بوابة روزاليوسف" ترصد عملية صيد الأفاعي بالبحيرة.. فيديو وصور"

تقرير - محمد البربرى

ارتفاع عدد ضحايا ومصابي لدغات الثعابين لـ8

تعرف على أسباب انتشار الثعابين والأفاعي بقرى البحيرة

شباب منية السعيد يقتلون 14 كوبرا.. والخبراء يحذرون من قتلها

مدير مستشفى المحمودية يؤكد تواجد الأمصال ويوجه نصائح للمواطنين عبر "بوابة روزاليوسف"

 

ارتفع عدد ضحايا ومصابي لدغات الأفاعي والثعابين لـ8 أشخاص بقرى مركز المحمودية بمحافظة البحيرة، ويواصل أهالي قرية "منية السعيد"، التابعة لمركز المحمودية تصديهم للثعابين والأفاعي بعدما زحفت عليهم من الأراضي الزراعية والأماكن المهجورة.

وتمكنت الجهود الشعبية ولجان شباب القرية من قتل أكثر من 60 ثعبان على مدار الأسبوعين الماضيين بعدما هجمت الأفاعي على القرية ولدغت 8 أشخاص، بينهم شاب في مقتبل العمر لقى مصرعه وراح ضحية هذه الأفاعي السامة.

 

 

بوابة روزاليوسف" اقتحمت أخطر الأماكن التي تؤوي الثعابين والأفاعي بقرية منية السعيد ورصدت مجموعة من الشباب صائدي الأفاعي، أثناء صيد أفعى من أحد أكوم الأتربة والهيش شرق القرية، التي شهدت انتشارا للثعابين وسط الزراعات والحقول بعد ارتفاع درجة الحرارة.

وحذر محترفو وخبراء صيد الثعابين من عدم وعى الأهالي في التعامل مع تلك الأفاعي، مؤكدين أن الكوبرا سريعة جدًا في مهاجمة عدوها في حال شعورها بالخوف أو مهاجمتها مطالبين من تدخل فورة لهيئة المصل واللقاح.

واستنكر يسرى السيد الشهير "يسرى كوبرا" أحد الصيادين الذين جاءوا متطوعين لمساعدة الأهالي فكرة الحواه أو الرفاعي، مؤكدًا أنهم خبراء في التعامل مع الزواحف والأفاعي، مضيفا أن قرية منية السعيد بها عدد كبير من الثعابين ولكنها تحتاج إلى معدات وحفارات ووقت لاصطيادها واستعانوا بحفارات لرفع أكوام الأتربة المتراكمة منذ سنوات ويقطنها أخر أنواع الثعابين السامة.

وأوضح أحمد أبو العلا خبير الزواحف ومتخصص في صيد الكوبرا، أن هناك أنواعًا كثيرة للثعابين السامة وشديدة السمية منها: الأفعى والكوبرا البخاخ والحية المقرنة والحية الغريبة والغريبة الحمراء وهي ثعابين سريعة جدا في هجماتها.

 

 

وشهد عدد من قرى البحيرة، على مدار الأيام السابقة انتشار للثعابين وهجمات متكررة أسفرت عن وفاة شاب وإصابة عدد 7 آخرين من المواطنين بلدغات سامة.

المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة وجهت بتشكيل لجنة فنية متخصصة بإشراف المستشار الإعلامي والفني للمحافظة، ضمت اللجنة الوحدة المحلية لمركز ومدينة المحمودية، ومديريات الطب البيطري والصحة والزراعة، وأساتذة من كلية الزراعة جامعة دمنهور، وذلك لفحص شكاوى أهالي القرية منية السعيد، لتضررهم من انتشار الثعابين أثناء عملهم بالأراضي الزراعية مما يعرض حياتهم للخطر.

