طارق رضوان : انسحاب امريكا من مجلس حقوق الإنسان مرحلة جديدة في تاريخ تحيزها لإسرائيل
كتب - السيد علي
أعرب النائب طارق رضوان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن قلقه ازاء القرار الذى اتخذته الولايات المتحدة مؤخرا بشأن الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة والذى رغم كونه غير مفاجىء نظرا للتهديدات السابقة والمتكررة من قبل الولايات المتحدة بالانسحاب ما لم يغير هذا المجلس من سياساته ومواقفه الرافضة لممارسات اسرائيل بالاراضى الفلسطينية والسورية المحتلة والبعيدة كل البعد عن الالتزامات التى يضعها القانون الدولى على عاتقها بمقتضى كونها دولة احتلال
وقال رضوان في بيان له اليوم ، ان هذا القرار يدشن مرحلة جديدة فى تاريخ تحيز الولايات المتحدة لربيبتها اسرائيل تعلن فيها دون مواربة دعمها الكامل لدولة اسرائيل حتى وان ادى ذلك الى تخليها عن مسئوليتها كدولة كبرى محورية على المستوى الدولى وعلى القيم الليبرالية التى نص عليها الدستور الامريكى.
و اوضح رئيس خارجية النواب ان لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب تري ان هذا التحول الخطير فى سياسة الولايات المتحدة سيكون له اثره غير المأمون على مجريات القضية الفلسطينية لاسيما وانه يذهب الى غير رجعة ثقة الفلسطينين فى الولايات المتحدة وربما يحول دون قبولهم لاى دور كانت تقوم به فى الماضى سواء كوسيط او راعى للمفاوضات الفلسطينية الامر الذى يؤجج الصراع الفلسطينى الاسرائيلى ويجعل تسويته فى المستقبل المنظور امرا بعيد المنال.
واشار الي ان الولايات المتحدة بهذا المسلك المندفع والمتحيز لصالح اسرائيل وضد حقوق الانسان قد دفعت معول الهدم لتطيح بواحدة من اهم اجهزة الامم المتحدة غير عابئة بالحاجة الماسة لهذا الجهاز المختص بحقوق الانسان فى هذه الفترة الحرجة التى يمر بها المجتمع الدولى والتى تتسم بتأجج الصراعات المسلحة ووحشية الانتهاكات التى يتعرض لها البشر فى مناطق الحروب والصراعات ومنها الاراضى الفلسطينية والسورية المحتلة.
واضاف ان الحجة الواهية التى دفعت بها الولايات المتحدة وادعاء انحياز مجلس حقوق الإنسان ضد اسرائيل بعد ان خصص لها او بالاحرى لانتهاكاتها لحقوق الإنسان بالاراضى المحتلة بندا ثابتا على جدول اعماله على مدى اعوام عرف بالبند السابع وعقد لمناقشة هذه الانتهاكات دورات استثنائية كان اخرها فى ١٨ مايو ٢٠١٨ عقب المواجهات الاسرائيلية الوحشية للاحتجاجات المدنية التى شهدتها الاراضى الفلسطينية المحتلة والموقف العادل والمشرف الذى اتخذه ازاء المستوطنات والعمل على اعداد قائمة سوداء بأسماء الشركات العاملة والتي اضفت مزيدا من الضغط على الموقف الامريكى واسهمت فى ازدياد الاستياء الدولى من هذا الانسحاب فمن الواضح للجميع ان مجلس حقوق الانسان لم يمنح كل هذا الاهتمام للاراضى الفلسطينية المحتلة الا لخطورة الاوضاع الانسانية بها وعدم استجابة اسرائيل للمناشدات الدولية المتكررة فضلا عن استمرار حالة الاحتلال التى انحسرت منذ عقود عن مختلف بقاع العالم.
واكد رئيس خارجية النواب ، ان لجنة العلاقات الخارجية تضم صوتها لكل صوت رافض واسف على هذا المسلك الامريكى الذى لم يراع خطورة الاوضاع والتحولات التى يمر بها العالم لاسيما منطقة الشرق الاوسط وتناشد شعوب العالم المتمدن والبرلمانات المعبرة عنها وفى مقدمتها الكونجرس الأمريكي حث الحكومات على تحمل مسئولياتها الدولية والعمل على مساندة الامم المتحدة واجهزتها المتخصصة لاسيما مجلس حقوق الإنسان وعدم الانسياق وراء الرغبات الاسرائيلية.



