أغرب من الخيال.. أم تبيع رضيعها وتدعي موته.. والأب يعيده بعد أيام.."فيديو"
كتب - عيسى جاد الكريم
أبويوسف: أريد استخراج شهادة لابني بعد أن نسبه المجرمون لهم واستخرجوا شهادة مزورة باسمهم
قصة أغرب من الخيال، وواقع مؤلم، ذلك الذي عاشه الأب، صعب الهلالي، بعد أن فقد طفله الرضيع بعد ساعات من والدته، بعد أن باعته أمه.
الأب الذي يمتلك محلات للاتصالات وبيع أجهزة وخطوط المحمول، تزوج بالأم إيمان منذ أكثر من 16 سنة، فتاة من منطقة المطرية، التى يعيش بها بعد قدومه من الصعيد، أنجب خمسة أولاد من زوجته، أكبرهم لديه 15 سنة، كانت الأمور تسير على طبيعتها كأى زوجين، وكانت حياته مقسمة بين المحال التى يملكها فى المطرية والمحال التى يمتلكها فى الصعيد، ومن شهرين فوجئ بزوجته الحامل تخبره بأنها ذهبت لمتابعة حملها مع الدكتور كعادتها، فأخبرها أن الطفل مات فى بطنها، وكأى زوج اعتصره الألم على فقد طفله، وأشفق على الزوجة، لأن الأمر خطير. وأنها يجب أن تنزل الطفل، لأنه ميت، حتى لا تصاب بأضرار أكبر تؤثر على صحتها، وهى أم لخمسة أولاد، يحتاجون رعايتها، وطلب من الأم أن يذهب معها للطبيب، لكى يجريا عملية تفريغ حتى لا تصاب بأذى، ولكن الأم أخبرته أن الطبيب طلب منها تظبيط السكر والضغط حتى يجرى لها العملية، لأنه لو أجراها الآن، فهناك خطر على حياتها.
انطلت الحُجة على الأب، وظن فى زوجته الصدق. وتمر الأيام ويسألها متى ستجرى العملية ويتلقى نفس الإجابة من الأم، أنها تتابع مع الطبيب لتجهيز نفسها للعملية، مر شهران ولم تجر الأم أى عملية، وبين الحين والآخر تطلب منه أموالا لعمل تحاليل.. شك فى الأمر واعتقد أنها اخترعت هذه الحجة لكي يعطيها أمولا زيادة كعادة كل زوجة، وذهب كعادته لمحل عمله، الذى يغلق أبوابه فى الثانية عشرة مساء، وفوجئ باتصال من أولاده، يخبرونه أن زوجته خرجت من المنزل فى الخامسة مساء، ولم تعد حتى الآن، ويظنون أنها ذهبت لكى تجرى عملية ولادة، ولم تأخذ معها أى ولد من أولادها، كعادتها، عندما تذهب للطبيب، حاول الاتصال بها أكثر من مرة ولم تجب.
فوجئ الزوج باتصال منها فى الساعة الحادية عشرة مساء تخبره بأنها عملت عملية، وأسقطت الطفل وعليهم أن ينتظروها هو وأولاده أسفل البيت، لكى يقوموا بتسنيدها، كى تصعد إلى الشقة.
قام الزوج والأبناء، بانتظار الأم، وقد بدا عليها الإعياء والتعب، وأوصلوها حتى الشقة، وبعد أن تناولت العشاء سألها الأب أين الطفل الذى نزل ميتاً من بطنها؟!
فأخبرته بأن الدكتور أنزله قطعا، ولفه بالشاش، وأعطاه لممرضة تعمل معه، كى تدفنه فى مقابر قريبة منها، ثارت ثائرة الزوج، كيف يدفن الغريب لحمه!
يجب أن يحضر جثة طفله ويكفنه ويدفنه فى مقابره ويترحم عليه، وطلب من زوجته أن تعطيه رقم الدكتور وعنوان المستشفى فرفضت، فشك فى الأمر، كيف يتم دفن طفل دون تصريح دفن، ودون علم أبيه، وظل يسأل الزوجة والأخيرة تنكر، طلب من زوجة أخيه أن تسألها لعلها تجيب، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، ورفضت الزوجة أن تبوح بعنوان الطبيب أو تليفونه أو مكان عيادته.
لم يذق الأب طعم النوم، وكيف ينام وقطعة منه لا يعلم أين هي، وبعد أن بدأت الشمس تضيء بنورها، معلنة قدوم الصباح، هدد الزوجة بأنه سوف يذهب ليحرر لها محضرا فى قسم الشرطة بأنها أخفت ابنه.
توجه الزوج لقسم الشرطة، ليحرر محضراً ضد زوجته، وقبل أن يخطو مئات الأمتار جاء له ابنه الكبير مهرولاً يخبره بأن أمه هربت من الشقة، عاد الزوج يبحث عن الزوجة، ذهب لها لبيت أهلها فلم يجدها!
