
جونين: أن ألبرت قد مات.
في هذه الأثناء كان ألبرت ماندلر يحتضر، حيث تم نقله بواسطة طائرة مروحية إلى المستشفى، ولكنه مات في الطريق.
وعندما هبطت الطائرة في الطاسة كان في انتظار جونين رسالة من نائبه يخطره فيها أن ألبرت ماندلر قد قتل بقذيفة مصرية.
يقول اللواء جمال حماد إن آخر حديث أدلى به "ماندلر" لمراسلي الصحف العالمية أثناء العمليات العسكرية في سيناء يوم 10 أكتوبر: لقد غيرت هذه الحرب في تصوري قيما كثيرة واشتهرت بأنني ضابطاً متعنت ومحترف ولكنني ليبرالي في الأساس، والآن بعد هذا الهجوم غير المتوقع الذي قام به المصريون يبدو لي أننا لن نستطيع بعد ذلك أبداً أن نسمح لأنفسنا بأن نركب المخاطر من هذا النوع، وسيكون من المهمات الصعبة لي الذهاب إلى أسر القتلى في هذه الحرب
لكن القدر وفر ماندلر عناء الذهاب إلى أسر القتلى الإسرائيليين، وجعله في عداد القتلى.



