الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

التوسع الصيني في الموانئ حول العالم.. يثير قلق الدول الكبرى

التوسع الصيني في
التوسع الصيني في الموانئ حول العالم.. يثير قلق الدول الكبرى
كتب - مصطفى سيف

الصين لا تترك مجالًا تستطيع منه الدخول للمنافسة مع الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عالمية إلا وتحاول منه أن تصبح رقم واحد في العالم تأثيرًا في الاقتصاد وإزاحة الولايات المتحدة الأمريكية من طريقها.

في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "بلومبيرج" الأمريكيتين قالت إنَّ "كل مرةٍ يطلب الرئيس السريلانكي من حلفائه الصينيين الحصول على مساعدات وقروض لبناء ميناء ضخم، كان الجواب نعم. نعم، على الرغم من أن دراسات الجدوى أظهرت أن الميناء لن يعمل. نعم، على الرغم من رفض الشركاء التجاريين السريلانكيين الآخرين المشاركة. نعم، على الرغم من أن ديون سريلانكا للصين ازدادت بسرعة".

شركة "تشينا هاربور إنجنيرنج"، أحد أكبر الشركات الحكومية الصينية، أقامت ميناء "مافانوتا" في سريلانكا؛ إلا أنَّ المشروع فشل، على الرغم من أن الميناء يقع على واحد من أكثر المسارات ازدحامًا في العالم، إلا أن 34 سفينة فقط رسخت في عام 2012. هذا العام تم نقل الميناء إلى الصين.

نقل الميناء لبكين جعلها على منطقة تبعد فقط بضع مئات من الكيلومترات من شواطئ الهند، منافسها اللدود. وبذلك تكون حققت موطئ قدم استراتيجي.

إن حالة ميناء مافينتوتا هي مجرد مثال واحد على استخدام الصين للقروض والمساعدات لتوسيع نفوذها في العالم، وعندما لا تتم إعادتها، فإنها أيضا مستعدة للعمل بجهد لتحقيق هدفها.

تقول الصحيفة: "تستثمر الصين في إقامة البنية التحتية وتوفر القروض للبلدان في جميع أنحاء العالم، وفي المقابل تحصل على موطئ قدم فيها".

وأضافت: "المشروع المعروف باسم "طريق الحرير الجديد"، يساعد الصين على تطوير رؤيتها لدور عالمي رائد. ومع ذلك، يقول النقاد إن القروض العديدة تمثل فخًا للدول الفقيرة وتعمل كأرض خصبة للفساد في الأنظمة الضعيفة".

مقابلات مع مسؤولين في سريلانكا والهند والصين، وتحليل الوثائق والاتفاقات المتعلقة بإنشاء الميناء، ترسم صورة واضحة عن كيفية سيطرة الصين على ميناء استراتيجي في سريلانكا دون إطلاق رصاصة واحدة.

على الجانب الآخر لا يخفي المسؤولون في الهند عن شعورهم بالقلق من قوة الصين التنافسية، خاصة أنَّ المحنة الاقتصادية في سريلانكا شديدة لدرجة أنها قد تسمح لبكين باستخدامها العسكري لمواقع مثل ميناء مافينتوتا في مقابل تخفيف عبء الديون.

ويستشهد براهما تشالناي، وهو محلل يعمل في بعض الأحيان كمستشار للحكومة الهندية بمقولة جون آدمز إن طريقة إخضاع بلد ما هي بالسيف أو الدين، مؤكداً أن الصين قد اختارت البديل الأخير".

وما زال الخوف من الاستخدام العسكري لميناء مافينتا موجود رغم وعود الصين بتجنب ذلك في عقد نقل الميناء.

وبحسب الصحيفة والشبكة الأمريكيتين فإنَّه حتى خارج سريلانكا فإن يد الصين موجودة في العديد من الأماكن حول العالم.

في العقد الماضي قام كبار السياسيين والشركات في الصين بجولة في العالم من أجل الاستثمارات الاستراتيجية.

وفقا لتحليل أجرته بلومبيرج في إبريل الماضي، استثمرت الصين 318 مليار دولار من خلال الشركات الحكومية والخاصة في أوروبا وحدها أمَّا الولايات المتحدة تصل استثماراتها لما يقرب من 200 مليار دولار لمناطق استثماراتها في أوروبا وجميع أنحاء العالم.

تقول الصحيفة: "في ضوء هذه الإمبريالية الاقتصادية غير المعلنة تعمل حكومات كثيرة في جميع أنحاء العالم على قياس ومراقبة المشتريات الصينية".

وختمت الصحيفة: "لقد أمضت الصين العقد الماضي في الاستفادة من القوة الاقتصادية التي اكتسبتها لتكتسب نفوذًا في جميع أنحاء العالم. لكن المشاريع التي تستثمر فيها والوسائل التي تستخدمها لتحقيقها تثير الخوف من أن الصين لديها أهداف بعيدة المدى".

لكن يبقى السؤال: هل تستطيع الصين أن تصبح رقم واحد في الاقتصاد العالمي؟ في تقدير البعض أنَّ هذا لن يحدث ما لم يتم الاستغناء عن أذونات وسندات الخزانة الأمريكية التي تُقدّر بـ400 مليار دولار.

 

تم نسخ الرابط