وانتهت اللجنة إلى شراء نحو 5 آلاف بيضة وحقنها بمادة سامة، وتوزيعها على الأوكار التي تختبئ بها تلك الثعابين بعد المسح الشامل للأماكن المحتمل المرجح تواجدها بها، صاحب ذلك توعية الأهالي وتحذيرهم لتوخي الحيطة والحظر وعدم تعرضهم للبيض السامة خوفًا على سلامتهم، كما تم اليوم وضع مصائد عبارة عن براميل بها فتحات لدخول الثعابين داخل حفر ترابية ووسط البوص والهيش.

ووجهت محافظ البحيرة بضرورة الاستفادة من الأبحاث العلمية المتخصصة في مواجهة ظاهرة انتشار الزواحف والثعابين والوقوف على أحدث الوسائل العلمية في مكافحتها ومنع انتشارها، سواء كانت بالطرق الكيماوية أو البيولوجية.

كما شددت على تضافر كل الجهود لتقديم طرق الوقاية وتحديد أماكن التواجد والانتشار وعمل الإسعافات الأولية وتوافر الأمصال والترياقات اللازمة للمصابين مع عمل التوعية اللازمة بوسائل الإعلام المختلفة لتوعية المواطنين لتجنب مخاطرها وطرق الوقاية منها بالتنسيق مع مسؤولي الزراعة والطب البيطري والبيئة والصحة والطب الوقائي وكلية الزراعة بجامعة دمنهور والسكرتير العام ومناقشة آخر تطورات انتشار عدد من حالات الإصابة ببعض قرى مركز المحمودية بالثعابين السامة وتم التأكيد على ضرورة اتخاذ عدد من التدابير السريعة والفورية في هذا الشأن أهمها: تطهير الترع والمصارف وإزالة مخلفات الزراعة من أكوام الحشائش والبوص والهيش وغيرها من البؤر التي تساعد على الانتشار، تكثيف حملات التوعية بين المواطنين، تفعيل مقاومة القوارض وتفعيل دور الإرشاد والبيئة، تدريب أطقم الأطباء والتمريض على الطرق العلمية للتعامل السليم مع الإصابات مع ضرورة وجود مراكز للسموم داخل الوحدات الصحية وتذويدها بالأمصال والترياق الكافي، عمل المصايد المزودة بالطعم في أماكن الانتشار داخل المباني المهجورة والعشش العشوائية، بالإضافة إلى استخدام الجير الحى للحد من تكاثر الثعابين.

وقال إبراهيم زقزوق خبير بيئي أن أغلب الأفاعي يكون غذاؤها على الثدييات الصغيرة مثل الفئران وكذلك الضفادع وصغار الطيور، وهناك أنواع قليلة من الثعابين الصغيرة هي التي تتغذى على البيض مؤكده غن خطوة المحافظة بمواجهة الثعابين بالبيض غير مجدية.

ورصدت عدسة "بوابة روزاليوسف" عملية صيد كوبرا سامة داخل أحد أكوام الأتربة والروي المواشي والهيس على جانب مصرف صرف بإحدى الزراعات شرق القرية

وقال عبد القادر أبو ركبة مهندس من أبناء قرية منية السعيد، إن القرية تحتاج إلى إغاثة عاجلة قبل تسبب الأفاعي في قتل المزيد من الضحايا مؤكدا على أن الثعابين مازالت منتشرة بالزراعات داخل القرية.

أسرة الضحية صبري سعيد بدوي 18 سنة الذي لقى ربه إثر لدغة أفعى سامة: عوضنا على الله " ابننا مات ضحية للإهمال" لهذه الكلمات بدأ والده كلماته والدموع تزرف من عينيه ده كان ابني الوحيد على بنتين وطلع من المدرسة، ولم يكمل تعليمه لمساعدتنا على ظروف المعيشة.

 

 

والد المصابة دنيا محمد الجزيري أكد سلامة ابنته بعدما تم نقلها لمركز السموم بكفر الدوار وتم شفاؤها تمامًا، مستنكًرًا تعامل المسؤولين تجاه الأزمة.