ستة أيام يبحث عنها فى كل مكان حتى تخبره بالحقيقة، وتطفئ نار الأسئلة والحيرة التى اشتعلت فى صدره، أين طفله؟ هل هو حى أم ميت؟، وإذا كان ميتا لماذا تخفى المكان الذى وضعته فيه، واذا كان على قيد الحياة فأين هو وأين أخفته، وكيف يعيش الآن، وكيف يقتات، وممن يحصل على اللبن الذى يجعله يعيش؟!
أسئلة كثيرة بدأت تعصف بالزوج، يريد لها إجابة واحدة.
وأخيراً ظهرت الزوجة فى منزل أهلها وفى هذه اللحظات، ذهب لها فاعترفت أمام أهلها بأنها باعت الطفل مقابل 5 آلاف جنيه لسيدة لا تعرف اسم لها سوى أنها أم محمد، وتعرف أنها تعيش فى قرية تابعة للقناطر الخيرية، وأنها أجرت عملية ولادة قيصرية بإحدى العيادات بمنطقة شبرا الخيمة، وتم نقل دم لها أثناء الولادة، وأنها دفعت الخمسة آلاف ثمنا للدم الذى تم نقله لها.
أسرع الزوج بتحرير محضر ضد الزوجة، وضد المجهولين، الذين أدلت بأسمائهم وقيد برقم 4841 لسنة 2018 إداري قسم المطرية بالقاهرة، وذهب لرئيس مباحث المطرية وقص عليه الحكاية، واستدعى رئيس المباحث الزوجة، التى أدلت بمعلومات تفصيلية عن الجناة شركائها فى الجريمة، وأخبرت رجال المباحث أن القرية التى يعيش فيها الزوجان اللذان اشتريا منها الطفل.. فهما يعيشان في قرية اسمها التل أو الجامع الكبير.
وبعد أقل من 12 ساعة كان هاتف الأب يرن ليخبره رئيس المباحث، محمود الأعصر، أنهم توصلوا لأحد شركاء الأم فى الجريمة، ويدعى ممدوح، وعثروا على الطفل معه.
هرول الأب للقسم، وشاهد طفله، واحتضنه بشدة، وقبله، وكأن روحه ردت إليه من جديد.
ممدوح اعترف للأب بعد حديث مطول معه، أنه اشترى الطفل مقابل خمسة آلاف جنيه، وأنه قام بإثباته ونسبته له ولزوجته، وسجله فى شهادة الميلاد باسم آسر، وأنه متزوج ولديه أطفال، تم استجواب ممدوح فى النيابة، فى حين ظلت إيمان، أم الطفل، وزوجة ممدوح المدعوة أم محمد هاربتين.
استلم "صعب"، ابنه الذي أطلق عليه "يوسف" من النيابة.
وبعد أن انتهت حيرته، وعثر على ابنه الطفل يوسف، لا يزال يعيش فى حيرة أخرى، فهو لا يستطيع استخراج شهادة له باسمه، الذى أطلقه عليه "يوسف"، ولا يستطيع أن ينسبه له، فللطفل شهادة ميلاد أخرى، نسب فيها الوالدان المزيفان "ممدوح وأم محمد" الطفل لهما، وهو لا يستطيع أن يحضر الشهادة التى نسب بها الوالدان المزيفان الطفل لهما، لتتم محاسبتهما على جريمتهما، مع الأم الهاربة بتهمة التزوير، ولا يستطيع أن يستخرج شهادة لطفله لينسبه له، وهو لا يريد أن يخالف القانون، بأن يقوم بإحضار شهادة من أى عيادة، لكى يذهب لمكتب الصحة ليقيد ابنه من جديد، ولا يعرف مصير ابنه فى حال قيده، خاصة أنه ولد منذ أكثر من 11 يوما، والطفل الذى يمر على ولادته أكثر من أسبوع يصبح ساقط قيد.
الأب الذى تعتصره الحيرة والألم، لا يريد أن يضيع حق ابنه وحقه فى معاقبة الجناة، الذين حرموه من ابنه أكثر من تسعة أيام، حتى استطاع الوصول له، وحتى يكونوا عبرة لغيرهم. فهو يشك أن من يقف وراءهم عصابات لتجارة الأعضاء، فالوالدان المزيفان اللذان اشتريا الطفل لديهما أولاد وليسا محرومين من الخلفة، مما يؤكد أنهما كانا ينويان بيعه لتجار الأعضاء البشرية، خاصة أنه ذهب لقريتهما، وعرف أنهما فقيران، وبالكاد يملكان قوت يومهما فمن أعطاهما الخمسة آلاف جنيه، ليشتريا الطفل، ولماذا لم يتم حبسهما ولايزالان "أحرارا"، يمكن أن يصطادان ضحية أخرى او يهدداه هو وطفله إذا كان لهما شركاء آخرون فى الجريمة. لايزالون يختفون خلف الستار.
فمن يطفئ نار الحيرة والخوف الذى يمتلئ بها وجدان الأب، من يساعده فى أن يثبت ابنه فى شهادة الميلاد، ويطلق عليه الاسم الذى اختاره له "يوسف" بدلاً من الاسم الذى اختاره له الجناة؟!



