سيناريو تزوير الانتخابات الرئاسية التركية.. غدًا
كتب - عادل عبدالمحسن
على نهج الإخوان في مصر عندما نشرت الجماعة الإرهابية نتيجة مسبقة، وأعلنت فوز الرئيس المعزول محمد مرسى في الانتخابات الرئاسية المصرية 2012 قبل إعلانها رسميا من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بـ7 أيام، وحشد أكثر من 280 ألف إخواني في ميدان التحرير لإرغام اللجنة على إعلان النتيجة التي أعلنوها في منتصف الليل.
يسير الإخوانى رجب طيب أردوغان الرئيس التركي الحالي، حيث نشرت وكالة الأناضول، التي يسيطر عليها إخوان تركيا نتيجة مسبقة للانتخابات الرئاسية التركية قبل إجرائها بثلاثة أيام وتتضمن فوز أردوغان حسب السيناريو المرسوم لتزوير الانتخابات، حتى لا يدخل أردوغان في جولة إعادة ويخسرها أمام منافسيه
إلى ذلك تنطلق بعد ساعات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة، التي يدخلها حزب العدالة والتنمية التركي، بعد تدهور شعبيته نتيجة تراجع قيمة الليرة التركية ودخول البلاد في ركود اقتصادي.
وحسب استطلاعات الراي العام شبه المحايدة فإن نسبة فوز أردوغان من الجولة الأولى لا تتجاوز 30% على الرغم من محاولات الضيق على المنافسين.
وتدخل رئيس الأركان للجيش التركي لدى الرئيس السابق عبدالله جول حتى لا يترشح في مواجهة أردوغان.
مالم يحدث تدخل حكومي من جانب أنصار أردوغان فإن فرص نحاجه غير مضمونة فاستطلاعات الرأي، ورغم أنها موجهة من جانب أخوان تركيا فجميعها جاءت بنسب لا تتعدى 50% لصالح أردوغان.
على العموم وبعد سنوات طويلة من متابعة الانتخابات التركية بمختلف أشكالها الرئاسية والبرلمانية والمحلية والاستفتاءات الشعبية، خرجتُ بخلاصة واضحة، مفادها أن التوقعات التي تصدرها هذه الشركات في عمومها تصلح للاستئناس والاطلاع على السياقات العامة فقط وليس التقييم الدقيق على النتائج التفصيلية.
والسبب الرئيس في ذلك، أن الغالبية العظمى منها غير مهنية في عملها ونتائجها، فكثير منها مسيّس، يحاول من خلال ما ينشره التأثير على رأي الناخب وتوجيهه وليس رصده والتعبير عنه، كما أن الكثير منها يفتقد إما إلى الخبرة المطلوبة أو الأدوات الضرورية أو كليهما كما أن الاستطلاعات في أعتى الدول خبرة وحيادية في هذا المجال الولايات المتحدة الأمريكية ثبت فشلها حيث إنها جاءت جميعها في صالح هيلارى كلينتون، وظهرت نتيجة الانتخابات في صالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
وفى كل الأحوال من الصعب اعتماد منافسى أردوغان على شعبيتهم فهو يسيطر على الحياة السياسية منذ 16عاماً ارتكب خلالها الكثير من الجرائم ضد معارضيه معتمداً على أفراد شركات الأمن التي تعد بمثابة ميليشيات تحكم تركيا من خلف الستار بعيداً عن مؤسسات الدولة الأمنية الجيش والمخابرات والشرطة مثلما يحدث في إيران من جانب الحرس الثوري.
ولن تترك تلك الميليشيات الممثلة في شركات الأمن أردوغان يخسر الانتخابات بل ستتدخل في اللحظة المناسبة وهذا ما ظهر جلياً من النتيجة المسبقة التي نشرتها وكالة الأناضول التي يسيطر عليها الإخوان.
وفى سياق ذي صلة كان المرشح للرئاسة التركية محرم إنجيه المنافس القوى لأردوغان قد استطاع أن يحشد 2.5 مليون ناخب تركي يوم الخميس الماضي في تجمع انتخابى يعد الأكبر في الحياة السياسية التركية.