فيما أكد محمد علي، مزارع بالقرية، أن انتشار الثعابين داخل الأراضي الزراعية داخل القرية بصورة كبيرة خلال الأيام الماضية، وخاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، منع الكثير من المزارعين بالخروج من منازلهم خوفا من لدغ الثعابين السامة، مضيفا، الناس خايفة تروى أراضيها علشان الثعابين والأفاعي بتطلع عليها كل يوم من الترع والمصارف ومفيش حد عارف يوقفها مضيفا انه تم قتل ثعابين أطول من مترين غريبة الشكل والنوع في مشاهد كارثية تهدد حياه الآلاف من المواطنين مستنكرا تصريحات وكيل وزارة الصحة بالبحيرة التي تستهين بحياة المواطنين.

ومن جانبه كشف كمال سليم خبير بيئي سبب انتشار الثعابين والأفاعي بالقرية منية هو جلب "ردم وأتربة" من مناطق صحراوية، حيث تكون مأوى لبيض تلك الأنواع من الثعابين الصحراوية الأمر الذي أدى إلى ظهور تلك الأنواع من الثعابين بمنية السعيد وتواجد المباني المهجورة، وعدم تطهير أكوام الأتربة والهيش والبوص الذي أصبح بيئة خصبة لتلك الثعابين.

أراضينا مهددة بالبوار، لخوف العمالة من الذهاب إلى أعمالهم بالمزارع، بهذه الكلمات بدأ حديثة إبراهيم أحمد، قائلًا: الكثير من العمال رفعوا من أجرهم بعد انتشار ظاهرة الثعابين السام ورفض الكثير منهم حصاد بطيخ اللب لظهور ثعابين بين الزراعات.

شباب القرية كونوا فيما بينهم فرق عمل من لمطاردة الثعابين في كل مكان بالقرية لقتلها والتخلص منها، بالإضافة إلى نقل المخلفات وتطهير المستنقعات وإزالة البوص والحشائش بالترع والمصارف وبجوار أسوار المنازل، ورصدت "بوابة روزاليوسف" بالفيديو والصور أعمال تطهير بوص وحشائش داخل القرية بحفارات صغيرة تعمل على إزالة البوص والهيش وغكوام الأتربة خوفا من تواجد الأفاعي.

كانت قرية منية السعيد قد شهدت أول حالة وفاة العام الماضي، حينما تعرض عبدالعزيز شلبي أحد أهالي القرية إلى لدغ ثعبان أثناء تواجده داخل أرضه الزراعية، ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى العام، وكشفت التقارير الرسمية منذ 26 يونيو وحتى الآن تعرض 8 حالات أخرى للدغ من الثعابين، من بينهم صبري سعيد بدوي صاحب الـ 18 عاما، الذي أصيب أثناء عمله في الأرض الزراعية، ولقى مصرعه فيما نجاه 7 حالات من الموت المحقق قبل انتشار السموم بجسم المصابين.

من جانبه قال الدكتور على زايد نائب مدير مستشفى المحمودية العام أكد لـ"بوابة روزاليوسف" على تواجد الأمصال بالمستشفى وإسعاف كل الحالات الواردة للمستشفى عدا حالة وفاة واحدة بسبب انتشار السموم داخل جسمه قبل وصوله المستشفى وإحالة حالة لمركز السموم بكفر الدوار وتم شفاؤها.

وأضاف الدكتور على زايد ان الحالات التي استقبلها المستشفى ليست من منية السعيد وحدها، إنما ورد للمستشفى حالات من القرى المجاورة مؤكدًا أن المحمودية لا يوجد بها مركز للسموم موجها نصائح للمواطنين لسرعة إسعاف المصاب بربط مكان اللدغ وسرعة نقله للمستشفى مؤكدًا أن عامل السرعة يساعد على إنقاذ حياة المصاب.